توقيت القاهرة المحلي 03:13:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أخلاق الإسلام

  مصر اليوم -

أخلاق الإسلام

عمرو الشوبكي

اعتاد كثير من التيارات الإسلامية أن تتحدث عن نفسها باعتبارها حارسة لأخلاق الإسلام ومبادئه، ولايزال بعض قادة الإخوان يؤكدون كل يوم أنهم المدافعون عن العقيدة والمشروع الإسلامى ضد حملات القوى العلمانية والليبرالية التى اتهموها بالتآمر ورفض المشروع الإسلامى. ولقد اعتاد الإخوان أن يصوروا أنفسهم باعتبارهم نموذجاً للزهد فى السلطة، وأن لديهم نظاماً تربوياً مستمداً من الإسلام يلتزم به عضو الجماعة وينعكس فى سلوكه اليومى والسياسى، وكثيراً ما كتبت قبل الثورة عن البنية التنظيمية المحكمة للجماعة، وأشدت بالطريقة التى يدير بها الإخوان خلافاتهم مع خصومهم، وأيضاً فيما بينهم، لأنها بدت أكثر هدوءاً واحتراماً من كثيرين. لقد أشرت من قبل فى أكثر من دراسة منشورة (كتاب أزمة الإخوان المسلمين الصادر عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام 2008) إلى أن نمط بناء الكادر الإخوانى يصلح دائماً فى المعارضة، وأن ثقافة السمع والطاعة والإيمان العقائدى وتحمل الصعاب والسجون هى أمور انعكست فى المجمل إيجاباً على الإخوان حين كانوا خارج السلطة، وضربت أمثلة كثيرة بما جرى فى السودان وغزة، وهى تجارب تحولت فيها ممارسات الإخوان 180 درجة بعد الوصول للسلطة، لأنهم تصوروا أن «مدرستهم الربانية» قادرة على أن تبنى ملائكة لا يتأثرون بالظروف المحيطة ولا بغواية السلطة وبريقها وسطوتها. وأثبتت الأيام صحة ما قلناه وتحول الإخوان ـ أو قسم كبير منهم ــ تحولاً جذرياً بعد وصولهم للسلطة، وأن ما سبق وحذرنا منه أن هذا النمط من التربية العقائدية والأخلاقية كثيراً ما يتحول بعد الوصول للسلطة إلى خطاب كراهية كامل، لأن من يحمله يخلط بين ممارساته السياسية والإسلام، فيصبح مخالفوه فى الرأى خارجين عن الدين، وليسوا مخالفين فى الرؤية. ولذا يبدو الأمر لافتاً، هذا التحول الذى أصاب كثيراً من الإخوان بعد وصولهم للسلطة، فقد تفوقوا على الجميع فى شتم وتشويه منافسيهم، واختلاق الأكاذيب ضدهم دون أى رادع دينى أو أخلاقى، حتى وصل الأمر إلى صفع أحد شباب الإخوان فتاة مصرية أمام مقر مكتب الإرشاد دون أى رادع دينى أو أخلاقى، بل نزعم أن هذا الرادع قبل الثورة تحول إلى مصدر للكراهية بعدها، وشهدنا ضرباً للصحفيين وتهديدات بقطع الرقاب والقتل والسحل!! والسؤال: ما علاقة كل هذه الجرائم بأخلاق الإسلام؟ بالتأكيد لا علاقة. ولماذا إذن يصر الإخوان على التمسح بالإسلام؟ هو بالتأكيد لأغراض سياسية أو سلطوية، خاصة أنه لا يوجد حكم رشيد فى الدنيا يتصور أن شرعيته مستمدة فقط من عقيدة دينية أو ثورية أو اشتراكية، وليس من الشعب ودولة القانون والمؤسسات. أن يقبل الإخوان بتشكيل لجان إلكترونية تتحرك بأوامر صارمة من قادتها وتكلف باختلاق الأكاذيب وتلفيق التهم ضد الخصوم والمنافسين، على عكس ما تنادى به أخلاق الإسلام، يدل على أن حتى هذا النمط من التربية الإخوانى، الذى كان ميزة قبل الثورة تحول إلى نقيصة ومصدر للكراهية. إن الذى صدم الناس مما جرى أمام مكتب الإرشاد لم يكن دفاع شباب الإخوان عن مقرهم ولا حتى اشتباكهم مع خصومهم، فالجميع استخدم العنف، إنما فى هذا الانحدار الأخلاقى الذى أصاب سلوك كثيرين من أعضاء جماعة بنت معظم رصيدها السياسى والمجتمعى على الجانب الأخلاقى والدعوى والتربية الدينية، واكتشف الناس أن هناك من خريجى أسر الإخوان من يسبون الدين بكل هدوء، مثلهم مثل أى بلطجى أو شاب آخر لم يدع يوماً أنه حارس للعقيدة والأخلاق الدينية. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخلاق الإسلام أخلاق الإسلام



GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 02:54 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل ونهاية اللعبة الخطرة

GMT 02:52 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مَن صاحب هوية القاهرة البصرية؟

GMT 02:47 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

كتاب لم يتم

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon