توقيت القاهرة المحلي 21:48:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المقال الصادم (2-2)

  مصر اليوم -

المقال الصادم 22

عمرو الشوبكي

أرسلت المهندسة فاطمة حافظ تعليقاً آخر مهماً اختلفت فيه مع مضمون مقالى عن الشهيد محمد محرز، جاء فيه: «صدمنى مقالك بـ(المصرى اليوم) بشدة، فأنا أواظب على قراءة مقالاتك وأحترم معظم آرائك الرزينة، أما مقال اليوم فصادم.. أن تحيى وتقدر شاباً مثل محمد محرز على جهاده وعمل ما يؤمن به شىء، وأن تشجع مثل هذا العمل عموماً شىء آخر تماماً، وإلا فليس من حقنا أن نغضب إذا تدخلت دول أخرى أو منظمات أخرى مثل حماس مثلًا فى شؤوننا! ولماذا الغضب أيضا من الولايات المتحدة الأمريكية إذا ادّعت غزو العراق أو أفغانستان لنشر ما تؤمن به من ديمقراطية وحقوق إنسان؟ أعرف من كتاباتك تعاطفك الشديد مع الثورة السورية، لكنّ هذا لا يبرر دخول أجانب للذود عن هذا الفريق أو ذاك. وإذا كنت لا تستحسن مساندة إيران للنظام السورى فلا يجب أيضا تشجيع (مجاهدين) للذهاب إلى سوريا للوقوف إلى الجانب الآخر. أرجو منك قراءة مقال الأستاذ عماد فؤاد فى نفس الصحيفة فهو يعبر عن وجهة نظرى. أما حديثك عن (حسابات الدنيا) وحسابات الآخرة فهذا يأخذنا إلى مجال آخر تماماً مخالف للسياسة التى تعودنا أن تكلمنا مقالاتك من منظورها. أرجو ألا تكون قد تأثرت بالجو العام الغارق فى الغيبيات والحلال والحرام والجهاد، إلخ... وتفضلوا بقبول وافر الاحترام والتقدير. مهندسة/فاطمة حافظ». على نفس المنوال جاءت عشرات الرسائل الأخرى، منها تعليق الأستاذ عصام رفاعى، والأستاذة نيفين، فى حين بقى الأستاذ مصطفى عبدالكريم مشكوراً من بين قلائل أيدوا ما جاء فى المقال. والحقيقة أن تعاطفى مع الشهيد الشاب محمد محرز يعود لمجموعة من الأسباب أولها أنه ليس جزءاً من حالة الاستقطاب السائدة حالياً فى مصر، فهو ينتمى للتيار الإسلامى بشكل عام، وقرر بمحض إرادته أن يدفع حياته ثمناً لقناعاته الدينية والفكرية، وهو ليس نتاج معسكرات تدريب جهادية ولم يقم بأى عمل مخالف لقوانين الدولة، كما لا يمكن ثانياً مقارنته بالدعم الإيرانى لسوريا ولا بدعم ميليشيات حزب الله للنظام القاتل فى دمشق، لأنه حالة فردية وليس جزءاً من تنظيم يقوم بعملية إعداد جماعى لمتطوعين، كما جرى فى أفغانستان وغيرها، إنما هو حالة تطهر ونقاء فردى تستحق التعاطف، ولم أقل- كما ذكرت السيدة فاطمة- إنى أشجعها. كما أن المقارنة مع مصر فيها ظلم بيّن، فالقول ماذا ستفعل إذا قررت حماس إرسال أفرادها لدعم الإخوان فى مصر؟ بالتأكيد سأرفض بشدة لأن هذا تدخل من «دولة» أخرى ومن تنظيم آخر فى شؤون دولة أخرى، لأن أى دعم من الخارج تحت أى مسمى وأى دافع، سواء كان للرئيس أو المعارضة، مدان ومرفوض، ويعد جريمة وتدخلاً فى شؤون مصر الداخلية، ويتحمل القائمون عليها المسؤولية أمام الله وشعوبهم. أما حالة محمد محرز فلم تكن نتاج تنظيم جهادى جنّده للسفر لسوريا، إنما هى خيار فردى ضد نظام مجرم وقاتل وفاقد لكل شرعية، ويشبه تطوع كثير من المناضلين من كل الأطياف السياسية للحرب ضد المستعمرين وقوى الاحتلال، لأن الصراع هنا كان صراعاً بين الأبيض الذى انتصر/ التحرر والاستقلال، وبين الشر الذى انهزم/ الاحتلال والاستعمار. لم أدعُ إلى تحويل حالة «محرز» إلى حالة جهادية عامة يقوم بها تنظيم أو فصيل سياسى، فهذا أمر تقوم به الدولة فى حال إذا قررت التدخل لدعم شعب من الشعوب، لكنى لا أستطيع أن أمنع نفسى من التعاطف الكامل مع حالة مواطن شاب اسمه الشهيد محمد محرز، خاصة بعد أن عرفت كل تفاصيلها الإنسانية. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقال الصادم 22 المقال الصادم 22



GMT 21:26 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي.. آلة الزيف الانتخابي

GMT 21:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

فلسطين بين دماء الشهداء وأنصار السلام

GMT 21:06 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الشكلانية والتثعبن

GMT 19:52 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في حب العمدة صلاح السعدني

GMT 19:50 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

‎فيتو أمريكى ضد الدولة الفلسطينية.. لا جديد

GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 08:00 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 11:11 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

قمة "كوكب واحد" تكرس ماكرون رئيسًا لـ"معركة المناخ"

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 16:21 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ليفربول يودع جورجينيو فينالدوم برسالة مؤثرة

GMT 10:19 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

3 قلوب ينبض بها عطر "أورا" الجديد من "موغلر"

GMT 09:59 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مجدي بدران ينصح مرضى حساسية الأنف بعدم الخروج من المنزل

GMT 03:10 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الجلود في المغرب أصالة تبقى مع مرور السنوات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon