توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متى تتواضع الجماعة؟

  مصر اليوم -

متى تتواضع الجماعة

عمرو الشوبكي

هل ستعترف الجماعة بأنها على الأقل لم تنجح فى حل مشكلة واحدة من مشكلات المجتمع المصرى، وأنها لا تمتلك الرؤية ولا القدرة على حلها ولو بشكل متدرج؟ الإجابة: مازالت بعيدة عن التواضع والاعتراف بأى خطأ، فهم يرون أن النظام السابق ترك مصائب تصعب من مهمة أى نظام جديد على إصلاح البلد فى فترة محدودة، وهو أمر صحيح بالتأكيد، ولكن للأسف الموضوع لا يحسب بهذه الطريقة، فمهما كانت مسؤولية النظام القديم المؤكدة عن الكارثة التى تعيشها مصر الآن، فإن هناك مسارات تجاهلها الإخوان بصورة كاملة، وفعلوا عكس ما تقوله تجارب النجاح، وأصروا على أن يسلكوا الطريق الذى سيقضى على أول محاولة جادة فى مصر لبناء تيار إسلامى ديمقراطى قادر على وضع أساس لحكم ديمقراطى رشيد قائم على تداول السلطة. وإذا كان من المؤكد أن معضلة الوضع الحالى لا يتحملها فقط الإخوان، إنما تتحمل القوى المدنية ربما نصيباً مساوياً من التخبط والمراهقة، وسوء الأداء طوال الفترة الانتقالية، ولكن الفارق الأبرز بين الاثنين أن الإخوان هم الذين اختاروا أن يتقدموا الصفوف، ويحكموا البلاد على عكس كل وعودهم السابقة، وهو أمر كان محفوفاً بالمخاطر، نظراً لصعوبة تكيف الجماعة والدولة والمجتمع على هذا التحول من جماعة خارج الشرعية ومستبعدة جزئيا أو كليا من الحياة العامة والسياسية (1954: 2011)، إلى جماعة تحكم وتهيمن فى أقل من عام، دون المرور بأى مرحلة انتقالية. ويبدو أن تصور الجماعة بأن نجاحها المؤكد فى بناء تنظيم قوى وآلة انتخابية كفء يكفى لإدارة الدولة ومؤسساتها فى بلد بحجم مصر، واعتبار خبرتها فى التفاعل مع المجتمع والنقابات والبرلمان كتيارات معارضة هى نفسها خبرتها فى إدارة الدولة، كما أن مهارات الهروب من الأجهزة الأمنية وقوة العزيمة والصبر أثناء فترات الاعتقال ليست هى المهارات المطلوبة لإدارة البلاد، وتقديم رؤى إصلاحية حقيقية للتعامل مع مؤسساتها. فلأول مرة فى تاريخ أى تجربة ديمقراطية يفوز مرشح جماعة غير مرخصة قانونا فى انتخابات رئاسة، وتتعامل مع قوانين الدولة التى ترأسها باعتبارها فى وضع أدنى من قوانين الجماعة، التى وضعتها فوق قوانين الدولة وأجهزتها الرقابية بالإصرار على أن تصبح محظورة بمحض إرادتها لا بفعل النظام. والحقيقة أن حكم الإخوان فى بعض بلاد الربيع العربى مثل فرصة تاريخية لم تتح لتجارب إسلامية أو قومية سابقة، وهو أن وصولهم للسلطة جاء عبر صندوق الانتخاب، وليس عبر انقلاب عسكرى أو ثورة أسقطت النظام والدولة معاً، إنما ثورة حديثة طالبت بالديمقراطية والعدالة. للأسف الشديد الإخوان الذين وصلوا بالصندوق وبآليات الديمقراطية أرادوا التنكر لهذه الآليات، فالقضاء المحترم الذى أشرف على انتخاب مرسى رئيساً تحول إلى «فلول» وجزء من النظام القديم إذا أصدر حكماً لا يرضى عنه الإخوان، وإصلاح الداخلية يعنى فقط حماية مقار الإخوان، وعدم محاسبة من اعتدوا على مقر الوفد. رسالة الجماعة للمجتمع والدولة أننا لا نهدف لإصلاح أى شىء فكل المؤسسات تدار بنفس الطريقة القديمة، لأن الهدف هو السيطرة عليها لا إصلاحها، وجلب الموالين وليس الأكفاء، فهل سيعترف «إخوان الحكم» بهذا الواقع على أمل إصلاحه قبل فوات الأوان؟ لا يبدو أن هناك مؤشرات على ذلك. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى تتواضع الجماعة متى تتواضع الجماعة



GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon