توقيت القاهرة المحلي 03:13:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خلافات الإسلاميين

  مصر اليوم -

خلافات الإسلاميين

عمرو الشوبكي

اختلف الإسلاميون فيما بينهم كثيرا منذ تجربة الوسط عام 1995 حتى الآن، وبعد الثورة شهدت جماعة الإخوان المسلمين خروج تيار من الشباب خارج صفوف الجماعة سعى بعضه إلى تأسيس حزب سياسى جديد أطلق عليه اسم «التيار المصرى»، وحافظ البعض الآخر على استقلاله الحزبى، وانضم البعض الثالث إلى تيار د. عبدالمنعم أبوالفتوح، بعد أن خرج بدوره من الإخوان وترشح فى مواجهة مرشحها فى انتخابات الرئاسة. أما التيار السلفى فقد شهد حزبه الأبرز «النور» خلافات داخلية قاسية انتهت بخروج رئيس الحزب وعدد كبير من قياداته، ليؤسسوا حزبا جديدا هو حزب «الوطن»، لتنقسم ساحة التيار السلفى إلى حزبين كبيرين، قبل الانتخابات البرلمانية بقليل. صحيح أن كثيراً من تاريخ الأحزاب اليسارية وبعض الأحزاب المدنية الجديدة عرف انقسامات أكثر قسوة وصخبا، وعرف بعضها «نضالا عنيفا» ضد بعضها البعض، أكثر من نضالها ضد خصومها السياسيين، وصحيح أيضا أن تجربة «الوسط والإخوان» فى بدايتها الأولى فى منتصف التسعينيات كانت عنيفة وقاسية، وتركز فيها خطاب «الوسط» على مواجهة الإخوان، إلى أن اعتدل قبل الثورة ببضع سنوات وبلور مشروعه بشكل منفصل عن «مواجهة الإخوان»، ثم عاد وتحالف مؤخرا معهم. بالمقابل، فإن كل انشقاقات الأحزاب الإسلامية بعد الثورة وبعد أن انفتح المجال العام، سواء تلك التى حدثت مع أبوالفتوح أو فى حزب النور كانت دائما أكثر هدوءا وأقل صخبا من خلافات الأحزاب المدنية الأخرى. خرج عبدالمنعم أبوالفتوح من جماعة الإخوان المسلمين، وترشح فى مواجهة مرشح الجماعة محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة، وحدثت تراشقات كثيرة بين من دفعوه للاستقالة داخل الجماعة والرجل، لكنها ظلت محكومة بإطار محدد هو أن لكل منهم مشروعاً بديلاً يدافع عنه، وليست قضيته الوحيدة هى هدم منافسه أو أخيه السابق، كما يفعل كثير من الفاشلين فى التيارات الأخرى. أما حزب النور الذى انقسم إلى «فسطاطين»، مُنْهِيَاً بذلك صيغة حزب النور القديمة، ومؤسسا مرحلة جديدة ستقسم أصوات التيار السلفى إلى قسمين وستفتتها، فإنه عرف بعض التراشق الصحفى المحدود بين الجانبين، وانتهت صيغة الحزب القديمة بالكامل، دون أن يتهم أعضاؤه بعضهم فى المحاكم، ودون أن يسبوا ويخونوا بعضهم على صفحات الصحف. والحقيقة أن طريقة إدارة الإسلاميين خلافاتهم بهذه الطريقة ليست لأنهم من طينة أخرى غير بقية الشعب المصرى وأحزابه المدنية، إنما لأنهم مشغولون أكثر من غيرهم ببناء مشروعهم الأصلى والدفاع عنه، وليس النضال ضد بعضهم البعض أو ضد خصومهم، دون تقديم بديل، ولو فى تنظيم قوى، وبصرف النظر عن صحة أو خطأ ما يقولون. نقسمت إذن الأحزاب الإسلامية، دون ضجيج، لكن الانقسام فى ذاته دل على أنه يمكن أن يصل لأكثر الأحزاب الإسلامية عقائدية وارتباطا بالنص الدينى كـ«النور»، بما يعنى أن كل دعاوى المحبة والتوحد ونبذ الفرقة، التى نص عليها الدين الإسلامى العظيم ونهلوا منه مرجعيتهم، لم تحل دون انقسامهم وخلافاتهم، وأن هذه الصورة التى روجها كثير من الإسلاميين عن هذا التماهى بين الحزب الإسلامى ومرجعيته الإسلامية التى ستجعل دعوة هذا الحزب وخطابه وسلوكه «ربانية» منزهة عن الخطأ والانقسام لا أساس لها على أرض الواقع، وظل حرصهم على تقديم مشروع بديل وليس مواجهة «الأخ السابق» أكثر هدوءاً ونضجا فى إدارة خلافاتهم من كثير من التيارات الأخرى. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خلافات الإسلاميين خلافات الإسلاميين



GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 02:54 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل ونهاية اللعبة الخطرة

GMT 02:52 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مَن صاحب هوية القاهرة البصرية؟

GMT 02:47 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

كتاب لم يتم

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon