توقيت القاهرة المحلي 08:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منصور حسن

  مصر اليوم -

منصور حسن

عمرو الشوبكي

عرفت الراحل منصور حسن منذ ما يقرب من 6 سنوات، وتحديدا بعد أشهر قليلة من تأسيس حركة كفاية حين اتصل الرجل بى مبدياً بعض الملاحظات على نشاط الحركة التى شرفت بأن أكون واحدا من مؤسسيها، وأيضا معلقا على بعض مقالاتى المنشورة فى «المصرى اليوم». وأعقب هذا الاتصال اتصالات أخرى، واستمر الحال لعدة أشهر كان فيها تواصلنا بالتليفون إلى أن زرته أول مرة فى بيته بالزمالك وجلسنا فى لقاء مطول استمر أكثر من ساعتين. كان منصور حسن محترما إلى درجة كبيرة، حاد الذكاء، سريع البديهة، ويحمل رؤية إصلاحية حقيقية، وفى هذا اللقاء تكلم الرجل عن تاريخ علاقاته بمبارك وتحدث عن ملابسات تعيينه نائباً للسادات، والتغير الذى طرأ على سلوكه بعد أن أصبح «النائب» مثلما يفعل الموظفون الفاشلون الذين لا يشعرون بأن لهم قيمه إلا بالوظيفة أو الدرجة التى يحتلونها. ومنذ ذلك التاريخ استمر تواصلى مع الأستاذ منصور حسن، فتقابلنا قبل الثورة أكثر من بعدها، وكان آخر لقاء عقب قراره ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة، واكتفيت بتهنئته بحذر، وربما شعر بأنى غير متحمس لهذا القرار، لأننى أعرف أنه لا المجلس العسكرى ولا الإخوان يمكن الاعتماد عليهما ــ لأسباب مختلفة ــ فى دعمه، واتفقنا على أن نلتقى المرة القادمة فى العين السخنة، حيث سبق أن دعانى أنا وأسرتى لزيارته هناك أكثر من مرة ولم تسمح الظروف بتلبية الدعوة. والحقيقة أن منصور حسن كان بامتياز السياسى صاحب الخلق الجم، والآراء الصائبة، والرؤية الثاقبة المرهفة ، وقد جهر بمعارضته لمبارك فى نهاية عهده بعد أن طفح الكيل ودفع الثمن، خاصة أن الأخير كان شديد الحساسية من «معارضيه الأذكياء» ـ مثل منصور حسن ـ الذين كانوا ولو دون أن يقصدوا يذكرونه بمحدودية أفقه الذى أوصلنا لـ«زمن الإخوان». وكان منصور حسن ـ وزير الإعلام فى عهد السادات ــ الغريم الأول للرئيس المخلوع حسنى مبارك، بسبب رغبة السادات فى اختياره فى منصب نائب رئيس الجمهورية، وتراجع عن قراره نتيجة تقديره أن الجيش لن يرحب باختيار مدنى نائبا للرئيس. وعقب ثورة 25 يناير اختاره المجلس الأعلى للقوات المسلحة رئيساً للمجلس الاستشارى وطرح اسمه بقوة كرئيس توافقى، سرعان ما رفضه الإخوان جنباً إلى جنب مع بعض الائتلافات «الثورية». والحقيقة أن منصور حسن كان يمكن أن يكون قدر مصر ومخلصها مرتين، الأولى فى حال إذا عينه السادات مكان مبارك نائبا له، فهذا معناه أننا فتحنا الباب أمام فرصة إصلاح حقيقية للبلاد ستبدأ منذ 30 عاما، وإذا كان أى بديل غير مبارك سيكون مكسبا، فما بالنا إذا كان هذا البلديل بوزن وقدرات منصور حسن. أما الفرصة الثانية فلم تكن هى الرئيس التوافقى إنما «الرئيس الانتقالى» وهى كانت فرصة تاريخية لمصر أن يعين المجلس العسكرى ـ حين كانت لديه السلطة والشعبية ـ رئيسا مؤقتا يشاركه إدارة المرحلة الانتقالية وتكون مهمته وضع الأساس الدستورى والقانونى للدولة الجديدة بدلاً من العك والضعف والتخبط الذى انتهى بتسليم المجلس العسكرى السلطة للإخوان المسلمين دون دستور. لقد أراد الله أن يكون من حكمنا 30 عاما هو حاكم بالصدفة أو موظفاً محدوداً بدرجة رئيس جمهورية، وأن يخلِّد المصريون ذكرى رجال عظام كانوا قدر مصر الذى لم يأت. فهذا وصف كتبته عن الراحل أبوغزالة فى مقال سابق نشر فى عهد الرئيس المخلوع، وأكرره مرة أخرى مع راحل آخر من رجال مصر الكبار هو منصور حسن، رحمه الله. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منصور حسن منصور حسن



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon