توقيت القاهرة المحلي 10:41:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المنافسة المطلوبة

  مصر اليوم -

المنافسة المطلوبة

بقلم - عمرو الشوبكي

أعلن الرئيس السيسى رسمياً ترشحه لانتخابات الرئاسة لفترة ثانية، وبعده بساعات أعلن الفريق سامى عنان، «فجراً»، ترشحه لانتخابات الرئاسة ليتغير، ولو جزئياً، مشهد انتخابات الرئاسة بفتح باب للمنافسة لو قُدر لـ«عنان» الاستمرار فى السباق حتى النهاية.

والحقيقة أن انتخابات تنافسية تعنى أن الرئيس السيسى لا يزال لديه دعم شعبى، حتى لو فقد جزءاً كبيراً منه، فلا يزال هناك تيار كبير من المصريين يرى أن الرجل خلص البلاد من حكم الإخوان، وأعاد الاستقرار الأمنى إلى البلاد، وأنجز مشروعات اقتصادية عملاقة، ويخوض حرباً شرسة ضد الإرهاب، حتى لو لم ينجح فيها، إلا أن أنصاره يقدمون له الأعذار فى هذا المجال، على اعتبار أن الإرهاب ظاهرة عالمية، وأنه يستهدف أعتى الديمقراطيات.

هناك ما يمكن أن يقوله السيسى سياسياً لأنصاره بعيداً عن حملات الاغتيال المعنوى «الممنهج»، الذى يمارسه جزء كبير من الإعلام المؤيد تجاه مُنافِسيه المحتملين.

الرئيس أمامه فرصة تاريخية أن يقبل، ولو بقدر، بقواعد اللعبة السياسية، التى تضمن وجود منافسة ما بين مرشحين محتملين، حتى لو لم يحبهم، (وهو التعبير المهذب)، ولكن عليه قبولهم، لأن الشعب هو الذى يقرر، (حتى لو أخطأ)، فى أى تنافس سياسى مَن سيحكمه، تماما مثلما أن القضاء هو الذى يقرر ما إذا كان هذا الشخص فاسدا أم لا.

فى بلاد كثيرة التعددية بدأت مقيدة بسلطة «فيتو» أو سلطة وصاية مثلما شهدت تركيا لفترات طويلة نموذجا سياسيا يقبل بالتنافس والتعددية فى إطار العلمانية التى تحددها المؤسسة العسكرية، وكانت هذه هى البداية للتحول نحو نظام سياسى جديد تراجع فيه الدور المباشر للمؤسسة العسكرية فى العملية السياسية. وفى إيران هناك صراع أجنحة داخل نظام ولاية الفقيه يظل أفضل من النظم التى لا تعرف أى تنافس داخلى من أى نوع، وقد يؤدى إلى تعددية كاملة فى المستقبل المنظور تخرج عن سلطة الولى الفقيه.

وفى مصر هناك فرصة تاريخية أن تتقدم البلاد خطوة للأمام فى اتجاه تنوع على أرضية الدولة الوطنية، وترعاه المؤسسة العسكرية، ويُجنِّب البلاد انهيارات وأزمات كبرى، بأن تُدار المعركة الانتخابية القادمة بين الرئيس والمرشح الأقوى «عنان» على أرضية سياسية بعيداً عن التهم الجاهزة التى تُفقد النظام عناصر قوة يمتلكها ويهدرها بكل سهولة لصالح خطاب بذىء يضر بمَن فى الحكم أكثر من غيره.

إذا خرج الرئيس السيسى من «ثقافة التفويض» والإجماع، وقبِل بانتخابات تنافسية لا يحصل فيها على 90% (فى مصر لم يخسر رئيس فى السلطة استفتاء أو انتخابات تعددية منذ أن تأسس نظامها الجمهورى عام 1954)، وفتح قنوات تواصل مع معارضين وساخطين ومحبَطين ليس من أجل توزيع مغانم، إنما من أجل رفع مظالم وتصحيح مسار، فإن مصر ونظام الرئيس هما اللذان سيفوزان قبل أى منافس.

القبول بانتخابات تنافسية، مهما كانت نتائجها، سيعنى عملياً نجاحاً للنظام السياسى المصرى فى الانتقال من نظام الصوت الواحد الخطر إلى نظام التعددية المقيدة الآمن، ويفتح الباب أمام بناء دولة قانون وتحول ديمقراطى يحترم كرامة الشعب ويعتبره رقماً فى المعادلة السياسية.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنافسة المطلوبة المنافسة المطلوبة



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon