توقيت القاهرة المحلي 07:16:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حروب سيناء

  مصر اليوم -

حروب سيناء

بقلم : عمرو الشوبكي

ما جرى فى العريش، أمس الأول، صادم ومحزن لأنه جزء من حرب لم تتوقف ولم ننتصر فيها، ومازال الإرهاب ينهش فى دماء جنودنا وشعبنا، ومازال غياب الشفافية والإصرار على التمسك بنفس الأساليب الأمنية دون مراجعة أى أخطاء هو السائد رسميا.

ما جرى فى سيناء مؤخرا خلف حوالى 20 شهيدا منهم 12 من أبناء القوات المسلحة (وفق بيانات المتحدث العسكرى)، ووفق ما قاله شهود عيان (خواطر سيناوى) أن الاشتباكات بدأت فى تمام التاسعة صباحا بهجوم على كمين الكنيسة الواقعة فى شارع 26 يوليو (أكبر شوارع المدينة) وبعدها انتقلت إلى كمين شارع الصاغة، حيث يقع البنك الأهلى بين الكمينين، والذى اقتحم واستولى على خزينته فى عملية استشهد فيها رجل الأمن واستشهدت معه سيده تصادف وجودها داخل البنك بجانب عدد كبير من المارة المدنيين، وحدثت حالة من الهلع فى صفوف المدارس والهيئات الحكومية جرى على إثرها إخلاء كل المنشآت الحكومية، وهو مشهد لم تعرفه المدنية من قبل.

والمفارقة أن طيران الجيش المصرى رد على العملية الإرهابية الأولى وقصف أهدافا متفرقة فى مدينتى الشيخ زويد ورفح، إلا أن العناصر الإرهابية عادت صباح اليوم التالى، الإثنين، لتهاجم كمائن عسكرية ومنشآت مدنية، بل ووفق بعض التقارير الصحفية الأجنبية فإن عناصر التنظيم قامت بإطلاق ثلاثة صواريخ باتجاه مجمع مستوطنات «أشكول» فى النقب الغربى، دون أن تخلف أى إصابات.

ومع ذلك سيصبح السؤال فى حال وجود خلل أو تعثر فى مواجهة الإرهاب هو: لماذا الفشل؟

إن اقتصار معركتنا فى مواجهة الإرهاب على الجوانب الأمنية والعسكرية هو نوع من القصور الفادح، فلابد من التعامل السياسى والاجتماعى مع البيئة الحاضنة التى أفرزت هؤلاء الإرهابيين وهو لا يعنى تدليلهم أو عدم التعامل بشدة معهم مثلما يردد المتاجرون بدماء الشهداء لصالح أغراض سياسية صغيرة وصريخ يومى لم يردع الإرهابيين، إنما يعنى قراءة العلوم والتجارب الحديثة (استغفر الله من كلمة علم فى مصر الآن) التى اقتربت من ظاهرة جماعات العنف الدينية والسياسية فى مختلف دول العالم، وكانت دائما تميز بين البيئة الحاضنة التى تحتاج بالأساس لأدوات غير أمنية أى سياسية واجتماعية من أجل تغييرها، وبين التنظيم الإرهابى أو الخلية الإرهابية التى حملت السلاح وتواجه أساسا بإجراءات أمنية.

أن تتصاعد حدة العمليات الإرهابية فى سيناء عقب المصالحة الفلسطينية والتقارب المصرى مع حركة «حماس» فى غزة، واعتقال الأخيرة أربعة من العناصر «المنحرفة فكريا»، كما وصفتهم، من ضمنهم أحد أبرز قادة «داعش»، يعنى ببساطة أن التداخل بين اللعبة السياسية الداخلية والإقليمية حاضر بقوة فى معركة الإرهاب، ويمثل أحد عوامل تصاعدها فى سيناء، وأن الأزمة السياسية الداخلية فى مصر مهما حاولنا أن نتجاهلها ونعتبرها غير موجودة إلا أنها تعكس ظلالها على العمليات الإرهاب فرواية الانتقام والثأر من النظام الحاكم وخطاب المظلومية المتصاعد داخل سيناء وخارجها مثل بيئة خصبة لتجنيد عشرات من العناصر الإرهابية قضيتها ليست إصلاح الخطاب الدينى إنما الانتقام من الخطاب (المنظومة) السياسى الرسمى.

لن تقضى دول القانون العادلة، دولة احترام الناس، قضاء تاماً على الإرهاب إنما بالقطع ستقلّصه وستخفض ضحاياه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حروب سيناء حروب سيناء



GMT 03:25 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

أصدقاء فلسطين... وأعداؤها!؟

GMT 02:39 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

«بوتين» وولاية خامسة

GMT 02:29 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

من يضمن أمن غزة؟

GMT 11:03 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

البابا شنودة... من حكايا المحبة (٢)

GMT 10:57 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

حرية الصحافة!

النجمات يستعرضن أناقتهن في شهر رمضان بالعبايات الراقية

القاهرة- مصر اليوم

GMT 06:38 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

أفضل ألوان الطلاء لغرف النوم وفقاً لبرجك
  مصر اليوم - أفضل ألوان الطلاء لغرف النوم وفقاً لبرجك

GMT 06:49 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

"هواوي" تُطلق نظام "HMS" للسيارات في معرض "LEAP 2024"
  مصر اليوم - هواوي تُطلق نظام HMS للسيارات في معرض LEAP 2024

GMT 02:13 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

طريقة عمل سلطة الجرجير

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

نظام غذائي للوقاية من أمراض القلب

GMT 05:24 2021 الخميس ,11 شباط / فبراير

مجموعة من أجمل تصاميم بدلات كوتور ربيع 2021

GMT 03:35 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

ميدو ينهي الجدل حول أزمة محمد الشناوي والاتحاد المصري

GMT 08:40 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ماغي فرح 2021 أقل سوءًا وهذه الأبراج اكثرحظًا

GMT 19:01 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أرسنال يُقرر قضاء ليلة إضافية في النرويج بسبب الضباب

GMT 02:41 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رد ساخر من علاء مبارك على صورة محمد رمضان والمطرب الإسرائيلي

GMT 11:10 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

خبيرة أسواق تعلن "سحب قاتمة تخيم على سوق النفط من جديد"

GMT 08:28 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 5 -10- 2020 والقنوات الناقلة

GMT 23:45 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

البورصة التونسية تٌغلق على ارتفاع

GMT 00:42 2020 الأربعاء ,13 أيار / مايو

دول عربية تعلن الحظر الشامل خلال عيد الفطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon