توقيت القاهرة المحلي 02:35:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاستقالة

  مصر اليوم -

الاستقالة

بقلم : عمرو الشوبكي

صادمة دعوة البعض إلى النواب المائة وأربعة وعشرين الذين رفضوا اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية، وفى القلب منهم نواب 25 - 30، للاستقالة، حتى إن البعض ذهب إلى البحث عن أرقام هواتفهم ليشتمهم لأنهم لم يستقيلوا، ونسوا أو تناسوا أرقام مؤيدى الاتفاقية، فوراءهم أجهزة أمنية ستصل على الفور لصاحب أى رسالة، فى حين أن المعارضين ظهيرهم هو الناس فيمكن استباحتهم.

لقد عكست هذه الدعوة طريقة تفكير كارثية منذ ثورة يناير، وأصر البعض على الاستمرار فيها حتى الآن، فالمتصور أن النظام السياسى سيفرق معه استقالة 10 نواب واهم (هذا هو العدد الأقصى الذى يمكن أن يقدم على هذه الخطوة)، فنحن فى وضع سياسى لا يجد فيه المؤيدون مكاناً (لا حزب حاكم ولا جمعية مستقبل) إلا تنفيذ توجيهات الأجهزة الأمنية،
فما بالنا بالمعارضين، فهم ليسوا رقماً فى أى حساب!

الاستقالة لن تغير أى شىء ولن تسقط شرعية النظام، بل على العكس، ستضعف من أدوات المعارضة الضعيفة من الأصل (مجال سياسى مغلق وأحزاب ضعيفة) والتى نجح تيار معتبر من النواب وعقب جهد بطولى أن يجعل قضية الجزر قضية رأى عام، وأن يصل بالكتلة المعارضة إلى 124 نائباً، وهو أمر لم يحدث فى قضية سياسية أخرى طرحها رئيس جمهورية مصرى، بما يعنى أن هناك فى البرلمان من خالف موقف الرئيس والحكم من قضية الجزر، رغم محاولات على عبدالعال إجهاضها (النواب الذين عارضوا كامب ديفيد فى برلمان 79 كانوا 13 نائبا ولم يستقيلوا واضطر الرئيس السادات لأن يحل البرلمان).

«الحول السياسى» دفع البعض إلى تحميل هؤلاء النواب مسؤولية الشباب المعتقل، بسبب معارضته الاتفاقية دون أى تحريض على العنف، وينتمى كثير منه لأحزاب مدنية كانت مؤيدة لثلاثين يونيو.

والسؤال: ما علاقة هذه الحملة الأمنية بنواب المعارضة؟ هل هم مسؤولون عنها؟ بالطبع لا.. هل هم مدانون لأنهم لم يوقفوها كما يردد البعض؟ ليسوا مدانين، لأن كل من عارضها لم يستطع أن يوقفها، وقد يكونون فى وضع يساعد على إيقافها.

لا أفهم فى بلد أغلق فيه المجال العام والسياسى وحوصر به العمل الأهلى وحجبت المواقع الصحفية المعارضة أن يترك البعض كل ذلك ويرى أن مشكلته مع بعض النواب المعارضين، لأنهم يعملون من داخل مؤسسات النظام، وكأن هناك معارضة ثورية تحرك الآلاف فى الشوارع حتى نطالبهم بالاستقالة.

من حق كل شخص أن يصنف نفسه سياسيا كما يشاء، فهناك من يرى أن المطلوب تغيير السياسات وليس إسقاط النظم، وذلك بمعادلة مركبة من داخل النظام وخارجه، وهناك من يتحدث عن الثورة القادمة والحكم الثورى، فهى آراء لا مجال فيها للتخوين أو المزايدة.

والمؤكد أن نواب المعارضة امتلكوا ميزة كبيرة فى أنهم ارتبطوا بحاضنة شعبية حقيقية (نسبية) غابت عن الجميع ثوارا وأحزابا ونشطاء فيس بوك يكرهون الناس ويتأففون من التعامل معهم، فتصبح قضية كل من هو مؤمن بالدولة المدنية الديمقراطية مهما كان اتجاهه أن يحافظ عليها وعليهم.

الاستقالة الجماعية من البرلمان واردة فى أى مجتمع، ولكن يجب أن تكون
بإرادة شعبية واسعة، لا بضجيج فصيل أو تيار واحد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستقالة الاستقالة



GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد

GMT 13:22 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

قائمة "نيويورك تايمز" لأعلى مبيعات الكتب

GMT 20:50 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقلوبة لحم الغنم المخبوزة في الفرن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon