توقيت القاهرة المحلي 13:30:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثمن الانقسام الفلسطينى

  مصر اليوم -

ثمن الانقسام الفلسطينى

بقلم : عمرو الشوبكي

 ترسخ الانقسام الفلسطينى عقب السيطرة المسلحة لحركة حماس على قطاع غزة وطرد وقتل قيادات حركة فتح منها، معلنة البداية العملية لضعف الأداء الفلسطينى فى الضغط أو التفاوض مع سلطة الاحتلال الإسرائيلى مهما بلغت حدة شعاراتها المرفوعة.

إن لحظة رفع سلاح حماس على فتح فى قطاع غزة بدلا من رفعه ضد المحتل الإسرائيلى، والعمل على مدار عقدين لتحويلها لإمارة معزولة عن العالم الخارجى، والدخول فى سجالات ومزايدات صغيرة مع القيادة الفلسطينية.. ساعد الاحتلال على إحكام قبضته على الأراضى المحتلة، وترديد خطاب (حتى لو كان حجة) له ما يسنده فى أرض الواقع بأنه لا يوجد شريك فلسطينى جاهز للتفاوض.

وقد تعثرت جهود المصالحة الفلسطينية، ولم يحُل نزيف الدم الفلسطينى الذى يسقط كل يوم دون استمرار حملات التخوين المتبادلة، وكانت حركة حماس كما هى العادة سباقة فى شتم السلطة الفلسطينية، مع أنه يفترض أن معركتها الأولى مع الاحتلال الإسرائيلى.

الانقسام الفلسطينى فتح الباب أمام الكثيرين لتبرير ما يجرى فى غزة من جرائم منظمة بحق المدنيين العزّل، فلا توجد دولة فى الكرة الأرضية دللها المجتمع الدولى مثلما فعل مع إسرائيل، ومن المستحيل أن نجد دولة احتلال تضامنت معها القوى الكبرى مثلما فعلت أمريكا، ومن الصعب تبرير هذا الضعف العربى فى التعامل مع دولة خارجة على القانون مثلما يحدث مع إسرائيل.

والمؤكد أن جرائم أى دولة تكتمل حين يصبح عدد المتواطئين أكبر من عدد القادرين على مواجهتها، وتصبح الجريمة كاملة حين تمتلك ‏غطاء شرعيا لا يعتبر قتل 100 مدنى فى شهر واحد حتى جريمة «قتل خطأ»، إنما يجد لها المبررات والأعذار لكى تتحول إلى عمل ‏طبيعى، بل فى بعض الأحيان إلى نوع من الكفاح والبطولة «ضد الإرهاب».

لقد هيأت الدعاية الإسرائيلية المسرح الدولى لقبول جرائمها فى قطاع غزة، واستغلت المسرح الفلسطينى بانقسامه الداخلى واستئثار حماس بقطاع غزة وعزله عن باقى الأراضى الفلسطينية، وأخيرا، العجز العربى الدائم عن مواجهتها بالشرعية الدولية والضغوط السياسية. ‏

أعرف أن هناك مدرسة فى مصر والعالم العربى تقول دائما: حتى لو كان الفلسطينيون موحدين فلن يغيروا فى الواقع شيئا، مثلما يقولون أيضا إننا مهما غيرنا من أوضاعنا فسيفعل الأمريكيون ما يريدون لأن 99% من أوراق اللعبة فى يد أمريكا (جملة سابقة للرئيس السادات)، فلا داعى للقيام بواجبنا (our home work) من تنمية وإنجاز اقتصادى وحد أدنى من دولة قانون، وتناسى أن تحقيق ذلك سيعنى قدرة أكبر على التأثير بل التغيير فى المعادلات الدولية.

والأمر نفسه ينسحب على المعادلة الفلسطينية الداخلية، فحماس تتحمل المسؤولية الأكبر فى الانقسام الفلسطينى وفى سوء الأداء السياسى والعسكرى، كل ذلك لا يعنى مساواتها بسلطة الاحتلال كما يردد البعض، إنما يعنى ببساطة أنه لن يتعامل العالم مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية احتلال وسياسة وليست قضية إرهاب أو مساعدات إنسانية إلا لو عادت منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية لتسيطر على كامل قطاع غزة وتديره بالكامل، وتتحدث باسم الشعب الفلسطينى بخطاب مدنى يدعم النضال السلمى للشعب الفلسطينى البطل، وليس الخطاب الدينى الذى تمثله حماس.

نقلًا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثمن الانقسام الفلسطينى ثمن الانقسام الفلسطينى



GMT 03:53 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الأهرامات مقبرة «الرابرز»!!

GMT 03:51 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الشعوب «المختارة»

GMT 03:49 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

اللاجئون إلى رواندا عبر بريطانيا

GMT 03:48 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

المقاومة الشعبية والمسلحة

GMT 03:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

خطر تحت أقدامنا

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل

GMT 05:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تكشف عن كمية القهوة لحياة صحية مديدة

GMT 11:21 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

وزيرة الصحة المصرية تؤكد حرص مصر على دعم لبنان ومساندته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon