توقيت القاهرة المحلي 20:54:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العولمة الحميدة

  مصر اليوم -

العولمة الحميدة

بقلم - عمرو الشوبكي

ظل كأس العالم  منذ انطلاقه فى أوروجواى عام 1930 نموذجا لمنظومة عالمية متوافق عليها بين كل دول العالم سواء المختلفين فى السياسة والاقتصاد، أو المتحاربين بالجيوش والقوة المسلحة، وظلت هناك مؤسسة عالمية (FIFA) عابرة للدول والفرق الرياضية يحترم قراراتها الجميع ويدفع المعارضون ثمنا باهظا لأى مخالفة لقواعدها بصورة جعلتهم يتراجعون عن مواجهتها.

منظومة الكرة العالمية لها سمات لا نجدها فى الشركات العالمية الكبرى، ولا مشاريع  العولمة السياسية التى ارتبطت بمشاريع الهيمنة الأمريكية على العالم، إنما هى منظومة عالمية يضع قواعدها اتحاد دولى عابر للقارات والحدود ويسعى لاعبو دول العالم للانخراط فيها.

فهدف كل لاعب محلى أن يصبح عالميا سواء باللعب فى منتخب بلاده، أو اللعب فى الأندية العالمية الكبرى، وقد تكون تجربة محمد صلاح ومئات غيره من اللاعبين العرب والأفارقة الذين سعوا ليحترفوا فى أندية عالمية كبرى- جزءا من منظومة الـ(FIFA) العالمية. أيضا جلب مدربين أو حكام أجانب لا يثير أى حساسيات وطنية (إلا فى حسد الرواتب العالية) داخل أى بلد، بل عادة ما يكون مصدر ثقة، على عكس علاقة المنظمات الدولية الحقوقية، مثلا، بالنظم الوطنية، فعادة ما تدخل فى مواجهات مع الكيانات الوطنية وقطاع من المجتمع فى أى بلد تتواجد فيه، ونفس الأمر ينطبق على منظومة البنك الدولى والتى وإن قبلت برامجها بعض النظم الحاكمة فإنها عادة ما تثير سخطا شعبيا فى داخل كل بلد وينظر لها على أنها مؤسسة رأسمالية تستغل الشعوب الفقيرة لصالح الدول الغنية.

وحتى الأمم المتحدة فيسيطر عليها الدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن والتى لها حق الفيتو والاعتراض على أى قرار تصدره باقى الدول ولو مجتمعة.

حق الفيتو غير موجود فى الـ(FIFA) سواء بالنسبة للدول الأقوى كرويا أو الأكثر فوزا بكأس العالم مثل البرازيل وألمانيا، أو الدول الأغنى اقتصاديا أو الأقوى عسكريا مثلما هو الحال فى الأمم المتحدة إنما هو مؤسسة تعطى لكل دولة مهما كان وزنها الكروى أو الاقتصادى أو السياسى نفس الحقوق والواجبات.

صحيح أن الـ(FIFA) ليس كيانا مثاليا وشهد حالات فساد كثيرة، وعرف ضغوطا وتربيطات لصالح مرشح أو فى مواجهة مرشح إنما اعتماده على مبدأ صوت واحد لكل دولة مهما كانت قوتها أعطاه قبولا لدى كل دول العالم.

منظومة الكرة العالمية تسعى كل دول العالم لأن تتواجد وتؤثر فيها باختلاف نظمها السياسية الاشتراكية والرأسمالية، الديمقراطية والشمولية، العلمانية والدينية دون أى مشاكل أو حساسيات حتى يمكن وصفها بالفعل بالعولمة الحميدة.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العولمة الحميدة العولمة الحميدة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 08:00 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 11:11 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

قمة "كوكب واحد" تكرس ماكرون رئيسًا لـ"معركة المناخ"

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 16:21 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ليفربول يودع جورجينيو فينالدوم برسالة مؤثرة

GMT 10:19 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

3 قلوب ينبض بها عطر "أورا" الجديد من "موغلر"

GMT 09:59 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مجدي بدران ينصح مرضى حساسية الأنف بعدم الخروج من المنزل

GMT 03:10 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الجلود في المغرب أصالة تبقى مع مرور السنوات

GMT 16:04 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر صحفي للشركة صاحبة حقوق بيع تذاكر المونديال

GMT 00:34 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مهاجم ليرس البلجيكي يطلب فرصة مع منتخب مصر

GMT 18:49 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

مانشستر يونايتد يعرض 50 مليون إسترليني لضم "بيل"

GMT 06:32 2015 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

طريقة عمل السيفيتشي بالسلمون

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار البنا حكمًا لمباراة فريقي "الرجاء" و"دجلة"

GMT 23:41 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

فوائد فاكهة التنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon