توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التراجع عن الاستقالة

  مصر اليوم -

التراجع عن الاستقالة

بقلم : عمرو الشوبكي

تراجع رئيس الوزراء اللبنانى، سعد الحريرى، عن الاستقالة التى سبق أن قدَّمها فى الرابع من نوفمبر فى العاصمة السعودية الرياض، ليعطى بذلك قدراً من المصداقية للرواية المضادة التى قالت إنه دُفِع للاستقالة من الرياض، وتعرَّض لضغوط أخرى لبنانية وعربية ودولية ليتراجع عنها فى بيروت.

يقيناً، استقالة الحريرى بهذه الطريقة المفاجئة من بلد آخر (ولو كان بلداً عربياً شقيقاً)، خصمت من رصيد الرجل، ومن دعم قطاع ليس بالقليل من جمهوره، كما أن عودته عن الاستقالة، أو بتعبيره المخفَّف «تريثه» عنها، عمَّقت الشكوك حول الظروف التى صاحبت استقالته.

وعلينا أن نتصوَّر لو قدَّم حسن نصرالله نفسه استقالته من منصبه كأمين عام لحزب الله من طهران، فماذا سيكون وَقْع هذه الاستقالة على حزبه وأنصاره والرأى العام؟ بالتأكيد سيكون وَقْعها كارثياً ومؤلماً رغم معرفة الجميع أن الحزب لا يرتبط فقط عقائدياً ومالياً وسياسياً بإيران، إنما تحوَّل إلى إحدى أذرعها فى المنطقة.

يقيناً، هناك أزمة بين ما تبقَّى من النظام الإقليمى العربى وبين إيران، وهناك أزمة أكبر بين تيار واسع من السُّنة العرب فى العراق ولبنان وسوريا وبين أذرع إيران ممثلة فى الحشد الشعبى العراقى أو فى حزب الله اللبنانى.

ومع ذلك فخصوصية المعادلة اللبنانية تكمن فى أن هيمنة حزب الله عليها ارتبطت بتحالفات لبنانية داخلية فشلت السعودية ودول الخليج فى إقامتها رغم إمكاناتها الكبيرة، والأموال الطائلة التى أنفقتها داخل الساحة اللبنانية (والسورية أيضاً). فحزب الله دعم رئيس جمهورية مارونياً قريباً من خطه، هو الرئيس ميشال عون، كما جعل قيادة الجيش اللبنانى فى وضع إما داعم أو متواطئ مع حزب الله، ولو «بغض النظر» عن عمليات تهريب السلاح للحزب وعدم ضبط الحدود، مستغلاً تاريخ حزب الله المقاوم ودعم الجيش التاريخى له من أجل تحرير الجنوب اللبنانى فى عام 2000، وهو ما استمر الحزب فى توظيفه إلى الآن، حتى بعد أن أصبحت المقاومة ماضياً والطائفية حاضراً.

لقد نجح حزب الله فى أن يربط سيطرته على لبنان بالسِّلْم الأهلى الذى تعيشه البلاد، وهو أمر لم يفهمه كل من يحاول أن يقلب الأوضاع رأساً على عقب داخل هذا البلد الجميل الصغير دون تقديم معادلة سِلْم بديلة.

ومن هنا جاءت استقالة الحريرى المفاجئة كمحاولة لكسر السِّلْم الأهلى فى لبنان، وليس تقديم معادلة بديلة لسيطرة حزب الله، نتيجة لأنه لا لبنان ولا فرنسا ولا مصر ولا حتى إسرائيل (بعد أن أمَّن حزب الله حدوده مع إسرائيل) ترغب فى أى مواجهة عسكرية فى لبنان، فتراجع الحريرى عن استقالته، أمس، فى عيد الاستقلال، وصحَّح الخطأ الكبير بتقديمه استقالته خارج بلده.

لا يمكن مواجهة حزب الله من خلال رئيس وزراء يستقيل خارج وطنه، ثم يتراجع عنها داخله، أو عن طريق الدخول فى مغامرة عسكرية تفتك بأرواح الناس لمجرد رغبتك الجامحة فى كسر شوكة حزب الله.

لا يزال تيار الحريرى ومن يدعمه بعيدين عن تقديم أى معادلة جديدة بديلة لمعادلات حزب الله المسيطرة فى لبنان، ويبقى التوازن الحالى سيد الموقف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التراجع عن الاستقالة التراجع عن الاستقالة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 16:39 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل انواع "الأرضيات الصلبة" في الديكور المنزلي

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

نادين نجيم تتألق في حفلة Bulgari Festa في دبي

GMT 14:32 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

الآثار تصدر الجزء الأول من سلسلة الكتب عن مقابر وادي الملكات

GMT 10:34 2017 الأحد ,23 إبريل / نيسان

نيرمين الفقي تنشر صورة جريئة تكشف عن مفاتنها

GMT 15:16 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يرتدي الزي الجديد في تصفيات أمم أفريقيا

GMT 08:14 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تغزو عالم التزلج على الجليد بمجموعة فريدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon