توقيت القاهرة المحلي 23:40:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«تمرد» والبناء

  مصر اليوم -

«تمرد» والبناء

محمد سلماوي

كان احتفالاً يشبه «تمرد»، لم يكن منظماً لكنه كان ينبض بالحيوية والنشاط، مئات من الشباب الذين جاءوا من مختلف المحافظات ليحتفلوا بمرور عام على قيام حركة «تمرد»، التى دخلت التاريخ باعتبارها الحركة السياسية التى جسدت إرادة الشعب فى رفض حكم الإخوان الجاهل المستبد، ففتحت الطريق واسعاً أمام استعادة ثورة 25 يناير ممن اختطفوها بليل. كل من وقف على منصة الاحتفال طالباً من الحضور الجلوس فى أماكنهم أو السكوت والاستماع لم يفهم «تمرد»، ولم يَعِ طبيعة المناسبة، لذا لم يستمع إليه أحد، فقط محمود بدر، مؤسس الحركة، ومحمد نبوى، المتحدث باسمها، وعمرو موسى، السياسى المخضرم، هم الذين فهموا، فقد صعد كل منهم على المسرح لا ليسكت هذا البحر المائج بالمشاعر والانفعالات، وإنما لكى يتماهى معه، فقد ألقى كل منهم كلمته دون انتظار لهدوء المحاضرات الأكاديمية، فتفاعل الحضور على الفور مع كل كلمة قالوها بالتصفيق وبالهتاف. ولم يكن غريباً أن تجىء معظم الهتافات للمشير عبدالفتاح السيسى، فالسيسى و«تمرد» وجهان لعملة واحدة، هم الذين جسدوا إرادة الشعب، وهو الذى أعمل هذه الإرادة، لذا كان السيسى هو الحاضر الغائب فى هذه الاحتفالية التى بلغت فيها المشاعر الوطنية ذروتها. لكن أجمل ما كان فى احتفالية مرور سنة على قيام «تمرد» هو الشعار الذى تم اختياره لها، وهو «من التمرد إلى البناء»، فوراء هذا الشعار فهم واع لطبيعة المرحلة التى أصبحت تتطلب الآن مشاركة الجميع فى بناء النظام الديمقراطى الحديث الذى نتطلع إليه، والذى من أجله قامت الثورة، ذلك البناء الذى يحقق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، والذى لن يقوم إلا بمشاركة كل سواعد الشعب. لقد أدرك شباب «تمرد» بحسهم السياسى وبفهمهم الواعى لطبيعة المرحلة أن عليهم أن ينتقلوا من التمرد إلى البناء، إذا كان لهذا البلد أن تقوم له قائمة، إنها النقلة التاريخية التى لم يستوعبها البعض الآخر من الشباب الذى تربى على الرفض والاحتجاج، حين كان الرفض والاحتجاج واجباً، ثم وجد نفسه غير قادر على الفعل السياسى الإيجابى فتخطته الأحداث، وانتقل من مقدمة المشهد السياسى إلى المؤخرة مع الفوضويين والخارجين على القانون. لكن انتقال «تمرد» إلى البناء بالمشاركة فى العمل السياسى الفاعل من خلال إقامة حزب سياسى، ومن خلال خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، إنما يطمئننا على أن شباب مصر بخير، وذلك أكثر ما يستوجب الاحتفال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تمرد» والبناء «تمرد» والبناء



GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 22:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

روشتة لمواجهة الحر!

GMT 22:45 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

فقال لا أعرف

GMT 22:42 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

حيرة لجنة التحكيم في (مالمو)

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon