توقيت القاهرة المحلي 03:00:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرية الإرهاب!

  مصر اليوم -

حرية الإرهاب

محمد سلماوي

قال لى الشاب الغاضب: يا خسارة تعبكم فى كتابة الدستور الذى لا يلتفت إليه أحد، والذى تنتهكه الحكومة كل يوم. كان ذلك فى نقاش خاص، بعد انتهاء ندوة فكرية شاركت فيها، حيث تجمع حولى بعض الحضور بعد نزولى عن المنصة لطرح بعض الأفكار التى لم يتمكنوا من طرحها، أو لإعادة طرح ما طرحوه فى الندوة. كان الشاب يشير بذلك إلى ما نشر صباح اليوم نفسه فى الصحف من أن الحكومة قررت تطبيق عقوبة الإرهاب على أعضاء جماعة الإخوان وكل من مولها أو روج لها قولاً أو كتابة، وبدلاً من أن أجيبه فى اقتضاب وأمضى وقفت أستمع إلى حججه وأجيبه عن كل منها. قال الشاب: كيف يعاقب إنسان على ما يقول أو ما يكتب وقد نص الدستور فى المادة (65) على أن حرية الفكر والرأى مكفولة، وأن لكل إنسان حق التعبير عن رأيه بالقول، أو الكتابة، أو التصوير أو غير ذلك من وسائل التعبير والنشر؟ أليس هذا نص ما كتبتوه فى الدستور؟ وأضاف صحفى شاب لكلام زميله: ثم إن المادة (71) تنص على حظر توقيع عقوبة الحبس فى الجرائم التى ترتكب بطريق النشر أو العلانية، أليس كذلك؟ قلت: هو كذلك، فحرية التعبير بالقول أو الكتابة أو أى وسيلة أخرى مكفولة فى جميع دساتير العالم، لكن جميع هذه الدساتير تحظر استخدام هذه الحرية فى الإضرار بالآخرين، فحرية التعبير لا تعنى القذف والسب مثلاً، وإذا كان قرار الحكومة قد نص على معاقبة كل من يدعو إلى جماعة إرهابية تقتل المواطنين الآمنين وتفجر المنشآت العامة، فذلك يتفق مع صحيح الدستور، وإذا عدنا إلى المادة نفسها التى أشرتما إليها، والتى تحظر الحبس فى قضايا النشر، نجد أنها أشارت صراحة إلى عدم جواز استخدام حرية النشر فى الترويج للإرهاب، حيث قالت بالحرف الواحد: «أما الجرائم المتعلقة بالتحريض على العنف أو بالتمييز بين المواطنين أو بالطعن فى أعراض الأفراد، فيحدد عقوبتها القانون»، أى أن أول تحفظ للدستور اختص بالتحريض على العنف والترويج للإرهاب هو تحريض على العنف، ومن ثم فهو لا يندرج تحت حرية التعبير، سواء تم بالقول أو بالكتابة، ولا حماية له فى الدستور أو القانون. وتدخل ثالث فى الحديث، بعد أن صمت الشابان، فقال: لكن جماعة الإخوان ليست إرهابية! قلت: هذا موضوع آخر ينبغى ألا تتحدث فيه قبل أن يكون لديك الدليل على أن جماعة الإخوان بمختلف تنظيماتها والتى لم تصدر حتى الآن بياناً واحداً تعلن فيه نبذها للعنف وإدانتها له، لا علاقة لها بما تعانى منه البلاد الآن من قتل وحرق وتدمير، لا يفرق بين مواطن وآخر ويعمل على هدم دعائم الدولة وتدمير اقتصاد البلاد. "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرية الإرهاب حرية الإرهاب



GMT 02:57 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

على جدار الامتنان

GMT 02:55 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

والميليشيات...!

GMT 02:52 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الدعم الأميركي والعقوبات على «نيتساح يهودا»

GMT 02:49 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

غزة... دمار وسرقة وتجار

GMT 02:45 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عدالة القطع

GMT 02:41 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الفارس «محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ»

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أميركا ــ إسرائيل وبعض علامات الأزمنة

GMT 02:34 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«فيلم أميركي طويل»... خطير!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon