توقيت القاهرة المحلي 03:55:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صورتان

  مصر اليوم -

صورتان

فاروق جويدة

شاهدت هذا الأسبوع صورتين.. كانت الصورة الأولى فى هولندا للزرافة وهى تقبل صاحبها الذى كان يرعاها لسنوات فى حديقة الحيوان.. اصيب الرجل بالسرطان وفى ساعاته الأخيرة  كان له طلب وحيد ان يشاهد قبل ان يرحل الزرافة التى عاش معها سنوات عمره.. وحملوا جسد الرجل وذهبوا به الى حديقة الحيوان ووقفت الزرافة امام جسده المتهاوى وهو يلفظ انفاسه الأخيرة وقبلته قبل ان يرحل..الصورة الثانية التى افزعتنى من قسوتها فى مصر صورة امرأة ذبحها زوجها بطريقة بشعة وباع لحمها بسعر 40 جنيه للكيلو..صورتان من واقعنا المعاصر كيف تعيش الحيوانات وكيف يحيا البشر.. وماذا بقى من إنسانية الحيوانات وماذا بقى من بشاعة البشر..كيف وصل الإنسان صانع الحضارة والذى فضله الله سبحانه وتعالى على بقية مخلوقاته حتى انه امر الملائكة ان تسجد له..هذا الإنسان الذى ابدع الشعر والموسيقى ورسم اللوحات وشيد اركان الحضارة..كيف تحول الى هذا الكائن المتوحش الجبار..احيانا اسأل نفسى لو لم تهبط الرسالات السماوية على البشر من خلال الأنبياء والرسل عليهم السلام ما هى صورة الإنسان بلا دين او رسالة تهذب اخلاقه وتطهر نفسه وتحميه من الضلال والعنف..ما هو مصير الإنسان لو لم تكن هناك كتب سماوية تخيفه من النار وتدعوه الى الجنة وتحرم عليه القتل والبغى والطغيان..ما هى صورة الإنسانية لو انها بقيت غابة متوحشة تختلط فيها الحيوانات بالبشر..رغم كل الوان الحضارة والتقدم مازال الإنسان يقتل ويشرب الدماء دون خوف او رادع من حساب او ضمير..على جانب آخر كانت الزرافة بشموخها وقامتها العالية تودع صاحبها الذى عاشت معه ومازالت تذكر يديه التى اطعمتها ومازالت تراه مهموما خائفا عليها فى ليالى الصقيع وربما مازالت تذكر اغانيه التى كان يرددها لها كل مساء.. وقفت حزينة امام وجهه الشاحب وما بقى من نبضات قلبه المرتجف وهو يودع الحياة.. كانت آخر نظرة له فى هذا العالم وهو يراها امامه حزينة باكيه ولم تتردد فى ان تمد عنقها الشامخ الطويل وتمنحه قبلة وداع كانت أجمل واصدق وارق من قبلات كثيرة كاذبة يتبادلها البشر كل صباح.. مااحوج البشر لمشاعر الزرافة الحزينة نقلاً عن جريدة "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صورتان صورتان



GMT 03:47 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

.. والكاذب تفضحه عيونه.. «عن كل الحشاشين»

GMT 03:45 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

هجمات العراق وإيران

GMT 03:43 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

.. وانكشفت اللعبة الأمريكية

GMT 03:42 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

«حوارٌ مع صديقي المتطرف».. في «علمانيون»

GMT 03:40 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

سنتي مليونير!!

GMT 03:38 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

ريادة أعمال دينية!

GMT 03:33 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

في ذكرى ابن رشد

GMT 03:31 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

قائمة شندلر

هيفاء وهبي بإطلالات باريسية جذّابة خلال رحلتها لفرنسا

القاهرة - مصر اليوم
  مصر اليوم - موناكو وجهة سياحية مُميّزة لعشاق الطبيعة والتاريخ

GMT 00:01 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نيقولا معوض بطل النسخة العربية لمسلسل امرأة
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل النسخة العربية لمسلسل امرأة

GMT 00:48 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

محمد رمضان يتصدر مؤشرات محرك البحث "غوغل"

GMT 23:26 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

السنغال تُسجل 21 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 11:27 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

مجلة دبلوماسية تهدى درع تكريم لسارة السهيل

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

خطوات تضمن لكٍ الحصول على بشرة صافية خالية من الشعر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon