توقيت القاهرة المحلي 11:16:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السلطة

  مصر اليوم -

السلطة

فاروق جويدة

يبدو أن اضواء السلطة في احيان كثيرة تفقد الإنسان قدرته علي ان يري حقيقة الأشياء وقد تفقده القدرة تماما علي ان يري ما حوله انها تشبه اضواء سيارة تأتي من بعيد وتحاول ان تنظر فيها ولا تستطيع وتكون النتيجة ان تحدث الكارثة‏..‏ هناك حدود للانبهار بالأشياء, هناك انبهار عاقل وهناك الانبهار الأعمي والأول قد يكون فيه شئ من التعقل والحكمة والثاني يفقدنا القدرة علي تقدير المواقف والأشياء ويبدو ان في السلطة اشياء لا نراها ولا يشعر بها إلا من جلس علي الكراسي واصدر القرارات وتحكم في مصائر خلق الله. ان فيها اشياء لا نعرفها حيث يتضخم الإنسان في ذاته ويظل يكبر ويكبر ويكبر وفي لحظة دامية تكون الشظايا ويحدث الانفجار وتبحث عن اسباب ذلك كله..وتكتشف انها السلطة حين تتحول الي دمار والأسوأ من ذلك ان الإنسان يتغير في كل جوانب حياته. انه يغير فكره وقناعاته ويتحول الي إنسان متسلط لا يري شيئا غير ما قرره عقله ولا يري اشخاصا خارج قناعاته وهنا يرفض كل ما حوله وينغلق علي ذاته ويكره كل ما يراه وما لا يراه وفي التاريخ نماذج كثيرة واشخاص ارتكبوا كل الجرائم من اجل السلطة. هناك السلطان الذي قتل ابنه وهوسلطان الدولة العثمانية الأشهر سليمان القانوني وهناك شاه جهان السلطان الهندي الشهير الذي بني تاج محل أحد عجائب الدنيا السبع سجنه ابنه في قصر الياسمين في مدينة اجرا الهندية الشهيرة تسع سنوات من اجل البقاء او الوصول الي السلطة..وفي احيان كثيرة تنتقل عدوي السلطة بين اصحاب الفكر والعقائد والداعين الي الله ويهجرون الساحة الإلهية بجلالها وترفعها ويهبطون حشودا في ساحة الطغيان وتغيب عنهم الرحمة وتسقط عليهم اشباح الكراهية والعدوان فيكون القتل والسحل والدماء..هناك فرق كبير بين من اختار السلطة ليرسي قواعد العدل والرحمة ومن سعي اليها من اجل مجد زائل وسلطان جائر..وحين يسقط الإنسان من جواد السلطان يتحول الي إنسان آخر ويفقد صوابه ويكشف حقيقة معدنه وفكره وثوابته فقد اصبحت السلطة غاية في ذاتها ولم تكن وسيلة من اجل الآخرين. نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطة السلطة



GMT 05:20 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

في الحنين إلى صدّام

GMT 05:17 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

تذبذب أسعار النفط مع استمرار حروب الشرق الأوسط

GMT 05:14 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

مصر في وسط العاصفة الإقليمية!

GMT 05:12 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

«داعش» في موزمبيق: ضمير غائب في أفريقيا؟!

GMT 05:08 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

دراما عظيمة... لكن من يتجرّأ؟

GMT 05:06 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

الهرم والمهووسون بالشهرة!

GMT 05:02 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ما بعد الرد الإيراني

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

دبة النملة

نوال الزغبي تستعرض أناقتها بإطلالات ساحرة

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 12:05 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

«تلايا الليل» تضيء مسرح المجمع الثقافي

GMT 09:21 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

طريقة إعداد وتحضيركيك الأكلير بالشوكولاتة

GMT 12:50 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

إيمري يرفض التفريط في هدف سان جيرمان

GMT 10:35 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

ديكورات مطابخ عصرية باستخدام الخشب مع اللون الأسود

GMT 08:34 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

اليابان تدرس استخدام "الثلج الناري" لحلّ أزمة الطاقة

GMT 16:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يؤكّد أن إجراءات التحقيق مع "تشيلسي" مازالت مُستمرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon