توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يوم عرفات

  مصر اليوم -

يوم عرفات

فاروق جويدة

من يقف علي عرفات لا يتصور ان يجتمع هذا العدد من البشر في هذا المكان وفي هذا التوقيت‏..‏ ان يوم عرفات معجزة من معجزات الإسلام‏..‏ ان تتوحد هذه القلوب في دعائها ومشاعرها وصلواتها‏.. في توقيت واحد يندفع ملايين البشر من كل فج عميق يتجهون الي هذه المساحة الجغرافية المحدودة.. يصل عدد الحجاج احيانا الي اكثر من اربعة ملايين حاج..كيف يذهبون الي عرفات في وقت واحد وكيف يرتدون نفس الثياب وتجمعهم نفس الخيام.. يأكلون في وقت واحد ويؤدون الصلوات معا وخلال ساعات محدودة يجتمعون ويؤدون الشعائر ثم ينصرفون في هدوء وسكينة.. هذا النظام وهذا الانضباط وهذه المشاعر كانت شيئا غريبا علي هذا الكون.. لا يوجد حشد في العالم يجتمع في مكان واحد مثل يوم عرفات وفي اكثر الدول تقدما وانضباطا لا يمكن مرور يوم بهذه الصورة.. السيارات بالآلاف تتجه الي عرفات دون ان تصطدم سيارة بالأخري ودون ان تشهد الطرق جريمة واحدة لأن الجميع يتجه الي الله.. في يوم عرفات منظومة من القيم والسلوكيات التي قدمها الإسلام للبشر..في وقت واحد وزمان واحد ومكان واحد يقف اربعة ملايين انسان..هذه معجزة في الإدارة والعمل والإنجاز, وبعد ان ينتهي اليوم وقد صلي الجميع ونزلوا من عرفات كيوم ولدتهم امهاتهم يعيدون نفس المسيرة في طريق العودة, تتحرك السيارات ويمشي مئات الآلاف علي اقدامهم يندفع الملايين في اكثر من اتجاه تحرسهم رعاية الله لأن قلوبهم المطمئنة تنير لهم كل طريق.. كلما فكرت في يوم عرفة: السلوك والشعائر والمسئولية رأيت فيه نموذجا من نماذج الوحدة في الإسلام, انها حشود ضخمة ولكنها تدرك المسئولية ولهذا يحافظ كل انسان علي رفيقه في أداء الشعائر..كيف توفر الشرطة السعودية الأمن لكل هذه الملايين..كيف تتوافر المواصلات التي تحملهم ذهابا وعودة..كيف يتم إطعام اربعة ملايين انسان خلال ساعات قليلة وكيف يتم توفير المياه اللازمة للشرب والوضوء وسط هذه الحرارة العالية وقبل هذا كله كيف يتوافر الإنضباط لأربعة ملايين انسان في مكان واحد وتوقيت واحد وشعائر واحدة..يوم عرفات معجزة من معجزات السماء تساندها ارادة بشرية واعية نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم عرفات يوم عرفات



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon