توقيت القاهرة المحلي 06:41:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسامة الباز

  مصر اليوم -

أسامة الباز

فاروق جويدة

منذ سنوات وقبل ان يحاصره المرض غاب أسامة الباز عن الساحة السياسية في ظروف لا يعرفها أحد ثم اختفي تماما من الساحة الإجتماعية والإنسانية وهو الذي ظل دائما رمزا حاضرا علي المستوي الثقافي والفكري‏.. كان الاختفاء الأطول والأصعب امام محنة المرض التي انتهت برحيله الي رحاب خالقه.. كان اسامة الباز من المناطق المضيئة في سلطة القرار المصري منذ بدأ شابا في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وفي رفقة كاتبنا الكبير الأستاذ هيكل حين تولي مسئولية وزارة الإعلام وصعد نجم اسامة الباز في رحلة الرئيس السادات مع حرب اكتوبر ثم مفاوضات السلام ما بين امريكا واسرائيل وفي كل مراحل حياته كان ديبلوماسيا ماهرا ومصريا صادق الوطنية والإنتماء.. ومرت رحلة اسامة الباز مع الرئيس الأسبق حسني مبارك في منعطفات كثيرة اقتربا فيها كثيرا وابتعدا في نهاية المطاف بصورة فتحت ابوابا كثيرة للدهشة والتساؤل.. في تقديري أن انسحاب الباز كان خسارة كبيرة لسلطة القرار في مصر خاصة مؤسسة الرئاسة فقد كان من جوانبها المضيئة علي المستوي الفكري والإنساني والسياسي..كان اسامة الباز قريبا جدا من المثقفين المصريين وكان حلقة تواصل امينة بين السلطة والنخبة المصرية سنوات عديدة وعلي المستوي الإنساني كان اسامة الباز شخصا محبوبا وإنسانا مجاملا تراه في كل المناسبات الإجتماعية والثقافية اما دوره السياسي فلاشك انه واحد من اعمدة الديبلوماسية المصرية وسوف يأخذ مكانا مرموقا وسط هذه الكوكبة من رجال السياسة في مصر..وقد عرفت اسامة الباز سنوات طويلة ودارت بيننا محاورات كثيرة كان إنسانا مثقفا من طراز رفيع يمكن ان تختلف معه الي ابعد مدي وتشعر انك تتحاور مع عقل كبير وفكر عميق.. عاش متواضعا في حياته يركب المترو ويستخدم سيارة عتيقة وينام في مكتبه بوزارة الخارجية في مبناها القديم إذا اضطرته الظروف..كان مخلصا في آداء كل الأدوار التي التزم بها امام سلطة القرار دون ان يفرط في ثوابت او كرامة..وحين اختفي اسامة الباز من الساحة المصرية هبت عواصف كثيرة ومازال مكانه شاغرا..في رحمة الله مثواه.. وفي قلوب محبيه سيبقي له مكان ومكانة. نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسامة الباز أسامة الباز



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

GMT 04:05 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الدعم المصري السخي

GMT 04:01 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

للعبادة معنى أشمل

GMT 03:57 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في الهوا سوا

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon