توقيت القاهرة المحلي 19:13:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لمن الشكوي

  مصر اليوم -

لمن الشكوي

فاروق جويدة

وسط هذا الصخب المجنون والأفكار الشاردة والرؤي الغائبة والصراعات الدامية علي لاشيء‏..‏ أنتزع نفسي من هذا العالم واحاول ان استردها من ايادي الأخرين كل واحد انتزع مني شيئا‏. .وفي احيان كثيرة أجد نفسي مبعثرا علي الطرقات احاول ان الملم ما بقي مني..اعترف انني اتحمل مسئولية ذلك كله..لقد حاربت في أكثر من مكان لأنني كنت ابحث عن القيمة واساند الجمال واري ان العمر مساحة قصيرة جدا وان اجمل ما فيه الصدق والحب والتواصل..كنت ابحث عن إنسان اكثر رقيا لم اتصوره قديسا ولكنني كنت اراه دائما اعظم مخلوقات الله وأكثرها ذكاء وترفعا..احاول كثيرا ان انتزع نفسي من زحام الشوارع وفوضي الأشياء.. لقد نجحت احيانا ولكنني في معظم الأحيان احمل معي إنسانا مشوها ترهقني كثيرا ملامحه..هناك اشياء تتغير فينا مع الزمن التجاعيد والشعر الأبيض والقلب الهزيل..ولكن اصعب الأشياء ان تجد نفسك بين اناس لم تعد تحبهم وان تشاهد اشخاصا اتسعت المسافة بينك وبينهم حتي صارت عمرا واماكن واحلاما.. وسط هذا الزحام المخيف افتقد اشياء لا استطيع استردادها..افتقد دعاء امي وان كنت اعلم انها غابت ولن تعود..افتقد صلاح ابي وانا اري وجوها ملونة تتمسح في يقين كاذب..افتقد وجه حبيبة صافحتني ذات مساء واختفت كسنوات العمر.. افتقد اشخاصا لا كانوا اصدقاء ولا كانوا من المقربين ولكنني اكتشفت بعد غيابهم انني كنت احبهم كثيرا ولا استطيع الأن ان اعترف بذلك لأنني لا اراهم..هل جربت يوما ان تكتشف بعد سنوات حقيقة إنسان غاب عنك وكم كنت تحبه ولم يعرف ذلك..افتقد شارعا كنت امشي فيه تسبقني احلامي..لقد غاب الشارع واختفت الأحلام.. افتقد صوتا يصافحني قبل ان انام لأبدأ معه رحلة مع الأمل.. افتقد صوت الشيخ رفعت.. واحاديث عبد الوهاب ومشاعر العندليب وشموخ كوكب الشرق وجلسات الشعراوي وخالد محمد خالد والغزالي.. افتقد حوارا مع عقل يبهرني ويزلزل اركان فكري.. وقلب يحتويني بالحجة والإيمان والمشاعر.. وسط زحام شديد اسير وحيدا وحين ينقطع التيار الكهربائي في الشارع استند الي شجرة عتيقة اشكو لها وحشتي وضعفي وهواني علي الناس. نقلاً عن جريدة " الأهرام "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لمن الشكوي لمن الشكوي



GMT 05:20 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

في الحنين إلى صدّام

GMT 05:17 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

تذبذب أسعار النفط مع استمرار حروب الشرق الأوسط

GMT 05:14 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

مصر في وسط العاصفة الإقليمية!

GMT 05:12 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

«داعش» في موزمبيق: ضمير غائب في أفريقيا؟!

GMT 05:08 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

دراما عظيمة... لكن من يتجرّأ؟

GMT 05:06 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

الهرم والمهووسون بالشهرة!

GMT 05:02 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ما بعد الرد الإيراني

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

دبة النملة

نوال الزغبي تستعرض أناقتها بإطلالات ساحرة

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:27 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع
  مصر اليوم - ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع

GMT 08:53 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزل الحب يساعدك على التفاهم مع من تحب

GMT 03:08 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الجمباز المصري يعلن رفع الإيقاف عن ملك سليم لاعبة المنتخب

GMT 11:19 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على آداب تناول الطعام

GMT 22:15 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

حادث سعيد سبب ابتعاد كندة علوش عن الساحة الفنية

GMT 11:37 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

تعيين الأمير بدر بن عبدالله رئيسًا لمجموعة قنوات "mbc"

GMT 16:36 2021 الأربعاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"CHANEL" تطلق مجموعة الملابس الجاهزة لربيع وصيف 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon