توقيت القاهرة المحلي 18:18:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين الحرية والأخلاق

  مصر اليوم -

بين الحرية والأخلاق

فاروق جويدة

كانت فرنسا تحتفل بزواج أول شخصين مثليين بعد أن أصبحت الدولة رقم‏14‏ في العالم التي اصدرت قانونا يبيح زواج الشواذ‏.. لم يتردد الكاتب الفرنسي المحافظ دومنيك فينر ان يذهب الي كنيسة روتردام الشهيرة وامام اكثر من1500 شخص يطلق الرصاص علي نفسه ويسقط قتيلا.. لم ينس ان يرسل اكثر من رسالة الي اصدقائه الذين قضي بينهم78 عاما وانتهت حياته هذه النهاية الحزينة.. مات معترضا علي القانون الذي دارت حوله معارك طاحنة بين المؤيدين والمعارضين.. بين تيار محافظ يدعو الي احترام آدمية البشر.. وتيار آخر يري ان الحرية تسبق كل شيء بما في ذلك الأديان والأعراف والأخلاق.. علي الجانب الآخر كانت الأوساط الفنية والثقافية في فرنسا تحتفل في مدينة كان بعرسها السنوي ومهرجانها السينمائي العريق.. لم تكن مصادفة ان يفوز المخرج الفرنسي من أصل تونسي عبد اللطيف كشيش بالسعفة الذهبية اعلي اوسمة مهرجان كان عن فيلمه الأزرق هو اللون الأكثر دفئا والغريب ان قصة الفيلم تناقش القضية نفسها التي انتحر بسببها الكاتب الفرنسي الشهير.. انها زواج المثليين.. المخرج التونسي حاول في الفيلم الفائز ان يناقش القضية بأسلوب فني كانت فيه مشاهد كثيرة ساخنة بين فتاتين كما اشار النقاد.. بقدر ما احتفلت فرنسا بالمخرج وفيلمه الفائز بقدر ما تعامل الإعلام التونسي بحذر شديد مع هذا الفوز.. ويبدو ان المخرج التونسي انتهز فرصة الصراع الدائر بين القوي السياسية والفكرية والاجتماعية في فرنسا حول هذه القضية ليلقي بالفيلم الجريء ويحصد الجائزة.. إنها القضية نفسها التي دافع عنها كثير من المبدعين إن الفن رسالة اخلاقية.. بينما يقف فريق آخر يسعي الي إهدار كل القيم تحت ستار الحريات.. ويبقي الإنسان حائرا ما بين الأخلاق والحرية رغم انهما في الحقيقة قضية واحدة لا ينبغي ان نختلف عليها فالأخلاق ينبغي ان تسبق كل شيء بما في ذلك الحرية لأنه لا توجد حرية بلا مسئولية. fgoweda@ahram.org.eg نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين الحرية والأخلاق بين الحرية والأخلاق



GMT 04:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

. وماذا عن حجر رشيد؟!

GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 04:06 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

حرب غزة في نادي الجزيرة!

GMT 04:04 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

ليس دفاعًا عن الفراعنة!

GMT 04:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الضفة الغربية

GMT 04:00 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

رأس نعمت شفيق

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon