توقيت القاهرة المحلي 02:54:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صراع الأجيال

  مصر اليوم -

صراع الأجيال

فاروق جويدة

كل الأمراض التي طفحت علي وجه الواقع السياسي المصري بعد الثورة امراض حملتها الأجيال القديمة التي اعتادت علي مناخ القهر والاستبداد‏..‏ كان الخوف ابرز سمات تكوين هذه الأجيال‏..‏ الخوف من السجون والخوف من الخوف ولهذا اختارت هذه الأجيال ان تعمل في الظلام حتي لا يرصدها احد.. والحياة في الظلام تعلم الإنسان اشياء كثيرة اخطرها السرية وعدم الوضوح في كل شئ.. اننا في الظلام نتستر علي كل شئ ونخفي الحقائق ونمارس كل الوان التحايل.. وفي النور لا مكان للخفافيش.. ولا اعتقد ان الإنسان الذي اعتاد علي الظلام يمكن ان يفتح عينيه لضوء الشمس.. وإذا شاهد الشمس مرة واحدة ربما اصيب بالعمي.. وبعد الثورة لم تستطع الأجيال القديمة ان تحتمل غضب الشباب لأنه جاء خارج السياق.. انه يشبه إنسانا قرر ان يذهب الي الأسكندرية راكبا حماره بينما يشاهد حوله اشياء غريبة لا يعرفها تجري بسرعة رهيبة من القطارت والسيارات والطائرات وربما الصواريخ.. ان الأزمة الحقيقية ليست في الحمار الذي يتهادي علي الطريق الصحراوي وهو لا يعرف متي يصل الي نهاية الطريق.. ان الأزمة في هذا الشخص الذي مازال يركب الحمار في الفكر والعمل والسلوك وهو يشاهد حوله آلاف السيارات.. وما ينطبق علي الحمار ينطبق ايضا علي الكمبيوتر والأي باد والتليفون المحمول وملايين الشباب الذين يتحدثون مع بعضهم في وقت واحد وينقلون الأفكار ويشاهدون ابعد نقطة في هذا الكون الفسيح وهذا العالم الجديد.. ان مشكلة الأجيال القديمة انها مازالت تفكر بنفس الأساليب التي كان يفكر بها اجدادنا رغم ان الزمن تغير.. ان نقطة البداية ان تحترم الأجيال القديمة وعي الأجيال الجديدة وجسارتها واسلوبها في الحياة وان تعترف بهذه المسافة البعيدة في التفكير والمواقف.. وحين تترك سفينة ضخمة لكي يقودها صاحب قارب صغير فإنها تغرق.. وحين يجلس علي مقعد القيادة في طائرة حديثة سائق توك توك فإن السلامة مستحيلة.. وعلي الأجيال القديمة ان تعطي الفرصة للشباب لأنهم الأقدر علي مواجهة العواصف والأزمات. نقلاً عن جريدة " الأهرام "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراع الأجيال صراع الأجيال



GMT 02:54 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل ونهاية اللعبة الخطرة

GMT 02:52 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مَن صاحب هوية القاهرة البصرية؟

GMT 02:47 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

كتاب لم يتم

GMT 02:44 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تخفيف الأحمال فى «أسبوع الآلام»

GMT 21:26 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي.. آلة الزيف الانتخابي

GMT 21:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

فلسطين بين دماء الشهداء وأنصار السلام

GMT 21:06 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الشكلانية والتثعبن

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon