توقيت القاهرة المحلي 07:04:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قليل من الرحمة

  مصر اليوم -

قليل من الرحمة

فاروق جويدة

توقفت بعض الوقت أمام فندق سميراميس علي كورنيش النيل أشاهد عشرات الأطفال الذين يجلسون علي الأرصفة ويبدو انهم هربوا من مدارسهم هؤلاء هم حديث الإعلام كل ليلة حيث يشتبكون مع قوات الشرطة وتنهال عليهم القنابل المسيلة للدموع.. لم أشاهد برنامجا تليفزيونيا يتحدث فيه هؤلاء الأطفال من اين جاءوا وماهي ظروفهم الإجتماعية وكيف يقفون الليل كاملا في الشوارع.. وكان السؤال الأهم ان قوات الشرطة تطارد هؤلاء الأطفال وتلقي عليهم عشرات بل مئات القنابل المسيلة للدموع وتتسرب الغازات في صدورهم وبطونهم الجائعة وكان الأولي لو أننا اشترينا لهم سندويتشات بهذه المبالغ الضخمة التي ندفعها في استيراد الغازات والقنابل المسيلة للدموع.. هناك حلقة مفقودة في هذا العدد الرهيب من الأطفال الذين يخرجون كل ليلة إلي الشوارع.. هل هناك جهات تنفق عليهم هل هناك اشخاص يحرضونهم وبدلا من مطاردتهم بالقنابل لماذا لا يتم القبض عليهم وإيداعهم دور الأيتام والمشردين وسؤالهم عن مصادر معيشتهم.. هل هم اطفال الشوارع ومن اين يخرجون وكيف اختاروا مكانا محددا امام الفنادق الكبري ان اعمارهم تتراوح بين7 سنوات و15 سنة وتوحي ملا بسهم بأنهم فقراء ويبدوا انهم لا يأكلون شيئا طوال اليوم حيث شحوب الوجه وسواد الملامح.. لا ادري اين المجتمع المدني من هؤلاء الأطفال واين الجمعيات الخيرية واين مراكز البحوث التي ينبغي ان ترسل خبراءها وسط هؤلاء الأطفال.. هؤلاء الأطفال لا يعرفون شيئا في السياسة ولا يعرفون شيئا عن الثورة أو الثوار انهم اطفال جوعي يحتاجون إلي رغيف خبز وقطعة حلوي وبيوت تأويهم وينبغي ان نجمعهم ونسألهم ونوفر لهم الحماية حتي يكشفوا تلك الأيادي التي تعبث بهم.. القضية ليست فقط في الأمن والشرطة وقنابل الدخان قليل من الرحمة يمكن ان يصل بنا الي نتائج اكثر إنسانية.. ابحثوا عن ثلاثة ملايين طفل ينامون في الشوارع ولا احد يعرف عنهم شيئا. هؤلاء الأطفال الذين نشاهدهم كل ليلة علي شاشات التليفزيون يلقون الحجارة علي الشرطة إنها قضية إجتماعية إنسانية قبل أن تكون قضية أمنية. نقلاً عن جريدة "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قليل من الرحمة قليل من الرحمة



GMT 05:21 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

سوف يكون يوماً فظيعاً

GMT 05:15 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

مِحنُ الهلال الخصيب وفِتَنه

GMT 05:12 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

لا حل في السودان إلا بالعودة إلى «منبر جدة»

GMT 05:07 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

مؤتمر باريس السوداني... رسائل متناقضة

GMT 05:05 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

الهجرات في أوروبا... حول سياسات الاندماج

GMT 05:00 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

الأولوية لا تزال لأهل غزة في محنتهم

GMT 04:59 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

«دقوا الشماسي م الضحى لحد التماسي»

هيفاء وهبي بإطلالات باريسية جذّابة خلال رحلتها لفرنسا

القاهرة - مصر اليوم
  مصر اليوم - موناكو وجهة سياحية مُميّزة لعشاق الطبيعة والتاريخ

GMT 04:13 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على إيران
  مصر اليوم - الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على إيران

GMT 00:48 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

محمد رمضان يتصدر مؤشرات محرك البحث "غوغل"

GMT 23:26 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

السنغال تُسجل 21 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 11:27 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

مجلة دبلوماسية تهدى درع تكريم لسارة السهيل

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

خطوات تضمن لكٍ الحصول على بشرة صافية خالية من الشعر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon