توقيت القاهرة المحلي 00:28:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمهات الشهداء

  مصر اليوم -

أمهات الشهداء

فاروق جويدة

قلبي مع امهات الشهداء‏..‏ لنا ان نتخيل أما فقدت ابنها وحصاد عمرها في احداث الثورة ماذا تفعل الآن وهي تمسك بثياب ابنها التي مازالت تحمل شيئا من عطره وذكرياته معها‏.. لنا ان نتصور حال هذه الأم وهي تشاهد علي شاشات التليفزيون كل يوم جثمان شهيد جديد وتستعيد معها ذكرياتها المرة وايامها الحزينة لنا ان نتصور هذه الأم وفرحتها يوم ان رأت ابنها الذي ضحي في سبيل مصر وشعرت يومها بالفخر والاعتزاز انها قدمت للوطن شهيدا.. ثم توارت الأحداث واختفت صورته المشرقة امام قنابل الدخان وفوضي المتظاهرين والصدام الدائم بين الأمن والمواطنين.. ما الذي يدور الآن في عقل وقلب هذه الأم بعد ان جفت الدموع وتوارت الأحلام ووجدت امامها سركا سياسيا كئيبا يتراقص علي جسد ابنها الشهيد.. لا الأحوال استقرت ولا العاطلون وجدوا عملا ولا الفقراء وجدوا سكنا ولا عرايا العشوائيات وجدوا ما يملأ بطونهم ثم شاهدت مواكب الانقسامات والمعارك بين ابناء النخبة التي اطاحت بكل احلام المستقبل والحياة الكريمة.. ان هذه الأم ساخطة الآن علي كل شئ انها ساخطة علي من وصلوا للسلطة ووجدوها فرصة لقمع الآخرين.. انها ساخطة علي هؤلاء الذين جعلوا من رفات ابنها خطبا وطريقا لزعامة مزيفة.. انها كارهة لهذه الأساليب السياسية الرخيصة في الوصول إلي السلطة علي دم الشهداء.. ان هذه الأم التي لم يسأل عنها أحد وتركناها في إحدي العشوائيات النائية أو في حجرة صغيرة من اطلال القاهرة القديمة أو في مقبرة يسكنها الأحياء.. هذه الأم تحتاج إلي أحد يواسيها وهي لا تفكر في المسئولين وقراراتهم لأنهم مشغولون بالانتخابات والاستفتاءات والفضائيات والمعارك في ميدان التحرير انهم يجنون ثمار الثورة المرة وكل ثمرة فيها شربت من دماء ابنها الشهيد لتبقي وصمة عار لكل من تاجر بهذه الدماء واتخذها طريقا للسلطة عندي اقتراح للدكتورة نجوي خليل وزيرة التأمينات الاجتماعية ان تقيم احتفالية كبيرة يوم عيد الأم القادم لتكريم امهات الشهداء ربما وجدن في ذلك بعض الوفاء. نقلاً عن جريدة "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمهات الشهداء أمهات الشهداء



GMT 21:26 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي.. آلة الزيف الانتخابي

GMT 21:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

فلسطين بين دماء الشهداء وأنصار السلام

GMT 21:06 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الشكلانية والتثعبن

GMT 19:52 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في حب العمدة صلاح السعدني

GMT 19:50 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

‎فيتو أمريكى ضد الدولة الفلسطينية.. لا جديد

GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon