توقيت القاهرة المحلي 01:22:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مأساة في البدرشين

  مصر اليوم -

مأساة في البدرشين

فاروق جويدة

  منذ أسابيع قليلة استشهد‏52‏ من أطفالنا الصغار تحت عجلات قطار مجنون في أسيوط‏,‏ ولم يعرف أحد اسباب الجريمة ومن المسئول عن دماء هؤلاء الأبرياء.. وبعد ذلك شاهدنا حوادث أخري للقطارات كان آخرها مأساة البدرشين والتي راح ضحيتها19 شابا بينما يرقد في مستشفيات المحروسة107 شبان آخرين من المصابين..ولا شك ان مسلسل الموت الذي أصاب هيئة السكة الحديد منذ سنوات تحول إلي مجزرة بشرية لقتل المواطنين حيث لا يمضي اسبوع واحد دون ان تكون هناك كارثة, نحن امام ثلاثية واضحة من الفساد ما بين الإهمال وغياب المتابعة والحسم والحساب وقبل هذا كله نحن امام مؤسسات مسئولة لا تحترم آدمية الإنسان المصري.. ان هذا الإنسان مهان في كل شئ في وطنه وعلي أرضه امام سلطات لا تقدر المسئولية وهو مهان في الخارج اينما كان, وهذا المواطن الذي ينزف دمه كل يوم تحت عجلات القطارات المتهالكة يدفع الضرائب وتقتله الأسعار ويعبث به المتاجرون والإنتهازيون.. نحن امام جريمة تكررت عشرات بل مئات المرات في مؤسسة كانت يوما واحدة من أفضل خطوط السكك الحديدية وأقدمها في العالم ولكنها تحولت إلي هياكل متهاوية في صورة قطارات عفا عليها الزمن.. قطارات بلا فرامل ولا صيانة وعجلات اختلت توازناتها وخرجت علي القضبان وصفقات مشبوهة لشراء قطارات غير مطابقة امام تجاوزات خطيرة لم يحاسب عليها مسئول واحد.. وكانت النتيجة سقوط المئات من شباب مصر واطفالها.. وانا لا أتصور كيف يتجمع2800 شاب في قطار واحد رغم ان ابسط قواعد الحماية الا يجتمع مثل هذا العدد ليكون مصيرهم هذه الكارثة.. في آخر المطاف سوف تسجل الجريمة في عنق سائق أو عامل تحويلات, ويبقي المسئولون الكبار في مواقعهم بلا حساب.. ما حدث في البدرشين يعكس صورة مصر التي لم يتغير فيها شئ فلا قامت فيها ثورة ولا تغير فيها حكم, وما أشبه الليلة بالبارحة إنسان مهان ووطن في محنة ومسئولون فوق الحساب فهل نقف يوما امام انفسنا ونواجه هذا الواقع الكئيب بقدر من المسئولية والحرص علي هذا الشعب الغلبان. نقلاً عن جريدة "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأساة في البدرشين مأساة في البدرشين



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon