توقيت القاهرة المحلي 02:35:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لعبة الألوان

  مصر اليوم -

لعبة الألوان

فاروق جويدة

القارئة العزيزة تسألني لماذا أصبح كل شيء بلا لون‏..‏ ولا أدري لماذا توقفت عند الألوان أي عند الأشياء التي نراها فقط‏..‏ إن كل الحواس الأن تكذب علينا نحن لا نسمع إلا الأكاذيب.. ولا نري إلا المزيد من العنف حتي اعتادت عيوننا علي لون الدم الذي يغطي الشاشات أربعا وعشرين ساعة ما بين الجرائم والأفلام والمسلسلات.. واعتادت ايدينا علي الحرام وكلما قرأنا مسلسلات النهب في العهد البائد ادركنا اننا كنا نعيش في ظل عصابة وإذا كان الإنسان بطبيعته وتكوينه يعشق الجمال فإنه أحيانا يعتاد القبح وكنت دائما اقول ما قيمة قصر كبير تسكنه وتجد فيه كل شيء في حين تحيط بك الخرائب من كل إتجاه.. وعندما تشق الطريق أي طريق حول القاهرة لتتجه إلي أحد المنتجعات الراقية تشاهد في الطريق مأساة العشوائيات انت تذهب إلي جنتك علي طريق طويل من الأشواك والحفر والمستنقعات.. وكثيرا ما يعتاد الإنسان علي القبح فلا يري غيره وهنا تتغير الألوان ويتلاشي بعضها في عيوننا وربما توقفنا عند لون واحد.. من اجمل المشاهد التي كانت تمتع الأنظار المساحات الخضراء التي كانت تنتشر علي جانبي الطريق الزراعي بين القاهرة والأسكندرية كان اللون الأخضر يغطي كل شيء ويشعرنا بالغني والثراء والبهجة.. ومنذ اغتالت الأعمدة الخرسانية هذه المساحات الخضراء انكسرت عيوننا وغاب الضوء عنها وتراجعت ايام البهجة.. أصبح من الصعب الآن ان تنظر وقتا طويلا للمباني والمنشآت القبيحة التي تغطي السماء التي لم تعد زرقاء امام تلال القمامة ومواكب الدخان الأسود.. ومن يشاهد النيل الأن والكتل والأشباح الخرسانية تغطي شموخ النهر وتعبث بتاريخه يدرك اننا حين اغتلنا الجمال انتشر القبح وسادت لغة العنف وفقدنا الإحساس بكل شيء لا يوجد نهر في العالم انتهك القبح براءته كما حدث علي شواطئ نهرنا الخالد.. ولهذا تغيرت الألوان وتغير معها كل شئ.. ان منظومة الجمال لا تتجزأ وهي تبدأ من داخلنا وتشع حولنا حتي تملأ الكون كله.. وحين تجفو القلوب تطفئ كل شيء حولها فلا يري الإنسان نفسه. نقلاً عن جريدة "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعبة الألوان لعبة الألوان



GMT 23:33 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الجولة السادسة

GMT 23:32 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ابن حسن الصباح

GMT 23:28 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

فى كتاب الكرة المصرية «فصل كرواتيا»!

GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon