توقيت القاهرة المحلي 11:01:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نقطة تحول

  مصر اليوم -

نقطة تحول

فاروق جويدة

انسحبت قوات الشرطة أمام حشود الجماهير التي حاصرت قصر الاتحادية مقر رئيس الدولة في مصر الجديدة‏..‏ كان مشهدا راقيا بكل المقاييس ان الشرطة لم تعد سيفا مسلطا علي رقاب الشعب ولكنها تمثل الحماية للجميع‏.. هذا التحول في عقيدة رجل الشرطة يمثل إنجازا حضاريا وأخلاقيا كبيرا وهي نقطة تحول تاريخي في علاقة الشرطة بالشعب.. علي الجانب الآخر كانت جموع المتظاهرين تجلس علي إحدي المدرعات الخاصة بالشرطة تحميها من إنفلات الجماهير.. وقبل هذا كله ذهب المتظاهرون إلي قصر الاتحادية سيرا علي الأقدام من ميدان التحرير.. ومسجد النور بالعباسية ورابعة العدوية بمدينة نصر ومسجد الفتح وتجمعوا بالالاف حول القصر الجمهوري وبعد ان تركوا رسالتهم عادوا مرة أخري إلي ميدان التحرير سيرا علي الأقدام ومنهم الأمهات والآباء والأطفال ولم تحدث أزمة واحدة سواء في رحلة الذهاب أو العودة.. هذه الحشود اعادت لنا ذكريات وسلوكيات واخلاقيات ثورة يناير حين تجمع الملايين في ميدان التحرير ولم يشهد الميدان جريمة واحدة واختفي اللصوص من الساحة وكانت تجمعات الشباب حول مداخل الميدان تضع قواعد صارمة للدخول والخروج حتي لا يتسلل أحد لإفساد هذا المشهد التاريخي لا أدري إلي متي سيتحمل فقراء مصر وسكان العشوائيات هذه المليونيات إلي متي ستظل الصراعات السياسية تعصف بنا ومتي تتوحد إرادة هذا الشعب للخروج من هذا النفق الطويل المظلم.. نحن امام تيارين لا بديل للالتقاء بينهما.. ان التيار الإسلامي لن يحكم وحده وهو أحوج ما يكون لفتح ابواب المشاركة مع التيارات الأخري.. والتيار الليبرالي لن يستسلم للرأي الواحد والاتجاه الواحد ولا بديل امام جميع القوي غير ان تؤمن بالحوار والتفاهم وإنكار الذات في هذه المرحلة التاريخية الصعبة.. ان المليونيات مهما كبرت هنا أو هناك لن تحل مشاكلنا والمظاهرات ومهما طالت لن تصل بنا إلي بر الأمان وعلي الجميع ان يدرك ان مصر في خطر وان أي رصاصة طائشة وسط هذا الصخب وهذا الزحام يمكن ان تتحول إلي مأساة شعب وليس صراعات نخبه.. نقلاً عن جريدة "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقطة تحول نقطة تحول



GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 02:54 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل ونهاية اللعبة الخطرة

GMT 02:52 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مَن صاحب هوية القاهرة البصرية؟

GMT 02:47 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

كتاب لم يتم

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon