توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«هيكل» و«البرادعى» و«السيسى»

  مصر اليوم -

«هيكل» و«البرادعى» و«السيسى»

معتز بالله عبدالفتاح

ما قاله الأستاذ هيكل بالأمس القريب عن رفض الدكتور محمد البرادعى، ممثلاً عن جبهة الإنقاذ ثم نائباً لرئيس الجمهورية، إجراء استفتاء على رحيل الدكتور مرسى قيل لى من قبل حين تساءلت: «لماذا لم نلتزم بما أعلن فى الثالث من يوليو 2013 بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ويكون معها طرح المواد التى اعترض عليها المنسحبون من الجمعية التأسيسية فى استفتاء عام». لم أستطع التأكد من صحة المعلومة من أى مصدر غير من قال لى هذه المعلومة. ولكن حين قالها الأستاذ هيكل أصبح عندى المبرر لأتساءل عن الدور الذى لعبه الدكتور البرادعى فى أحداث ما بعد الثورة فى موجتيها الأولى والثانية، لا سيما أنه استقال بعد أحداث فض «رابعة» مباشرة بسبب الدماء التى سالت والتى قلت عنها آنذاك إنها «ستخرج الناس اللى جوه رابعة، ولكنها ستخلق رابعة جوه الناس». لكن لو صح الكلام الذى وصلنى وقاله الأستاذ هيكل، فإن الدكتور البرادعى أحد أهم من مهدوا الطريق لمواجهات رابعة والنهضة برفضه الاستفتاء أو الانتخابات الرئاسية المبكرة. لكن الحقيقة أن عدم الاتساق بين الأهداف المعلنة والإجراءات المتخذة، هو آفة مصرية لمستها عند جميع الساسة من كل التيارات. ولكنه أكثر وضوحاً عند الدكتور البرادعى من غيره منذ رفضه تعديلات دستور 1971 ثم العودة إلى قبولها بعد دستور 2012. المشير السيسى وشيخ الأزهر أعلنا فى الثالث من يوليو عن انتخابات رئاسية مبكرة، وبالمناسبة فضيلة الإمام الأكبر ما حضر هذا الاجتماع إلا بناءً على أنه ستكون هناك انتخابات رئاسية مبكرة أو استفتاء. وكان هذا هو المسار الأسلم لمصر حتى لا تنكسر الإرادة الشعبية التى نزلت للتصويت عدة مرات وفى كل مرة يتم إهدارها. وحتى يظل تحالف 30 يونيو قادراً على الصمود فى مواجهة من يتهمونه بالانقلاب على الشرعية، كان لا بد من استحضار هذه الشرعية مرة أخرى وعدم الاستخفاف بها وتوثيقها، إما فى استفتاء أو فى انتخابات مبكرة. ولكن يظهر لك من يطالب مرة أخرى بـ«الدستور أولاً» الذين قيل لهم ما دستور 1971 كان أولاً وأنه لا يمكن أن يكون «الدستور أولاً» لأن الدستور فى كل الأحوال لاحق على تحديد من الذى سيكتبه. وبعد ما «نطوا وفطوا وقفزوا» وضيعوا على البلد شهوراً وسنوات خرجوا بدستور غير راضين عنه وغير قادرين على إلزام أحد به. تساءلت من قبل: هل لو واحد أنجب طفلاً سماه «عادل» هل هذا سيعنى أنه سيطلع عادل؟ طيب هل لو كتبنا فى الدستور أن مصر دولة إسلامية، هل هذا سيعنى أننا سنلتزم بأخلاقيات الإسلام؟ وهل لو كتبنا أن مصر دولة ديمقراطية أو مدنية، هل هذا سيجعلنا فجأة نتحول إلى ألمانيا فى سلوكنا السياسى حكومة وشعباً؟ نحن شعب عايش فى «ماء البطيخ» الذى يعده له من يطلق عليهم اسم نخبة سياسية وإعلامية. وكل يوم يزداد اقتناعى بأن ماء البطيخ أصبح منطق حياة، لدرجة أننى لم أعد أعرف ما المعيار الذى على أساسه يتخذ أى منا أياً من قراراته أو حكمه على الأشياء. ويبدو أن الله يسلط علينا بذنوبنا من لا يخشاه فينا ولا يرحمنا، ويسومنا سوء العاقبة بسوء أخلاقنا. أداء الدكتور البرادعى السياسى حتى قرار استقالته هو مثل أداء الثورة المصرية: كانت فى قمتها فى أول ثمانية عشر يوماً، ثم تراجع الأداء وتردى منذ ذلك الحين يوماً بعد يوم. أنا «مخضوض» من ضعف الكفاءة وقصر النظر فى كل التيارات الفكرية والسياسية فى مصر، وفى كل الجهات والمؤسسات كذلك. يبقى أخيراً أن أرفض تماماً ما قاله الأستاذ هيكل من أنه «لا ينبغى أن يكون للسيسى حملة أو برنامج، لأنه يجب أن يقدم نفسه بصفته الرجل الذى يستطيع المواجهة والخروج من الأزمة»، لأنه «رئيس ضرورة». هذا الكلام كان ينفع فى الستينات. لكن الآن، نحن بحاجة لرئيس له برنامج واقعى قابل للتنفيذ ويلتزم به لمواجهة الأزمة المشار إليها، وحين لا يستطيع تنفيذ أى من بنوده يخرج علينا ليصارحنا. اللهم ولِّ أمورنا خيارنا، ولا تُوَلِّ أمورنا شرارنا. آمين. "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«هيكل» و«البرادعى» و«السيسى» «هيكل» و«البرادعى» و«السيسى»



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon