توقيت القاهرة المحلي 12:41:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا قالت صافيناز؟

  مصر اليوم -

ماذا قالت صافيناز

معتز بالله عبد الفتاح

أثناء تحضيرى لحلقة الأمس من برنامج «باختصار» وجدت بعضاً من المحيطين بى يقولون لى: «لازم تتابع التليفزيون فيه حاجة مهمة»، فتصورت أنهم يتحدثون عن لقاء السيد المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية، مع مدام لميس الحديدى، وقد كانت عندى مسبقاً الخطوط العريضة لما تفضل به المستشار عدلى منصور. لكن كانت المفاجأة أن المحيطين بى كانوا يقصدون لقاء الأستاذ شريف عامر مع «صافيناز» الراقصة المشهورة. ووجدت الأغلبية يضحكون ويعلقون عليها وعلى ملابسها القصيرة وعلى طريقة كلامها. ظننت أنهم قد أصابتهم حالة مراهقة مفاجئة وستزول، ولكن ما أثار الاهتمام هو أن قطاعاً من الشباب المتوتر (أى الكابس على تويتر) يعلق على حلقتها أكثر من تعليقه على حوار سيادة المستشار عدلى منصور. وأصبحت صافيناز «Trending» على تويتر أثناء إذاعة حلقتها أكثر من أى موضوع آخر فى مصر، بما فى ذلك حوار السيد الرئيس؛ أى أن مناقشة ما تقوله الراقصة «صافيناز» أصبح قضية مثيرة لتعليقاتهم أكثر مما عداها من قضايا. والحقيقة أن هذا قد تغير بعد أن تم إعادة عرض اللقاء مع السيد الرئيس. ولكن ظلت المفارقة أن هناك قطاعاً اهتم أن يتابع أولاً «صافيناز»، ثم يتعرف لاحقاً على ما جاء فى غيرها من برامج. والسؤال: ماذا قالت صافيناز؟ لا أقصد بما قالته منطوق ما تلفظت به. ولكن ما الذى قالته عن حال مصر والمصريين فى مساء السادس عشر من مارس عام 2014 قالت صافيناز ما يلى: أولاً، مصر، بعد كل هذا الزخم الشعبى والنقاش الصاخب طوال ثلاث سنوات كان فيها أى شأن عام مهما كانت تفاهته أهم من أى شأن خاص مهما كانت أهميته، عادت إلى ما قبل 25 يناير. راقصة تواجه مشكلة تتعلق بعقدها مع أحد الفنادق فى مصر أهم، ولو مؤقتاً، من كل ما عداها من قضايا، بما فى ذلك حوار مع رئيس الجمهورية، فى هذه اللحظة الفارقة. ثانياً، بشىء من تحليل تعليقات قطاع من الشباب على حوار السيد الرئيس، وكل الاحترام له طبعاً، يتبين أنهم لا يتعاملون معه باعتباره رئيس الجمهورية الفعلى حتى لو كان هو كذلك من الناحية الرسمية. ثالثاً، يبدو أن صافيناز، بملامح وجهها وكلامها العربى المكسر تخاطب فيهم ما يريدون وما يستطيعون تفهمه. أما تعليقاتهم عن كل إشارة يقوم بها السيد الرئيس عن نزاهة الانتخابات وضماناتها، وكأنها، أى التعليقات، تقول: «الرئيس يعد بما لا يستطيع». رابعاً، قالت صافيناز، من خلال الاهتمام بمتابعتها، إن قطاعاً من شباب مصر قرر أن يقاطع الشأن العام لأن الشغلانة مش جايبة همها: سجن وقتل وسحل ونيابة ومحاكم. «كل ده والسيارة مش عم تمشى»، على رأى فيروز. خامساً، قالت صافيناز، من خلال الاهتمام بمتابعتها، إنها أهم عند قطاع من المصريين من عشرات الأحداث الأخرى سواء فى تصريحات المسئولين أو إرهاب الإرهابيين أو خناقات السياسيين أو انسحاب المنسحبين أو انتخابات الأندية الرياضية أو الطائرة المفقودة فى ماليزيا أو استفتاء القرم فى أوكرانيا أو مباريات كرة القدم المحلية والعالمية. المقصود مما سبق أن نفكر ملياً فى الوجهة التى نسير إليها بما نتبعه من خطوات أو نتخذه من قرارات. أجواء الإحباط موجودة عند قطاع من الناس، وعلى رأسهم الشباب. الفترة الانتقالية طالت بأكثر مما كان ينبغى عليه. مؤشرات الأداء العام فى مصر تقول إن البلد لم يزل يعمل بجزء من طاقته وليس كامل طاقته. الإدارات المختلفة لمصر من مبارك للمجلس العسكرى إلى الإخوان إلى الإدارة الجديدة لم تقدم خطاباً سياسياً عاقلاً يفتح آفاقاً لمستقبل أفضل بقدر ما هناك ممارسات تعطى انطباعاً بعودة ماضٍ أسوأ. الرئيس عدلى منصور يريد أن يترك حكم مصر، والمشير السيسى يعد المصريين بأن جيلاً أو أكثر سيضحون من أجل مستقبل أفضل للأجيال المقبلة، والمهندس إبراهيم محلب يصف حكومته بأنها كتيبة من المحاربين. كل هذا مفهوم. ولكن المصريين يتابعون «صافيناز» بأكثر من اهتمامهم بما عداها. إذن، لن تفلح خطة تنموية إلا بأن يشعر أحاد المواطنين أنهم شركاء فيها. لكن كيف؟ هذا مما لم تقله صافيناز. نقلا عن الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا قالت صافيناز ماذا قالت صافيناز



GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon