توقيت القاهرة المحلي 08:25:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل الإخوان سلالة؟

  مصر اليوم -

هل الإخوان سلالة

معتز بالله عبد الفتاح

(عزيزى الدكتور مُعمُع.. أنا شخص له جذور إخوانية عريقة، ولو عرفت كل اسمى لعرفت من أكون، لذلك اسمح لى بأن أكتفى بتوضيح أننى مهندس تركت مصر منذ فترة طويلة إلى إحدى الدول الغربية. وأشهد الله أننى أحبك فى الله رغما عن أننى أختلف معك فى بعض مواقفك الأخيرة، ولكن عندى القدرة أن أفعل ما تقوله فى مقالتك وفى برامجك: أن نختلف ونتفق مع بعض مواقف الشخص وليس أن نحب ونكره الشخص بكامله. أنا أحتفظ بملف يومى عن فترة بداية الثورة وبالذات فترة الإخوان فى الحكم، وأعتبر أنك عبرت بصدق فى مقالاتك وفى برامجك عن تطورات هذه المرحلة بأعلى درجات النزاهة وعدم التحيز المسبق لا مع ولا ضد. وتابعت مقالاتك التى كنت تحذر فيها الإخوان من «اللعب بالنار لأنهم غير ماهرين» ومقالتك بعنوان «الحكم حين يفقد مصداقيته» بدءا من أواخر ديسمبر 2012 ثم مجموعة مقالاتك التى تصاعدت فى عناوينها بما يعنى أنك فقدت الأمل فى الإخوان حتى كان بعض عناوينها شديدة القسوة على الدكتور مرسى مثل «خطة الدكتور مرسى باااظت» و«الرئيس مرسى يتآكل» ونصيحتك له أن يرشح نفسه لانتخابات البرلمان ويترك الرئاسة. وبالمناسبة اقتنعت بمواقفك هذه آنذاك ولم أتشكك فى نواياك كما يفعل معظم المصريين مع بعضهم البعض. ولكن هناك عدة أمور لها علاقة بجماعة الإخوان أنت لست على علم بها، تجعلك تطلق أحكامك دون خلفية كافية عنها. وآخر ما كتبته بعنوان: «الإخوانى: الإرهابى والأهبل والغشيم» أثار صدمة كبيرة عند قطاع كبير من الإخوان. وأنت أحد القليلين المنصفين فى هذا البلد وهو ما يجعلنى أكتب لك هذه الرسالة لأوضح عدة نقاط. النقطة الأولى أن من ينتمى للإخوان لا ينتمى لجماعة دينية وسياسية فقط، وإنما على مر الزمن جماعة الإخوان أصبحت «سلالة» من البشر يتزاوجون وينجبون ويربون أولادهم وبناتهم على حب الإخوان وعلى تعاليم الإخوان. وسنوات القهر السياسى جعلتهم أكثر تلاحما وتجانسا إلا بالنسبة لمن يخرج منهم. وهذا ما عشت عليه أنا شخصيا. ولولا سفرى خارج مصر وزواجى بغير مصرية عن حب واقتناع متبادل، لكنت واحدا منهم. يا دكتور معتز، لا تعامل شباب الإخوان كجناة، هم ضحايا التربية على قيم معينة جعلتهم يظنون أنهم ورثة النبوة وأن الإخوان هم الأكثر قربا وتمثيلا وتمثلا لقيم وتعاليم الدين العظيم والنبى الكريم (صلى الله عليه وسلم). يوم أن يسمع أحد الإخوان أن الإخوان خونة أو عملاء أو لا يحبون مصر، هم لا يفهمون أصلا معنى هذا الكلام ويعتبرون من يقوله هم الخونة العملاء. الأخ الإخوانى لا يقبل أن يقول أحد إنه وإخوته وإخوانه وأباه وأمه وعمه وخاله وجده وجدته من الجانبين كل هؤلاء خونة وعملاء ولا يحبون مصر؟ المسألة أصعب من أن تدركها عقولهم. النقطة الثانية، أنت وضعت يدك على الجرح بعنف شديد حين كتبت مقالك «اللحظة الفيسوانية» التى ربطت بين آخر مشاهد فيلم العار حين قال الممثل «يعوض عليك ربنا» وما حدث للإخوان. الجماعة ليست فى حالة توازن وعدم توازنها يجعل أبناءها يتصرفون بوحى من العاطفة المليئة بالغضب والحزن والضيق والإحساس المهول بالظلم وهو ما يجعلهم، وسأستخدم تعبيرك، يعمقون الحفرة التى هم فيها دون أن يفكروا فى كيفية الخروج منها. والدولة أخطأت خطأ شديدا حين قست فى الوقت الذى كان ينبغى فيه أن ترحم بما أنتج ما سميته أنت «فض الناس اللى فى رابعة، وصناعة رابعة جوه الناس» وهذا أفضل تعبير قرأته. النقطة الثالثة، شباب الإخوان بحاجة لمن يكلمهم ويحاول أن يقنعهم وينقذهم من حالة الاضطراب الذهنى والنفسى التى يعيشون فيها. تخاطبوا معهم بالحسنى، وحاولوا التعامل معهم كضحايا وليسوا كجناة. لم يعد لى اتصال بأعداد كبيرة منهم. ولكن أتمنى عليك أن تظل صوتا عاقلا فى ظل هذا الجنون حتى لا يسيل المزيد من الدماء). هذه الرسالة وصلتنى، وأنشرها لقلة حيلتى فى كيفية التعامل مع هذه «السلالة» التى أرى خطورة استمرارها ولا أعرف كيفية فك شفرتها كى تذوب فى مجتمعها.. هل يمكن أن يعلمنى أحد القراء مما لم أحط به علما؟ نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل الإخوان سلالة هل الإخوان سلالة



GMT 23:33 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الجولة السادسة

GMT 23:32 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ابن حسن الصباح

GMT 23:28 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

فى كتاب الكرة المصرية «فصل كرواتيا»!

GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon