توقيت القاهرة المحلي 13:30:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيان من اتحاد طلبة كلية الاقتصاد

  مصر اليوم -

بيان من اتحاد طلبة كلية الاقتصاد

معتز بالله عبد الفتاح

وصلنى بيان من اتحاد طلبة كلية الاقتصاد بجامعة القاهرة. فيه بعض مما يستحق منا أن نتأمله، بل وأن ندرسه، لأن الكبار فعلوا من الأخطاء التى جعلت الصغار يدفعون فيها الثمن. يقول البيان فى بعض أجزائه: «منذ زمن طويل أعلناها صريحة.. كفرنا بكل من يتولون السلطة فى هذا البلد.. كفرنا بكل النخب.. مللنا فسادهم وفشلهم وإهمالهم.. راهنّا على جيلنا ولا أحد سواه.. تركزت آمالنا على الشباب وبالأخص الطلاب.. سعينا من أجل أن نتفادى أخطاء الأجيال السابقة.. ندّعى قدرتنا على تجاوز الاستقطابات الضيقة والانطلاق من الأرضية المشتركة نحو ترسيخ قيم رد الظلم والتمسك بالحق ووضع لبنة تكون بداية تشكيل «نخبة جديدة» من هذا الجيل تبنى وطناً مختلفاً قائماً على الحرية والعدل والمساواة... للأسف ما زالت السلطة القائمة فى مصر الآن ترى أن تثبيت أركان حكمها واستقرار الدولة لن يحدث سوى بالقمع وإخضاع كل شىء للسيطرة الأمنية.. لم يتعلموا شيئاً من كل السلطات التى نهجت نفس تفكيرهم فكان مصيرها فى النهاية الخلع أو العزل. لم يدركوا أن استقرار الدولة يتحقق بالعدالة الاجتماعية وبالحفاظ على الحريات والتمسك بالحقوق. ونال الطالب قسطاً كبيراً من قمع السلطة، فلا يزال مئات الطلاب المصريين فى السجون الآن، فبدلاً من أن يكونوا فى جامعاتهم يتعلمون ويتفاعلون مع مجتمعهم، يقبعون وراء الأسوار ويواجهون تهماً ملفقة تليق فى معظم الأحوال ببلطجية محترفين وليس بطلبة جامعيين عرفنا الكثير منهم، وقد نكون اختلفنا فكرياً وسياسياً معهم، لكن أبداً لم يكونوا بلطجية، بالإضافة إلى المرات العديدة التى اقتحمت فيها قوات الشرطة الحرم الجامعى فى جامعات مختلفة.. وبلغ قمع السلطة منحنى لا يمكن السكوت عنه فجر الخميس الماضى حينما اقتحمت قوات الداخلية المدينة الجامعية لجامعة الأزهر وضربت الطلاب داخل مدينتهم بالغاز والخرطوش والرصاص الحى، مدّعين أن ذلك بسبب قطع الطلاب للطريق وإشعالهم النار، فمع تأكيدنا على رفض كل أشكال تجاوز السلمية -إن حدثت من قبل الطلاب- ولكن أى فعل هذا الذى يستوجب الرد عليه بخرطوش، والأمر الذى أدى لمقتل الطالب عبدالغنى واعتقال وإصابة العشرات.. هل هذا هو الإرهاب الذى تواجهونه أم تلك هى الدولة الديمقراطية التى تدّعون بناءها؟! نتيجة لكل ذلك فخلال الأيام القليلة الماضية بدأ العديد من طلاب الكليات المختلفة «إضراباً عن الدراسة» وذلك لرفضهم أن تسير حياتهم الجامعية بشكل طبيعى فى الوقت الذى تمتلئ فيه السجون بزملائهم الطلاب وتصر الدولة على إخضاع المجتمع الجامعى للسيطرة الأمنية وتضييع المكتسبات التى نالها من ثورة 25 يناير. لم نتمنَّ يوماً أن تظل حياتنا بين اعتصامات وتظاهرات وزيارات لمصابين ومعتقلين وشهداء.. إلا أن السلطات المختلفة أبت أن نعيش حياة طبيعية.. لذلك فلا يوجد طريق أمامنا سوى الاستمرار فيما بدأنا فيه.. استكمال مسيرة التمسك بالمبادئ والانتصار للحقوق ورفض الظلم حتى لو كلفنا ذلك ضياع أكثر سنوات عمرنا متعة، إلا أننا لا نملك خياراً آخر.. لن نخذل هذا الوطن كما خذله من سبقونا.. مستمرون». ■ ■ أستشعر ألم الطلاب، ومن يتواصل معى منهم يحكى لى تفاصيل تؤكد أننا نسير فى اتجاه خاطئ تماماً. وكما كتبت بالأمس، حاولت ولم أزل أحاول، ألا تقضى الدولة على مستقبل بعض شبابنا الذين يؤخذون إلى السجون ظلماً أو بشبهات أكثر منها أدلة موثقة. شبابنا كفر بالنخبة السياسية، ولكنه يرث كل أمراضها ويضيف لها من عنده الجموح والاندفاع، ونحن أمام سلطة مرتبكة استجابت لمطالب قطاع واسع من المواطنين بالحجر السياسى على الدكتور مرسى الذى كان يساعد خصومه. ولكنها سلطة لم تحسن إدارة الفراغ المؤسسى الذى سيتركه الرئيس المنتخب. بيان هؤلاء الشباب يؤكد أن مصر لم تزل تعيش فى نفس الدائرة الخبيثة: الدولة تتعسف فى استخدام السلطة بتقييد الحريات من أجل شعارات مثل «محاربة الإرهاب» و«هيبة الدولة» وقطاعات من المجتمع تتعسف فى استخدام حقها بتحويل الحق المنضبط إلى حق مطلق تحت شعارات «الديمقراطية» و«الشرعية». التعسف فى الحالتين يأخذنا إلى مظالم أكبر، والصدام بين الطرفين واقع لا محالة. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيان من اتحاد طلبة كلية الاقتصاد بيان من اتحاد طلبة كلية الاقتصاد



GMT 03:53 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الأهرامات مقبرة «الرابرز»!!

GMT 03:51 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الشعوب «المختارة»

GMT 03:49 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

اللاجئون إلى رواندا عبر بريطانيا

GMT 03:48 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

المقاومة الشعبية والمسلحة

GMT 03:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

خطر تحت أقدامنا

GMT 03:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عصر الكبار!

GMT 03:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بشارة يخترع نفسه في (مالمو)

GMT 03:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الغواية وصعوبة الرفض!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon