توقيت القاهرة المحلي 11:02:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دم + دم = دم

  مصر اليوم -

دم  دم  دم

معتز بالله عبد الفتاح

هل وصلنا إلى نقطة اللاعودة؟ هل وصلنا إلى نقطة اللاحل؟ طيب ندين ونستنكر ونرفض ونشجب ونندد ونسجل مواقف ونغسل أيدينا من كل الدماء التى أريقت منذ أول أيام الثورة وحتى الآن، ثم ماذا بعد؟ كل دم مصرى يراق هو فى رقبتنا جميعاً مهما حاولنا أن نلقى اللوم على الآخرين، لأننا نحن الآخرون. نعم، نحن الآخرون من وجهة نظر الآخرين. ولكن المشكلة أننا غير مدربين على استيعاب فكرة أن هناك آخرين يعيشون معنا على أرض الوطن أو حتى يعيشون معنا على كوكب الأرض. فى 22 نوفمبر 2012 كتبت تويتة تقول: «مرة أخرى أجد نفسى حائراً وأنا أحاول تهدئة الأوضاع فى محمد محمود؛ أرى أمامى شباباً مصابين وجنوداً مصابين. الدم المصرى هين لأننا هنا على أنفسنا. يوجد ضابط وجنود مصابون وكأنهم فى معركة مع عدو، وشباب صغار مصابون ويختنقون من الغاز وكل واحد مش شايف اللى بيعمله فى التانى.. الثأر سيد الموقف»، ولم أشرح آنذاك الكثير من التفاصيل التى داهمتنى ولكنها تفاصيل تؤكد أن نفوسنا يملأها الحقد على «الآخر» الذى لا نراه، وحتى لو رأيناه فنحن نتجاهله. أتذكر حواراً دار مع مسئول كبير فى البلاد قبل فض اعتصام «رابعة»، حاولت فيه أن أقنعه بأن وزارة الداخلية وقوات الجيش ليست مدربة على فض الاعتصامات بطريقة لا تؤدى إلى مشاكل أكبر وتدخلنا فى حلقة مفرغة، لأن فض «الناس اللى فى رابعة» بطريقتنا المصرية التقليدية سيخلق «رابعة جوّة الناس» وندخل فى سلسلة من العمليات الانتقامية التى يمكن تجنبها بطرق مختلفة كتبتها تفصيلاً لمن بيدهم الأمر آنذاك. ولكن من معه شاكوش يعتقد أن كل مشاكل الكون مسامير كما يقول التعبير الغربى. ومن معه سلاح العنف سواء من الدولة أو من الأفراد يستخدمه ليحل مشكلة حالة متجاهلاً ما يخلقه من مشاكل محتملة. وفى المقابل كان موقف قيادات منصة رابعة الذين اعتبروا أنهم جميعاً، رجالا ونساء، كبارا وصغارا، شهداء الشرعية، مع أنهم هم أنفسهم الذين كانوا يقولون إنهم زاهدون فى السلطة. وها هو الإرهاب يطل علينا بوجهه القبيح بالأمس القريب ويغتال مصريين عزلاً أمام كنيسة والقصد واضح وهو تحويل العنف العشوائى إلى عنف طائفى، وتحويل العنف ضد رموز الدولة إلى عنف ضد أبناء المجتمع. والعنف من هذا النوع له حساباته العقلية وله ظروفه النفسية. بالحسابات العقلية، من يمارس العنف يؤدى مهمة يراها مقدسة ضد من يعتبرهم أعداء الوطن أو أعداء الدين أو الاثنين. ويرى أن وجود هؤلاء خطر وخطأ وخطيئة، ولا مجال لقبول بقائهم فى المجتمع. أحد الحوارات الهامة التى ذكرها نيلسون مانديلا قبل دخوله السجن يرتبط بمحاولته مع مجموعة من أنصاره قتل مجموعة من الشباب البيض الذين كانوا يرقصون فى حانة، وعند تنفيذ العملية تبين أن كان معهم مجموعة من الشباب البيض المتعاطفين مع حقوق السود. قال مانديلا: «العنف أعمى، العنف شر، العنف ضد العدو هو المقدمة الضرورية للعنف ضد الصديق. لقد قتلنا أصدقاءنا، لا بد أننا نفعل عملا شريرا. إنها رسالة من السماء بأن هذا ليس هو الطريق الصحيح». وكانت هذه الحادثة مع غيرها سبباً فى أن تبنى الرجل ومعظم رفاقه استراتيجية المقاومة السلمية. أما الظروف النفسية، فمن يمارس العنف شيطان يرى الآخرين شياطين، ويرى أن الدم ثمن رخيص حتى يحقق غاية عنده أسمى من حياته ذاتها. بل إن البعض يتولد عنده شعور بالعار والخزى أنه لا يزال حيا وقد مات غيره. وكل من مارس العنف ينفى أنه هو من بدأ ويركز على أن عنفه كان رد فعل على عنف الطرف الآخر. «وبدل ما نجيب حقهم، نموت زيهم». هناك لغة انتحارية موجودة فى مصر، لغة أن الدم ليس له حرمة وليس له ثمن وأن مصر سواء حكمها ضابط بزى عسكرى أو مدنى بلحية وزبيبة صلاة أو علمانى يحلم بمصر مثل أوروبا، ستظل ساحة للدم والدم المضاد وأن الآخر لا بد أن يهزم وجزء من هزيمته أن يسيل دمه. غفر الله لكل من ماتوا ما داموا مصريين سلميين ومسالمين، وينجى الله مصر منا. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دم  دم  دم دم  دم  دم



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

GMT 04:05 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الدعم المصري السخي

GMT 04:01 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

للعبادة معنى أشمل

GMT 03:57 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في الهوا سوا

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon