توقيت القاهرة المحلي 10:41:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لتكن مصر وحدها هى الوطن

  مصر اليوم -

لتكن مصر وحدها هى الوطن

معتز بالله عبد الفتاح

أكتب هذا المقال فى صبيحة يوم السادس من أكتوبر 2013. ويغلب على ظنى أن مصر بحاجة لعبور جديد، وهذا لن يحدث إن لم ندرك ما الذى حدث فى 6 أكتوبر، وكيف نجحنا فى الانتصار على أنفسنا ثم على عدونا.يقال إن مصر هى الدولة التى اخترعت فكرة الإله وفكرة الجيش وفكرة السجن. وثلاثتهم يشكلون أساس الاستقرار فى مجتمع وادى النيل. بل إن بعض الكتابات الحديثة وضعت فكرة التجنيد الإجبارى ودخول مواطنين، من مشارب مختلفة وأديان مختلفة ومناطق مختلفة، داخل مؤسسة واحدة اسمها الجيش للتربية على نفس القيم والتفكير بنفس الطريقة والتنشئة على نفس السلوكيات هى واحدة من أهم أدوات صناعة «عقلية الوطن» أو ما قال به الباحث الشهير Bendict Anderson من فكرة «المجتمعات المتخيلة» أو «Imagined Communities». وكان السؤال المطروح: لماذا يشعر أناس من مناطق مختلفة ومدن مختلفة وخلفيات اجتماعية اقتصادية مختلفة والأهم أنهم لم يلتقوا ببعض من قبل قط، لماذا يشعر هؤلاء جميعاً بالانتماء لنفس الوطن؟ كيف يشعر مواطن يعيش فى حلايب أو مطروح أو سيناء بنفس الشعور بمصريته شأنه فى هذا شأن مواطن مصرى آخر فى المنيا أو القاهرة أو دمياط؟ لماذا يقول هؤلاء جميعاً نحن مصريون؟وكانت الإجابة أن هناك دوراً مهماً تقوم به المؤسسات الوطنية والرموز الوطنية؛ أما المؤسسات الوطنية فهى الجيش والشرطة والمدرسة ودور العبادة، حتى لو تنوعت، طالما أنها جميعاً تدين بالولاء لنفس الدولة ونفس المجتمع. والأهم فى كل ذلك هو أن يتحدث الجميع لغة واحدة مشتركة وهى فى حالة مصر اللغة العربية، وحتى لو كانت لها لهجات مختلفة.وهنا أيضاً تأتى أهمية الرموز الوطنية مثل الأعياد الوطنية، ومنها السادس من أكتوبر، والعَلم ونشيد الدولة الذى نحترمه جميعاً، ومثل المنتخب الوطنى الذى نفرح جميعا بفوزه ونحزن جميعاً لخسارته، والخريطة التى نتعلمها فى المدرسة التى تعلن أن هذه هى مصر وغيرها ليس مصر، وأن الانتماء الأول للوطن مصر، وكذلك الآثار والمتاحف التى تقول لنا إن أجدادنا عاشوا هنا وماتوا هنا ضحوا هنا ونجحوا هنا وأن واجبنا أن نكمل مسيرتهم. وهنا يأتى دور الزعامات التاريخية التى ننظر لها باحترام، وليس بالتقديس، والتى نعرف قيمتها وقدرها ودورها الذى قامت به من أجل الوطن. وحتى إن أخطأت فخطؤها لا ينال من وطنيتها وإنما يجسد بشريتها، ومن الرموز الوطنية كذلك الفنون بأنواعها التى تخلق رابطة وجدانية مشتركة بين أبناء الوطن الواحد.نقطة البداية فى العبور الجديد أن نعرف قيمة هذه العبارة: «مصر هى الوطن، ولا وطن غير مصر». وكما تجرد المصريون فى السادس من أكتوبر 1973 من أجل تحرير الوطن، المصريون بحاجة لعبور جديد من أجل تحرير المواطن: تحرير المواطن من الفقر والجهل والمرض والظلم والانقسام الذى نعيشه.مصر بحاجة لقيادة جديدة قادرة على أن تخطط لهذا العبور الجديد وأن تشحذ الهمم وأن تلهب المشاعر من أجل مصر أفضل. متفائل لظهور أسماء جديدة على مسرح الحياة السياسية. وأظن أن واجبنا أن نساندها بالدفاع عنها ضد الافتراء عليها وأن ننقدها لتصويبها ولا ننقضها لتدميرها.ولكن يحزننا أن من المصريين من يريد أن يحول أفضل أيامنا إلى مآتم يكسوها السواد وتخرج منها رائحة الدم. هناك مقولة لآرثر ميللر يقول فيها: أبادل أصدقائى الحب، وأبادل أعدائى الكراهية، وأحترم الأذكياء وأحتقر الأغبياء.ورغماً عن حدة العبارة لكنها تعبر عن مشاعر كثيرين منا تجاه أناس كنا لا نكرههم وحتى إن كنا نظن فيهم عدم نضج أو عدم ذكاء، ولكن الأمور تتحول الآن إلى كراهية لإصرار البعض على إهانة الرموز الوطنية والتصرف وكأنهم ليسوا جزءاً من الوطن، وكأنهم لا يدركون أن الوطن أكبر من أى جماعة وأى حزب وأى فريق رياضى.الوطنية تتضمن الكثير من المعانى ومنها الحرص على أن تظل مصلحة الوطن فوق مصلحة كل طوائفه، ولكن لو اختارت طائفة غير ذلك، فهى تتبنى خطاباً غير وطنى يضر بها ويضر بالوطن.السادس من أكتوبر يوم من أيام مصر، ويوم من أيام العسكرية المصرية ومن أراده غير ذلك، فقد أخطأ فى حق مصر وضاع منه معنى «الوطن».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لتكن مصر وحدها هى الوطن لتكن مصر وحدها هى الوطن



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon