توقيت القاهرة المحلي 03:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسئلة إجبارية فى الحالة الإخوانية

  مصر اليوم -

أسئلة إجبارية فى الحالة الإخوانية

معتز بالله عبد الفتاح

هل المشكلة فى «خيرت» و«مرسى» و«بديع» وأعضاء مكتب الإرشاد وطريقة إدارتهم لشئون «الجماعة»، أم المشكلة فى جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم، أم المشكلة فى فكرة الإسلام السياسى أصلاً؟ يعنى هل المشكلة فيمن يقود السيارة أم فى السيارة نفسها، أم فى فكرة وجود سيارة أصلاً فى هذه المنطقة من العالم؟ بعبارة ثالثة: هل لو كان من وصل إلى السلطة خيرت الشاطر أو أى اسم آخر من أعضاء مكتب الإرشاد الحالى أو من قيادات الإخوان، الأداء كان سيكون أفضل؟ ولنتوسع فى السؤال: هل لو كان كل هذا الفريق الذى يصفه البعض بأنه من القطبيين غير موجودين فى قمة هرم «الجماعة»، وكان فى قمتها آخرون مثل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أو الأستاذ مختار نوح، هل كانت المشكلة ستحل وسنجد أنفسنا أمام جماعة «إخوان مسلمين» مختلفة فى توجهها العام ورؤيتها للمجتمع والدولة؟ ضع هذا السؤال جانباً، بلا إجابة، وسنعود إليه. سؤال آخر: هل المشكلة أعقد من مجرد الأسماء، وإنما هى تمتد إلى وجود «تنظيم» يرى فى نفسه أنه متخطٍّ لحدود الدول، وله امتدادات خارج الأقطار التى يوجد فيها، ويقدم نفسه باعتباره جماعة متمايزة ومتميزة وأحياناً متنازعة مع بقية فئات المجتمع؟ فهذه الجماعة من وجهة نظر أعضائها هى كيان جامع فيه العقيدة والرياضة والسياسة والاقتصاد والروحانيات، وهناك تراتبية تنظيمية واضحة وانضباط مفترض من العضو العامل تجاه «الأخ» المسئول عنه، وصولاً لأن يتزوج بعضهم من بعض. وبالتالى، هل هذه التركيبة للجماعة، فى حد ذاتها، قد تؤدى إلى صدام حتمى بين المنتمين للجماعة وغيرهم؟ ضع هذا السؤال جانباً، بلا إجابة أيضاً، وسنعود إليه. هناك سؤال ثالث وهو يرتبط بفكرة «الإسلام السياسى» بكل تنويعاتها سواء الإخوانية أو السلفية أو الوسطية، وهل هذا التيار يخدم الإسلام ويخدم مصر؟ الملاحظ فى فترة ظهور المحافظين دينياً على الساحة السياسية بعد الثورة أنهم زادوا وتيرة الاستقطاب فى المجتمع بشدة، وأصبح أى تصريح لأى منهم، حتى ولو على سبيل الدعابة، يثير حفيظة، بل وسخرية، قطاعات من المصريين الذين يرون فى هذا الكلام تهديداً للشفرة الوراثية للمجتمع المصرى، التى تراضت على أنه مجتمع مدنى يعشق الدين، ولكنه ليس مجتمعاً قابلاً بأن يحكم باسم الدين من قِبل أناس يتصرفون فى كثير من الأحيان على غير التزام بالدين. وقد أعطى الدكتور مرسى مثالاً لن ينساه أبناء هذا الجيل من الوعود التى لم يفِ بها والمعلومات التى ثبت كذبها وعدم فطنة لا تليق بمن ينسب نفسه إلى الإسلام. ضعوا الأسئلة الثلاثة معاً، ولنفكر فى أين يقع الخلل: فيمن هم فى قمة هرم الجماعة، أم فى التنظيم نفسه، أم فى الفكرة العامة لوجود تيار يتحدث ويتصرف ويعارض ويترشح ويحكم باسم الإسلام؟ لا توجد إجابة صحيحة وأخرى خاطئة بالكلية، ولكن توجد تحيزات شخصية تميل فى اتجاه دون آخر. وما أزعمه بعد خبرة العامين الماضيين أن المشكلة التى تواجهنا الآن أننا نخلط بين اعتزازنا بالإسلام والتزامنا به، بين الكلام فى الدين والعمل وفقاً لهذا الدين. بعض المنتمين للتيار الإسلامى، ومعظمهم من خارج الإخوان، يظنون أن المشكلة كانت فى الأشخاص الذين يديرون جماعة الإخوان المسلمين، وبالتالى عليهم أن يعملوا جاهدين على تصحيح هذا الخلل فى الجماعة بأن يصل إليها من هو جدير بإدارتها. بعض أعداء الجماعة كانوا يصادرون على التجربة، بأن يشيروا إلى أن الإخوان «اسم كبير لمنتج ضعيف، حلم عظيم وبرنامج عمل هزيل»، وما كان من الممكن اختبار صحة هذا الوصف إلا بتجربة تاريخية حقيقية، وقد كان. المعتاد بالنسبة للجماعة أنها كانت تقدم نفسها كجماعة «مضطهدة» ولكن الآن هى مطروحة على الرأى العام باعتبارها جماعة «فاشلة» لم تنجح فى تحقيق ما وعدت به وأضاعت الفرصة، لذا فالكثير من الحشود موجهة منها إلى أنصارها أكثر منها لاستعادة المنصب الضائع أو الشرعية الغائبة، وأظن أن المزيد من الحشد سيزيد الفجوة بينهم وبين بقية المجتمع. ولكن أعتقد أن المشكلة أعمق من الإخوان، قيادة وتنظيماً، هم بحاجة لمراجعة الفكرة نفسها. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسئلة إجبارية فى الحالة الإخوانية أسئلة إجبارية فى الحالة الإخوانية



GMT 03:53 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الأهرامات مقبرة «الرابرز»!!

GMT 03:51 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الشعوب «المختارة»

GMT 03:49 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

اللاجئون إلى رواندا عبر بريطانيا

GMT 03:48 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

المقاومة الشعبية والمسلحة

GMT 03:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

خطر تحت أقدامنا

GMT 03:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عصر الكبار!

GMT 03:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بشارة يخترع نفسه في (مالمو)

GMT 03:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الغواية وصعوبة الرفض!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon