توقيت القاهرة المحلي 02:35:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لا يرشح الدكتور مرسى نفسه للبرلمان؟

  مصر اليوم -

لماذا لا يرشح الدكتور مرسى نفسه للبرلمان

معتز بالله عبد الفتاح

مقال الأمس كان عن «المفتأة حياة الروح» والطريقة الساذجة التى يتعامل بها بعض المحسوبين على المعارضة مع القضايا السياسية التى نعيشها، وكان الموقف من الدستور مثالا على ذلك. أما «أنجر الفتة» فهى النظرية التى يدير بها الإخوان البلد. نظرية «أنجر الفتة» يقول ويعمل بها من يراهن على أن أحدنا قد تم انتخابه رئيسا للجمهورية.. هيييييه.. نعمل اللى إحنا عايزينه فى البلد. الوعود الانتخابية؟ انسوها. النائب العام؟ غيّروه. المحكمة الدستورية؟ حاصروها. مستشارو الرئيس؟ تجاهلوهم. المعارضة؟ طنشوها، وهكذا. يا إخواننا، ليست هكذا تدار البلدان، ولا ينبغى لها. قيل مرارا وتكرارا: تماسك الجبهة الداخلية والتفافها حول الرئاسة مهمة لمواجهة تحديات كثيرة خارجية: إسرائيل، أمريكا، دول الخليج، إثيوبيا وقضية مياه النيل. الرئيس المصرى حين يُستقبل فى الخارج لا يُستقبل بما يليق بمصر، وحين يتحدث فإنه لا يقول ما يليق بمصر. الصورة الذهنية الخارجية عنه لا تختلف كثيرا عمّا هى عليه فى الداخل. قيل مرارا وتكرارا: على الرئيس الجديد أن يبنى شرعيته خارج حدود أنصاره المباشرين من جماعة الإخوان. الرئيس بحاجة لأنصاره كى ينجح فى الانتخابات، لكنه بحاجة لمنافسيه كى ينجح فى مواجهة التحديات، وبالتالى يحقق الشرعية. كيف بنى كل رئيس سابق شرعيته فى بداية حكمه؟ «عبدالناصر» احتاج لسياسات منحازة للفقراء وحقق الجلاء، «السادات» خاض الحرب وما بدأ الخروج عن خط «عبدالناصر» إلا بعدها، «مبارك» دخل فى حرب ضد التطرف والإرهاب واستكمل استحقاقات التسوية مع إسرائيل وأعاد العلاقات العربية - المصرية. ماذا فعل الدكتور مرسى غير أنه فقد رأسماله الثورى وأن الثوار، حتى غير الثورجية، أصبحوا يتعاملون معه كأنه «مبارك جديد»؟ أين وعوده التى قالها بشأن الدستور التوافقى؟ أين الجهود من أجل تغيير العقيدة الأمنية لـ«الداخلية»؟ وبالتالى أين الأمن؟ ولماذا الاهتمام بالقضاء دون «الداخلية»؟ أين العدالة الانتقالية؟ ما أجندة الرئيس التشريعية التى تحقق له شعبية جماهيرية؟ أين مطالب العدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر؟ أين قانون التأمين الصحى؟ أين برنامج مواجهة العشوائيات؟ أين قانون التعليم ومكافحة الأمية التى نص الدستور على القضاء عليها خلال عشر سنوات؟ «نحن معنا الأغلبية فى مجلس الشورى». قال لى أحد الأصدقاء من «الحرية والعدالة». وسؤالى: عظيم، ماذا فعلتم بها؟ ما المشكلة ذات الإجماع الوطنى التى نجحتم فى علاجها؟ أين هديتكم للشعب؟ لماذا ينتخبكم الشعب مرة أخرى؟ لضعف الآخرين؟ إذن هذا ليس تنافسا لتمثيل الشعب وإنما للتمثيل على الشعب والتمثيل بالشعب. خبر مزعج لـ«الحرية والعدالة»، وخبر جيد لخصومه وربما لمصر كلها: نادرا ما فاز الحزب أو الشخص الذى تولى السلطة بعد الثورات الديمقراطية فى الانتخابات التالية، إلا إذا كانت سياسته قائمة على التوافق الوطنى مثل نيلسون مانديلا؛ لأنه تعاون مع أو ورط المعارضة فأصبحت «القفة أم ودنين يشيلوها اتنين» وهى عكس نظرية «أنجر الفتة». وأنا أحذر من أن أى تلاعب فى نتائج الانتخابات لن يمر بسلام. الإخوان خسروا الكثير من المؤيدين وسيخسرون البقية الباقية إن لم يحترموا نتيجة الانتخابات احتراما لا مجال فيه لتزوير أو تلاعب. سياسة «أنجر الفتة» هى نتيجة طبيعية لنظرية «الجلد التخين»، وكلتاهما خطأ، ووصل إليهما «مبارك» بعد عشرين سنة من حكمه، لكن الدكتور مرسى ورفاقه فعلوها خلال ستة أشهر. ثقتى فى الشعب كبيرة أنه سيعاقب جماعة الإخوان عقابا جماعيا فى الانتخابات المقبلة عقابا يليق بهذا الكم من الهزل الذى يديرون به البلاد، لكن ثقتى فى المعارضة أكبر أنها من الضعف السياسى بحيث إنها لن تكون على مستوى الحدث. أزعم أن الشعب المصرى يُعاقَب عقابا مركبا؛ لأنه وقع بين من وعد فأخلف (الدكتور مرسى ورفاقه) ومن خاصم ففجر (معارضة المفتأة بالسمسم، أو المزيادة بالمكسرات، أو أى حاجة بأى حاجة) ومن حدث فكذب (الإعلام الهماز المشاء بنميم من الطرفين)، ومن الذى اؤتمن فخان (كل فاسد فى مؤسسات الدولة). «بس الصورة مش كلها سودا كده»، فيه أمل واحد: أن يجلس الدكتور مرسى مع آخرين يصورون له المشهد على حقيقته أو أن يرشح نفسه فى انتخابات مجلس النواب المقبل، ويسيبه من حكاية الرئاسة دى. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا يرشح الدكتور مرسى نفسه للبرلمان لماذا لا يرشح الدكتور مرسى نفسه للبرلمان



GMT 23:33 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الجولة السادسة

GMT 23:32 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ابن حسن الصباح

GMT 23:28 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

فى كتاب الكرة المصرية «فصل كرواتيا»!

GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon