توقيت القاهرة المحلي 04:42:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عقدة مرسى

  مصر اليوم -

عقدة مرسى

معتز بالله عبد الفتاح

لقاء الرئيس مرسى الأخير فيه نقاط كثيرة تستحق النقاش وتؤكد أن الأحياء من المصريين سيعانون من مشكلة ستؤثر على تكوينهم الشخصى والسياسى فيما سيعرف فى المستقبل باسم: «عقدة مرسى» أى «Moursi Complex». الدكتور مرسى لا يساعدنا ولا يساعد نفسه كثيرا لا بقراراته ولا بلقاءاته التليفزيونية. ما الهدف من هذا الحوار التليفزيونى؟ هل كان الهدف هو التأكيد على أنه لا يبالى بالأصوات المعارضة؟ طيب ما هذا كان واضحا من غير الحوار. هل كان الهدف هو التأكيد على أنه لن يبذل أى جهد فى إعطاء مجلس القضاء الأعلى الحق فى اختيار النائب العام الجديد، وفقا للدستور الجديد؟ طيب ما هذا كان واضحا من غير الحوار. هل كان الهدف هو أن الحكومة باقية لمدة أربعة أشهر حتى تنتهى الانتخابات؟ طيب ما هذا كان واضحا من غير الحوار. هل كان الهدف هو دعوة المعارضين لحوار آخر بطريقة تجعلهم لا يحضرون؟ طيب ما هذا كان واضحا من غير الحوار. وهكذا من قضايا مكررة. كنت أتوقع إجابات مختلفة على بعض الأسئلة بحكم التطورات السياسية التى نعيشها، ولكن تغير الموقف على الأرض لم ينعكس على مواقف الرئيس السياسية. قال السيد الرئيس إنه استشار 150 شخصية قانونية وسياسية بشأن موعد الانتخابات. مَن هؤلاء؟ ألم يكن من الأولى استشارة الفرق المتنافسة على بطولة البرلمان بشأن موعد الدورى الانتخابى؟ ألم يكن الأولى أن تكون الدعوة للحوار بشأن ضمانات نزاهة الانتخابات قبل إصدار القانون بشكل نهائى بقرار منه؟ هل هو يخلق أمرا واقعا ثم يطلب من الناس الحوار بشأنه؟ إذن لماذا الحوار؟ الدكتور مرسى غير محاط بمن يُسمعونه التنوع الموجود بين الطبقة السياسية. الدكتور مرسى يقود أتوبيسا من غير «مرايات» توضح له ما الذى يحدث فى الخلف وعلى جانبى الطريق. من معرفتى بالرجل ومن المحيطين به ومن طريقة تفكيره أثناء حملته الانتخابية وكيف أنه اعتبر أنه قد «انتدب» من الله سبحانه وتعالى لهذه المهمة تجعلنى أحذر من أنه قد يكون ممن يخلطون بين التوكل والتواكل، مثل من يتخذ القرارات التى تتراءى له أنها صواب ويتوكل على الله فيها فى حين أنه كان من المفروض أن يبذل جهدا أكبر. هو يأخذ بالأسباب المحيطة به فى قصر الرئاسة ومن بعض أنصاره ومؤيديه، لكن المعضلة أن قصر الرئاسة ومن فيه ومن يأتون معهم يرتدون فى أغلبيتهم الكاسحة نظارة ذات لون أزرق، فيرون الكون كله بنفس اللون مع أن المجتمع السياسى المصرى ملىء بالألوان كلها. أخشى أن يأتى يوم يقول فيه الرئيس، مثلما اعترف بأخطاء فى الإعلان الدستورى، لقد أخطأت بالتعجل فى تحديد موعد الانتخابات البرلمانية، ولقد أخطأت فى أننى لم أحافظ على التركيبة المتنوعة من المستشارين، ولقد أخطأت فى أننى لم أقرب منى أكثر قيادات المعارضة، ولقد أخطأت حين لم أحسن تقدير حجم المعارضة لى ولسياساتى، وينتهى بالقول لقد أخطأت حين ترشحت لرئاسة الجمهورية. أعتقد أن الرئيس مرسى سيشكل لنا نحن المصريين عقدة أول رئيس منتخب ليثبت لنا أن الديمقراطية بذاتها لا تضمن حسن اختيار الحاكم. ولكن المعضلة أن الديمقراطية ليس من خصائصها أنها تصنع الملائكة ولكن من فضائلها أنها تقمع الشياطين. وقمع الشياطين يتطلب توازنا فى السلطات ووجود معارضة قوية ممثلة فى المؤسسة النيابية. ومع اتجاه المعارضة لمقاطعة الانتخابات فإننا سنواجه مخاطر أكبر: لو كان الإخوان أشرارا أو لديهم نزعة للشر، فقد حكموا البلد منفردين، ولو كانوا حسنى النية قليلى الخبرة، فقد حكموا البلد منفردين. ولو كانت معارضة الإخوان فقط من القوى التى على يمينهم دينيا، فهذه وصفة سهلة ومباشرة لمزيد من التشدد. ولو قررت المعارضة أن تقوم بدورها فقط من خلال التظاهرات والاعتصامات والإضرابات والعصيان المدنى وصولا إلى تدخل الجيش لإنقاذ البلاد من الإخوان، فهذا خراب على البلد لن ينجو منه أحد. رسالتى إلى الدكتور مرسى: «وسع دائرة مشورتك». نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عقدة مرسى عقدة مرسى



GMT 03:47 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

.. والكاذب تفضحه عيونه.. «عن كل الحشاشين»

GMT 03:45 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

هجمات العراق وإيران

GMT 03:43 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

.. وانكشفت اللعبة الأمريكية

GMT 03:42 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

«حوارٌ مع صديقي المتطرف».. في «علمانيون»

GMT 03:40 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

سنتي مليونير!!

GMT 03:38 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

ريادة أعمال دينية!

GMT 03:33 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

في ذكرى ابن رشد

GMT 03:31 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

قائمة شندلر

هيفاء وهبي بإطلالات باريسية جذّابة خلال رحلتها لفرنسا

القاهرة - مصر اليوم
  مصر اليوم - موناكو وجهة سياحية مُميّزة لعشاق الطبيعة والتاريخ

GMT 04:13 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على إيران
  مصر اليوم - الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على إيران

GMT 00:01 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نيقولا معوض بطل النسخة العربية لمسلسل امرأة
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل النسخة العربية لمسلسل امرأة

GMT 00:48 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

محمد رمضان يتصدر مؤشرات محرك البحث "غوغل"

GMT 23:26 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

السنغال تُسجل 21 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 11:27 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

مجلة دبلوماسية تهدى درع تكريم لسارة السهيل

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

خطوات تضمن لكٍ الحصول على بشرة صافية خالية من الشعر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon