توقيت القاهرة المحلي 12:48:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إلى الدكتور مرسى: جنِّبنا حرباً أهلية

  مصر اليوم -

إلى الدكتور مرسى جنِّبنا حرباً أهلية

معتز بالله عبد الفتاح

أقسم بالله العظيم على ثلاثة أشياء: أولاً: العبد الفقير لا يريد أى مناصب سياسية من أى نوع، ويكره المناصب السياسية كراهيته للمرض، بل يعتبر أن حب المناصب هو مرض يشكر الله أنه عافاه منه. ثانياً، أنا لا يعنينى من يحكمنى، وإنما يعنينى كيف يحكمنى، لو حكم بالحكمة والعدل والرحمة، فهو رئيسى وأنا له مؤيد، ولو حكم بالرعونة والظلم والغلظة، فيقيناً لست معه وأنا له من المعارضين، وفى حالتك أنت يا سيادة الرئيس، لو وجدتك على الصواب، لدافعت عنك ولا أبالى بغضبة من يغضب، ولا بتقوّل من يتقوّل، ولو وجدتك على الخطأ، لنصحتك فى السر ابتداء وقد فعلتُ، ثم فى العلن وقد فعلتُ. المهمة ثقيلة والأخطاء واردة ومن يختاره الشعب هو رئيسى ولا بد أن أعذره؛ لأن من يدخل إلى دهاليز العمل السياسى فى مرحلة كهذه، سيحتاج الدعم المعنوى والنصيحة المخلصة. ثالثاً، أنا لم أتخاذل عن أى مسئولية ظننت أنها تفيد البلد، وما اعتذارى عن أن أكون فى الفريق الرئاسى إلا اعتقاداً منى أن الإنسان حين يكون بعيداً عن المسميات الوظيفية يكون أقرب لنبض الشارع وأكثر قدرة على تقديم النصيحة دون أن يظن الناس أنه صاحب مصلحة، وكانت ثقتى كبيرة فى أن وجود مجموعة من المساعدين والمستشارين الذين أعرفهم شخصياً ضمن فريقك الرئاسى، سيغنيك عن وجود من هو أقل منهم، فى حالتى، بجوارك، وأما وقد انفضوا عنك، فأنا أشعر بأنك بعيد تماماً عما يحدث فى الشارع، وأنك قد سلمت نفسك لمن ارتدى نظارة واحدة لها لون واحد وتنظر للأمور من منظور واحد، وهذا خطر كبير، حضرتك الآن ترتكب خطأ شهيراً يسمى فى عملية صنع القرار: «تبنى صورة مغلقة عن الواقع» تتبنى فقط رؤية محددة وتفسر كل ما يأتى لها من معلومات مخالفة على أنها مغلوطة أو مؤامرة، وهذا وضع ملتبس، قد تحتاج فيه لأن تسمع لمن هم مثلى على ضعف قدرى ووهن تأثيرى لكنه واجبى. يا سيادة الرئيس، ليس هكذا تدار الأوطان وليس هكذا تدار الأزمات، وليس هكذا يُخَاطب الناس. يا سيادة الرئيس غيّر فى فريقك الرئاسى، ولا أقول غيره كله، وإنما أنت بحاجة لمن هو إلى نبض الناس أقرب، ومن هو إلى مخالفيك أسمَع، ومن هو إلى معارضيك أفهَم. يا سيادة الرئيس، القضية الآن لم تعد فى حوار وطنى أو فى جبهة الإنقاذ، القضية الآن أنك اعتمدت على أوهن الشرعيات فى زمن الثورات وهى شرعية الصندوق الذى هو أقرب إلى تقديم أوراق اعتمادك لدى الشعب وقد اعتمدك، ولكن أوراق الاعتماد لا تغنى عن تقييم الأداء، وقد تم تقييم الأداء من قبل المحيطين بك من غير المحسوبين على جماعتك بأنه أداء سلبى بدليل انفضاضهم عنك. إذن، لك عندى واجب النصيحة المحددة حتى لا يختلط الأمر: أولاً، العاقل هو من يختلف العقلاء معه وليس عليه، عليك أن تحيط نفسك بالعقلاء القادرين على أن يرصدوا لك الواقع وأن يختلفوا معك وأن يقولوا لك ما قد لا تحب أذنك أن تسمعه. قرّب هؤلاء إليك، فأنت الآن بعيد كثيراً عنهم، ودليلى أنك حتى توقفت عن الالتقاء بالمفكرين والمثقفين والخبراء ممن لا يلتفون حول السلطة ولكن يعملون من أجل الوطن. ثانياً: العاقل هو من يدير الأزمة وليس من يدير بالأزمة. كانت الأزمة فى مرحلة ما الجمعية التأسيسية ثم الإعلان الدستورى ثم مشروع الدستور ثم الاستفتاء على الدستور ثم الحوار الوطنى ثم قانون مجلس النواب ثم حالة الطوارئ نحن لم نحل أى أزمة نحن أدرنا كل أزمة بأزمة أخرى، فأصبحنا فى أزمة مركبة. ثالثاً: العاقل هو من يقدر معارضيه ليس فقط بعددهم ولكن بتأثيرهم؛ المعارضون قد يكونون قليلين ولكنهم قادرون على إسقاطك أو حرب أهلية حين ينزل الأنصار فى مواجهة المعارضين، وهنا ستسجل فى التاريخ بأسوأ ما جاء عن الملك فاروق وعن الرئيس مبارك. يا دكتور مرسى، وسع دائرة مشورتك، وتراجع عن أخطائك صراحة بل هذا يزيدك قوة، ولا تلق بالبلد فى فوضى شاملة أو حرب أهلية. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى الدكتور مرسى جنِّبنا حرباً أهلية إلى الدكتور مرسى جنِّبنا حرباً أهلية



GMT 04:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

. وماذا عن حجر رشيد؟!

GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 04:06 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

حرب غزة في نادي الجزيرة!

GMT 04:04 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

ليس دفاعًا عن الفراعنة!

GMT 04:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الضفة الغربية

GMT 04:00 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

رأس نعمت شفيق

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon