توقيت القاهرة المحلي 12:11:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإدارة بالمخاوف

  مصر اليوم -

الإدارة بالمخاوف

معتز بالله عبد الفتاح

نحن أمام فريقين متنافسين، لكل منهما حجته فيما يطرحه من مواقف، ولكن الأخطر أن كلاً منهما عنده من المخاوف ما يفوق بمراحل أسباب الثقة فى الطرف الآخر. استقر فى ذهن كل طرف أن هناك مؤامرة فعلية (وليست احتمالات مؤامرة) ضد الطرف الآخر. وكل مؤامرة أشبه بمربع أضلاعه ينسجها الطرف الآخر ضد الطرف الأول. وفهم أضلاع المؤامرة مهم لأنه يكشف شبكة المصالح ويفسر المواقف السياسية لكل طرف. نبدأ من رؤية المعارضة الليبرالية للحكم المحافظ دينياً حيث يسيطر على هؤلاء مخاوف «أخونة الدولة» بأضلاعها التالية: الضلع الأول هو الخوف من أخونة الحكومة بتقريب وتغليب أهل الثقة من الإخوان على أهل الكفاءة من دونهم. القضية هنا ليست صحة هذه المعلومات أو خطأها وإنما أن هذا التصور موجود ويؤثر على عملية صنع القرار السياسى. الضلع الثانى هو الخوف من أخونة الإعلام بإسكات الأصوات المعارضة تحت أى حجة وبأى مبرر قانونى أو غير قانونى. القضية هنا ليست صحة هذه المعلومات أو خطأها، وإنما أن هذا التصور موجود ويؤثر على عملية صنع القرار السياسى. الضلع الثالث هو الخوف من أخونة الدستور بتضمينه أدوات ومكونات الدولة الكهنوتية حتى يتم تجميعها وتشغيلها مع الأغلبية البرلمانية القادمة. القضية هنا ليست صحة هذه المعلومات أو خطأها وإنما أن هذا التصور موجود ويؤثر على عملية صنع القرار السياسى. الضلع الرابع هو الخوف من تواضع الكفاءة عند كوادر الإخوان واستعدادهم لإطلاق الوعود دون الالتزام بالتنفيذ. القضية هنا ليست صحة هذه المعلومات أو خطأها وإنما أن هذا التصور موجود ويؤثر على عملية صنع القرار السياسى. هذا المربع يقابله مربع آخر يتداخل معه تماماً ويتفاعل معه وهو مربع إفشال الدولة من وجهة نظر مؤسسة الرئاسة ومن يؤيدها. مربع إفشال الدولة هذا يتضمن عناصر أربعة. الضلع الأول عنوانه القضاء. يعتقد قيادات التيار المحافظ أن الجهاز القضائى مسيس حتى وإن التزم الإجراءات القانونية المتعارف عليها. مثلاً هناك قضايا تعرض أمام بعض المحاكم (الإدارية أو الدستورية) ويتم النظر فيها بسرعة شديدة مقارنة بغيرها، أو هكذا يظن بعض من المتعاطفين مع التيار المحافظ دينياً. القضية هنا ليست صحة هذه المعلومات أو خطأها وإنما أن هذا التصور موجود ويؤثر على عملية صنع القرار السياسى. الضلع الثانى عنوانه الإعلام. يعتقد قيادات التيار المحافظ أن بعضاً من العاملين فى جهاز الإعلام تحولوا من أداة لكشف الحقائق إلى أداة لتشويه الحقائق. القضية هنا ليست صحة هذه المعلومات أو خطأها وإنما أن هذا التصور موجود ويؤثر على عملية صنع القرار السياسى. الضلع الثالث عنوانه الدولة العميقة. يعتقد قيادات التيار المحافظ أن هناك عناصر داخل جهاز الدولة يعملون على إفساد أى محاولة لإصلاح جهاز الدولة وأنهم على اتصال بعناصر تسعى لإفشال الرئيس وإفشال تجربة الإخوان حتى يقول الناس: «فين أيام مبارك؟» وقد ارتفع هذا التوجه عند قطاع من الناس بالفعل. القضية هنا ليست صحة هذه المعلومات أو خطأها وإنما أن هذا التصور موجود ويؤثر على عملية صنع القرار السياسى. الضلع الرابع عنوانه عظم التحديات فعلياً. يعتقد قيادات التيار المحافظ على يقين أن مشاكل مصر أكبر وأعمق من قدرة أى رئيس أو حكومة إلا بتوجيه كل مؤسسات الدولة والمجتمع لطاقاتها من أجل التغلب على هذه المشاكل. وهذا لا يحدث من الناحية العملية وإنما هناك تناحر سياسى وخلل بيروقراطى يجعل الأمور تزداد سوءاً. القضية هنا ليست صحة هذه المعلومات أو خطأها وإنما أن هذا التصور موجود ويؤثر على عملية صنع القرار السياسى. علينا أن نعى ما سبق، أو أن نرفضه، ولكن لا ينبغى تجاهله. هناك خوف متأصل فينا، وإن لم نتغلب عليه لن ننجح. وأسوأ ما فى الأمر أن المخاوف انتقلت من النخبة إلى المواطن. والنخبة متهافتة على حساباتها الشخصية، وبالمرة لو ممكن نخدم البلد. آه يا بلد. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإدارة بالمخاوف الإدارة بالمخاوف



GMT 03:53 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الأهرامات مقبرة «الرابرز»!!

GMT 03:51 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الشعوب «المختارة»

GMT 03:49 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

اللاجئون إلى رواندا عبر بريطانيا

GMT 03:48 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

المقاومة الشعبية والمسلحة

GMT 03:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

خطر تحت أقدامنا

GMT 03:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عصر الكبار!

GMT 03:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بشارة يخترع نفسه في (مالمو)

GMT 03:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الغواية وصعوبة الرفض!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon