توقيت القاهرة المحلي 02:14:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. وإذا أتتك مذمتى

  مصر اليوم -

 وإذا أتتك مذمتى

معتز بالله عبد الفتاح

هناك قلة من المصريين نجحوا فى أن يفسدوا حياة الكثرة من المصريين؛ مثل القليل من السم فى الكثير من الطعام فننتهى إلى خسائر جمة نعانى منها جميعا. ومن هؤلاء القلة يأتى الشتامون والسبابون الذين يتيح لهم الإعلام مساحات للإثارة والتهييج والتفوه بما لا يليق من القول. وتأتى آفة الفضاء الإلكترونى الذى يتنابز فيه الناس بالألقاب، وينسون جميعا أن الله أمرنا ألا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم، وكرر نفس المعنى بشأن النساء حتى لا يسخر بعضهن من بعضهن. بل إن التراث العربى خلف لنا ما لا يمكن تجاهله من أقوال وأشعار تؤكد أن من يسب حقيقة هو يحقر من نفسه لأنه يكشف عن سوء طويته مثل «صفيحة القمامة» التى إن فتحت ما وجدنا فيها إلا القمامة. أهل الخير ينطقون بخير. وأهل القمامة ينطقون بالقمامة. ومن هنا قيل: وإذا أتتك مذمتى من ناقص *** فهى شهادة لى أنى فاضل. وفى قول آخر: كل إناء ينضح بما فيه. وفى قول ثالث: إن الألسنة تنطق بما فى النفوس فتكشف عن مكنونها فتهوى بأصحابها. وفى قول رابع: أعرض عن الجاهل السفيه *** فــكل ما قاله فهــــو فيــــه فلا يضر نهر الفرات يوما *** إن خاض بعض الكلاب فيه وفى قول خامس: يخاطبنى السفيه بكل قبح *** فآبى أن أكون له مجيبـا يزيد سفاهة وأزيد حلــما *** كعود زاده الإحراق طيبا وفى قول سادس: إذا نطق السفيه فلا تجبه *** فـخير من إجابته السكوت فإن كلمته فرجت عنـــه *** وإن خليته كمـــداً يمــــوت وفى قول سابع: وأتعب من ناداك من لا تجيبه *** وأغيظ من عاداك من لا تخاصمُ وآفة مصر وقطاع من المصريين أن لا نعرف أمراضنا، وأن نتهم غيرنا بما فينا، وأن نسوق لقدوة السوء بأن يتصدر المشهد السياسى والإعلامى أناس مكانهم الطبيعى أن يكونوا فى قاع المجتمع. ولكن قدرتهم على إثارة الجدل والحط من الآخرين تجعلهم مادة غزيرة لإعلام دنىء مستعد أن يضحى بكل القيم والأخلاقيات من أجل الانفراد والسبق والدولارات. لست أفضل من أحد، حتى لا يتهمنى بالنرجسية أحد. ولكن على الأقل أنفى لم يزل قادرا على أن يشتم رائحة العفن السياسى والإعلامى حين يقترب منى. بصراحة، المقومات الأخلاقية والفكرية للنهضة ليست متوافرة فى مصر. وأعتقد أننا لو كان بيننا من يستطيع أن ينهض بنا، لقتلناه بالشائعات والسخافات. «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت». صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وربما أكون بحاجة لأن أصمت قليلا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وإذا أتتك مذمتى  وإذا أتتك مذمتى



GMT 23:33 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الجولة السادسة

GMT 23:32 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ابن حسن الصباح

GMT 23:28 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

فى كتاب الكرة المصرية «فصل كرواتيا»!

GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon