توقيت القاهرة المحلي 12:18:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قيادة + فكر + تنظيم + جماهير

  مصر اليوم -

قيادة  فكر  تنظيم  جماهير

معتز بالله عبد الفتاح

المعادلة السابقة هى نقطة البداية فى أى عمل جماعى سواء كانت حزبا سياسيا أو مؤسسة أهلية أو الدولة. والبداية بالقيادة ليس معناها المصادرة على حق التنظيم والجماهير فى أن تتخذ قرارها باختيار من يقودها فى مرحلة لاحقة. ولكن القيادة هى منتجة الفكر أو ناقلته، وهى منشئة التنظيم وملهمة الجماهير. المشكلة المركبة حين تكون هناك مشكلة على مستوى القيادة، ومشكلة فى الفكر، ومشكلة فى التنظيم، ومشكلة فى الجماهير. ولكل واحد من هذه المكونات مشاكله التى نراها فى حياتنا السياسية بوضوح. القيادة إما رومانسية حالمة كسولة أو شعبوية تأجيجية انتهازية. الفكر إما ساذج سطحى شعاراتى، أو غير واقعى افتراضى مستورد. التنظيم إما هشّ غير مُحكَم، أو جامد غير مرن وغير متطور. الجماهير إما هتيفة أو أتباع على نمط «الفولورز» فى تويتر، أو حانقون متمردون. التوازن المفقود هو ما نبحث عنه. الإثارة أصبح يجيدها كل أحد، بل يتاجر بها كل أحد. وفينا سماعون لهؤلاء وأولئك. ولدى بعضنا نزعة لتصديق كل ما يقال لنا. حضرت خلال الأسبوع الماضى العديد من الفعاليات السياسية والمنتديات العامة. وتدور أسئلة ويتم تداول معلومات يظن أصحابها أنها مسلم بها مثل أن أهل غزة سيحتلون سيناء، وأن قطر ستسيطر على الاقتصاد المصرى، وأن الدستور القادم يؤسس لدولة طالبان على أرض مصر، وأنه لا يوجد أى شىء يدعو للتفاؤل، وأن الفريق شفيق فاز فى الانتخابات وأن المجلس العسكرى تآمر مع الإخوان ضده... وهكذا. والغريب أن ما سمعه الإنسان ليس من أشخاص غير متعلمين، ولكن لديهم من الخوف ما يجعلهم يصدقون كل ما يقال لهم أو يصطنعون ما يغذى مخاوفهم. والحقيقة أن هذا يعنى أن هناك قطاعات من المجتمع بحاجة عاجلة لأن ترى أمامها قيادة وفكرا وتنظيما وجماهير غير الإخوان والسلفيين. والإخوان والسلفيون كذلك بحاجة لتغيير فى القيادة ولإعادة النظر فى الفكر وإعادة فتح مسام التنظيم لتستوعب غيرهم من جماهير. الثورة حدثت بالفعل. وانتهى عصر مبارك. نحن فى عصر ما بعد الثورة: إما أن ننجح معا أو أن نفشل معا. البكاء على اللبن المسكوب وتخيل أنه من الممكن إعادة إنتاج النخبة القديمة هو ضرب من الخيال. علينا أن نتحرك من حيث نحن. أرجوكم مصر فى مأزق: دعوا الخلافات السياسية والأيديولوجية جانبا، تعالوا نبنى البلد. يا دكتور مرسى.. أرجوك توقف عن «الارتجال» فى الخطب. أرجوك اقرأ من ورقة مكتوبة بعناية عن خطتك للفترة القادمة. يا دكتور مرسى.. استخدم ما فى يدك من صلاحيات لتنشيط الاستثمار فى البلد. المستثمرون المصريون يحجمون عن الاستثمار لأسباب كثيرة تفصيلاتها عندهم. يا دكتور مرسى.. ارفع سماعة التليفون وأجرِ محادثات تليفونية مع أمراء وملوك ورؤساء الدول الخليجية وأبلغهم بأن مصر لا تتدخل فى شئونهم ولن تسمح لأحد أن يعبث باستقرار مجتمعاتهم. البلد بحاجة لقيادة وليس فقط لرئيس، البلد بحاجة لفكر وليس فقط لوعود، البلد بحاجة لتنظيم وليس فقط لنظام حكم، البلد بحاجة لجماهير مؤمنة بالقيادة والفكر والتنظيم وليس فقط أتباع. «الكورة فى الملعب، والمرمى مفتوح، والناس متعطشة لإنجاز حقيقى فى أى مجال»؛ فلننجح فى أى مجال بأى تكلفة لإخراج الناس من حالة القنوط إلى حالة الأمل. هذه هى البداية عادة لمن ينجحون. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيادة  فكر  تنظيم  جماهير قيادة  فكر  تنظيم  جماهير



GMT 23:33 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الجولة السادسة

GMT 23:32 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ابن حسن الصباح

GMT 23:28 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

فى كتاب الكرة المصرية «فصل كرواتيا»!

GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon