توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسالة إلى رئيس مصر المقبل: التاريخ لن يغفر أخطائك

  مصر اليوم -

رسالة إلى رئيس مصر المقبل التاريخ لن يغفر أخطائك

عمر الحضري

بدأ التعرف على مفهوم العدالة الاجتماعية في مصر منذ عام 2184 قبل الميلاد، وما لفت نظري أن المرأة كانت أحد معايير قياس نتائج الثورة الاجتماعية، وما ورد في كتابات إيبور بعد انتهاء الثورة ونقمه عليها في قوله "إن المرأة التي لم تكن ترى وجهها إلا في الماء، أصبح الآن لديها مرآه".  ففي عام 2184 قبل الميلاد، انطلقت شرارة الثورة المصرية ضد الفساد "ثورة جياع"، ضد بيبي الثاني، حيث حكم مصر منذ نعومة أظافره في السادسة من عمره، واستمر في حكم مصر لمدة تصل 91 عامًا. في الوقت الذي كانت أمه الوصية عليه وخاله الذي كان صاحب اليد العليا في إدارة البلاد، فرضت الضرائب ومُورس "الإرهاب" والتنكيل بالشعب، وتفشي الظلم واتسعت الهوة بين الطبقات، وانعدم الاستقرار والأمن والعدل في البلاد، وهو ما يحدث من تشابه في الفترة الحالية، و"بدأت المأساة بضعف الملك بيبي الثاني لعجزه وتقدمه في السن وغيابه عما يجرى حوله وتسليمه بأكاذيب المنافقين من حوله، فاستقل حكام الأقاليم بأقاليمهم واستبدوا بالأهالي، وفرضوا المكوس الجائرة، ونهبوا الأقوات، وأهملوا أي إصلاح للري والأرض، وانضم إليهم الكهنة حرصًا على أوقافهم، يبيحون لهم بفتواهم الكاذبة كل منكر، غير مبالين بأنات الفقراء وما يعانون من قهر وذل وجوع، وكلما قصدهم مظلوم طالبوه بالطاعة والصبر ووعدوه بحس الجزاء في العالم الآخر، وبلغ منا اليأس غايته، فلا حاكم يعدل، ولا قانون يسود، ولا رحمة تهبط، فانطلقت بين قومي أدعوهم إلى العصيان ومحاربة الظلم بالقوة، وسرعان ما استجابوا إلى النداء، فحطموا حاجز الخوف والتقاليد البالية، ووجهوا ضرباتهم القاتلة إلى الطغاة والظالمين وسرت النار المقدسة إلى جميع البلاد وانطلقت قذائف الغضب الأحمر على الحكام والموظفين ورجال الدين والمقابر". ولم تكن تلك الثورة هي الأخيرة، حيث اندلعت "ثورة جياع" أخرى في عهد رمسيس الثالث بعد تردى الأوضاع المعيشيَّة للمصريين، فوفقًا لمصادر تاريخية، شهدت مصر ثورة شعبية عارمة في العام الـ29 من حكم هذا الملك، وكان أبطال الثورة من العمال، وقد اندلعت الثورة نتيجة انخراط رمسيس الثالث في أواخر أيامه في الملذات، وارتفعت الأسعار، وساءت الأحوال الاقتصاديَّة مما أدى إلى تأخر صرف أجور العمال، وتدهورت الأمور لتتحول إلى ثورة حقيقية بقيادة العمال المصريين. تقول أحد البرديات واصفة الأوضاع في مصر بعد تلك الثورة، وهي في قمة الإبداع، معبرة عن معاناة المصريين وغضبهم على الأوضاع في مصر، "البلاد خربة، والقلوب حزينة. توقفت يد العامل وتحركت يد قاطع الطريق، توقف الإنتاج، وأصبح الجميع فقراء.غابت العدالة، وحل الظلام. غابت شريعة السماء، وحلت شريعة الشياطين، فشلوا في حكم الشعب لأنهم فشلوا في حكم أنفسهم، خرج المجرمون ليجلسوا على منصة القضاء، ودخل القضاة، والأبرياء السجون". فالدرس المستفاد من ذلك التاريخ، هو الحفاظ على ثوابت الحضارة المصرية الذي يعتبر فخراً لنا وللإنسانية كلها، وعدم التعامل مع التاريخ على سبيل الذكريات بل التعلم من تلك الدروس التي تعتبر مرآة للمستقبل، حيث أننا في تلك الظروف العصيبة قد ندخل بشكل أو بأخر في نفس النهاية المؤلمة وهي "ثورة الجياع" والتي نحذر منها. واللافت أنّ أول "ثورة جياع" سجلها التاريخ كانت تلك الثورة المصريّة، وأطاحت بملك فرعوني حقق انتصارات عدة لبلاده، وهو الملك بيبي الثاني، حسب ما ورد في بردية "إيبوير"، ولذلك نؤكّد أنّ العدالة الاجتماعيَّة هي الممر الرسمي للاستقرار في مصر مهما كانت الظروف السياسيَّة والصراع على السلطة والبطانة السوء التي تحيط بالحكام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة إلى رئيس مصر المقبل التاريخ لن يغفر أخطائك رسالة إلى رئيس مصر المقبل التاريخ لن يغفر أخطائك



GMT 11:15 2023 الجمعة ,01 أيلول / سبتمبر

عام دراسي يتيم في اليمن

GMT 11:37 2024 السبت ,02 آذار/ مارس

أطفالنا بين القيم والوحش الرقمي

GMT 21:34 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

في متاهات التعليم

GMT 14:13 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

العنف ضد المرأة حاجزا فى سبيل المساواة والتنمية

GMT 06:33 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

مصر ونظام جديد للثانوية العامة

GMT 13:18 2018 السبت ,28 إبريل / نيسان

نداء إلى وزير التعليم قبل وقوع الكارثة

GMT 13:48 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

البرلمان.. يُمثل من؟!

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon