توقيت القاهرة المحلي 11:00:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسرى الشاشات

  مصر اليوم -

أسرى الشاشات

بقلم : جمال علم الدين

فتح زمن التواصل التكنولوجي الباب للجفاف العاطفي والتصحر في العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة، وخاصة من جانب الأبناء الذين شكلت لهم التكنولوجيا جدرانًا مصطنعة من الأمان والاحتواء، وعالم متكامل الأركان، فلم يعد الوالدان المنبع الرئيسي للمنظومة القيمية والمعرفية حتى في السنوات الأولى من العمر، فالذين تفتحت عيونهم على الشاشات وباتت جزءًا من طبيعة حياتهم أصبح الاستغناء عنها غير منطقي وغير وارد. ربما ثمة ضحايا صامتون لعصر "الميديا"، هم جيل الآباء والأمهات من أبناء القرن المنقضي، الذين يحاولون مجاراة التطور التكنولوجي، لكنه لم يحتل الجزء الحميم في داخلهم، والذي بُني بدفء وحميمية الجلسات العائلية والتواصل المباشر وجهًا لوجه مع الآخرين، وليس بـ"الفيس بوك".

النواحب الإيجابية للهاتف المحمول لا يمكن حصرها، فهي مؤثرة في العمل والحياة. وأصبح امتلاك أي فرد له أمرًا بديهيًا،  فهل تحولنا التكنولوجيا شئنا أم أبينا إلى أرقام. كثيرًا ما أشاهد أمًا "ترشو" ابنها الصغير بهاتفها المحمول كي يجلس هادئًا منشغلاً حتى تنتهى من أعمال البيت، أو تتابع مسلسلها المفضل، وينشأ الطفل في سنواتة الأولى مفتونًا بالشاشة الساحرة التي تسرقة أضوائها وأصواتها وعوامل الجذب المتعددة والمتنوعة فيها، بدون أن يعي أنه أصبح أسيرًا لها، نعم نحن أسرى الشاشات لنعترف بذلك. أذكر جارنا كبير السن الذي يطيل الجلوس أمام مدخل العمارة، كم كان يُكثر من ذم جنون الناس بالهواتف المحمولة ممن يراهم من الداخلين والخارجين، ويشكو ويشتم انشغال أولاده بها حتى أهداه أحدهم هاتفًا حديثًا وعلّمه بعد جهد كيفية استخدامه، وهمس في أذنه أنه للضرورة، فأصبح العابرون للعمارة يدخلون ويخرجون وهو منشغل عنهم بما في يده. لو حسبنا الفترة الزمنية اليومية التي نقضيها في تصفح سريع للشاشات والهواتف المحمولة ومواقع التواصل الاجتماعي، وأحصينا عدد المرات، لأصابتنا صدمة ووصلت إلينا مرارة الاحساس بهدر الوقت. والسؤال: "هل الانزواء على الشاشات يمثل هروبًا من الوحدة أو أحد أسبابها؟".

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسرى الشاشات أسرى الشاشات



GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 13:41 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

مقتل المرء بين فكّيه

GMT 16:14 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

الاعلام الايجابي والاعلام السلبي

GMT 15:34 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

خانه التعبير واعتذر.. فلِمَ التحشيد إذن!

GMT 10:48 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

صحافة المنزل

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية
  مصر اليوم - فولكس واغن أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 00:48 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

محمد رمضان يتصدر مؤشرات محرك البحث "غوغل"

GMT 23:26 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

السنغال تُسجل 21 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 11:27 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

مجلة دبلوماسية تهدى درع تكريم لسارة السهيل

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

خطوات تضمن لكٍ الحصول على بشرة صافية خالية من الشعر

GMT 16:39 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الحكومة المصرية تحصل على منح بـ 635 مليون جنيه

GMT 05:48 2019 السبت ,27 إبريل / نيسان

جوني ديب يقرر الزواج من راقصة روسية

GMT 13:34 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي لدول المتوسط يصنّف الأفضل لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon