توقيت القاهرة المحلي 04:09:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عادل إمام ستبقى الزعيم

  مصر اليوم -

عادل إمام ستبقى الزعيم

بقلم : غنوة دريان

كلما أطفأ الزعيم عادل إمام، شمعة جديدة من عمره، كلما عمد على تثبيت أركان عرشه في مملكة الفن. فالزعيم خرج منذ سنوات طويلة من حسابات الاستسلام للسن أو العمر الذي تقدم .. كما يحدث مع الغير فيدعون العمر يفعل بهم الأفاعيل ويجبرهم على أن يتعاملوا بطريقة جديدة ومختلفة مع المرحلة العمرية الجديدة التي يعيشونها.

عادل لم يعد يعبأ بالرقم الذي وصل إليه عمره ولا فرق عنده بين الستين أو السبعين أو حتى حينما يبلغ الثمانين.  هو يرى أن عليه فقط أن يهتم بصحته أما السن بالنسبة له مجرد رقم لا يقدم أو يؤخر كما أنه ليس مستعدًا أن يضيع دقيقة من عمره في أن يفكر فيما يفكر فيه الإنسان عادة مثل علاقة تقدم العمر بانتهاء الحياة.

هو يؤمن فقط باللحظة الراهنة التي يعيشها وماذا يجب أن يفعل فيها سواء العمل أو مداعبة الأحفاد أو حتى الحصول على قسط من الراحة .. أما أن يتغير عادل إمام بين مرحلة عمرية وأخرى .. فهذا ما لا يحدث

 فإن كان يحب المزاح  مثلًا ..  فلا يقلل  منه  ..وإن كان معتادًا على لقاء الأصدقاء بين الحين والآخر  .. فلا يقطع تلك العادة  .. أو ان كان يحب أن يسافر في وقت معين لبلد معين في أجازاته .. فلا يرى أنه من الجائز أن يمتنع عن ذلك السفر، وحتى نفهم سيكولجية الزعيم علينا أن نعرف أنه قادم من سنوات شبابه بأحلام كبيرة تفوق كل التوقعات وحب للحياة مبني على إيمان عميق بما خلقه الله فيها من جمال وقادم بإصرار عجيب على أن يحقق ما يسعد القلب ويرضى عنه  .. ولذا فكيف يمكنه أن يتنازل الآن عن تلك الأحلام ؟ كما أنه أكثر وعيًا من أن يدع الإصرار يتسرب منه رويدًا رويدًا ؟!

هو شخصيًا لا ينظر إلى نفسه كما ينظر إليه البعض .. الذين يتصورون أنه قد صار رجلًا عجوزًا .. تلك الكلمة المزعجة بالنسبة له والتي كانوا يلقبون بها العجائز وهو في صدر شبابه .. وكان لا يتمنى أبدًا أن تطلق عليه يومًا ما. ولذا فهو الآن لا يحرص على شىء بقدر حرصه على مغالبة ذلك السن الذي يجرى مسرعًا .. وإظهار نفسه بنفس الروح القديمة ولو عاندته تجاعيد الوجه . وما قيمة استمرار التربع على قمة الكوميديا العربية طوال عقود والثروة والأسرة ونجاح الأبناء والفرحة بالأحفاد  .. والناس لا  تستثنيه كإنسان من النظرة المعتادة لمن في مثل سنه ؟ مثلما استثنوه كفنان بالنسبة لجيله والأجيال التي لحقت به .

 عادل لا يحب الالتقاء بالوجوة المتجهمة والتي تخشى ممازحته.. بحيث يتعارض وقارهم له مع أن يشعر أينما ذهب أنه قادر دائمًا على أن يبعث على البهجة، ولذا فإنه إذا ما إن سنحت له فرصة ما للجلوس مع الأصدقاء أو حتى مع الشباب حتى يحرص على أن يؤكد لهم أن عادل إمام مأمون وشركاه وعفاريت عدلي علام هو نفسه عادل مدرسة المشاغبين والواد سيد الشغال وشعبان تحت الصفر والأفوكاتو. لقد اعتاد عادل على أن يكون دوره في الحياة أن يرسم تلك الإبتسامة على الشفاة وهو يحرص على أن يلعب هذا الدور للأبد.

وربما لكل تلك المعادلات السيكولوجية لم تستطع كل الأجيال الشابة من الفنانين الذين اكتشفهم أو لم يكتشفهم أن يطيحوا بعرشه أو أن يفقدوه بريقه أو أن يسبقوه في جماهيرية أو يعلو أجرًا ! كثير من عمالقة الفن وأساتذته اضطرهم التقدم في العمر أن يتنحوا عن نجوميتهم وزعامتهم ويقبلوا بأقل مما كانوا يحصلون عليه من قبل مثل فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولى وعبد المنعم ابراهيم وعمر الشريف وغيرهم ، أما عادل إمام فيناطح بثمانينته أبناء العشرين والثلاثين والأربعين ويتفوق عليهم بسهولة.

وكثيرًا ما لمعت مواهب فنية وكوميدية شابة .. اعتقد الناس أنها ستحل محل عادل إمام وتتفوق عليه مثل محمد هنيدي ومحمد سعد وأحمد مكي وغيرهم وبمرور الوقت تبين للجميع أن عادل بعيدًا عن كونه خارج هذا السابق فإنه يحظى بصفة قد يندر أن تجود مصر بمثيلها وهو القدرة على التشبث برقم 1 أطول فترة ممكنة ويصعب على الأجيال اللاحقة أن تحطم هذا "الإسكور " الذي حققه عادل إمام .

ربما لم يعد عادل إمام قادرًا على الحركة واللياقة مثلما كان يفعل وربما لم يعد يطيق الوقوف على خشبة المسرح مثلما كانت تمتد مواسم مسرحياته لسنوان طويلة وربما لم يعد حتى قادرًا على الإضحاك بنفس القدر الذي كان في شبابه، إلا أننى أكتب تلك السطور قبل أيام من شهر رمضان في 2017  وعادل هو الأكثر نجومية والأعلى أجرًا  ومسلسله الذي ينتجه المنتج تامر مرسي هو أكبر إنتاج بين مسلسلات رمضان هذا العام في الوقت الذي هو الأكبر سنًا من بين نجوم مسلسلات رمضان.

وذلك هو التحدي الذي راهن عليه الزعيم وتلك هي خصوصيته التي يتفوق بها على أي فنان آخر ولذا فعيد ميلاد عادل إمام .. ليس عاديًا ولكنه تبشير بعام جديد قد يصنع فيه الزعيم ما لم يسبقه إليه أحد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عادل إمام ستبقى الزعيم عادل إمام ستبقى الزعيم



GMT 21:50 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 07:54 2021 الثلاثاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 16:05 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

يشبهنا صراع العروش

GMT 22:37 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل

GMT 00:39 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

محمود مرسي

GMT 20:51 2019 الجمعة ,01 آذار/ مارس

أحمد زكي

GMT 11:09 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

رشدي المهدي ممثل من الطراز الرفيع

GMT 13:21 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

مديحة كامل

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon