توقيت القاهرة المحلي 01:06:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موجات الصوت و موجات الحياة

  مصر اليوم -

موجات الصوت و موجات الحياة

أسماء الجنزوري

تنقل موجات الصوت النغمات التي لُحنت لأجل صوت فيروز ، لكن فى حضرة صوت آخر سرسوع . تأبى النغمات أن تنصاع لصوت هذه الفتاة حديثة السن و الموهبة. يغير المحطة الإذاعية فى مذياع السيارة، فيجد إذاعة صوت العرب تذيع أخبار الهجمات البوذية الشرسة على مسلمى الروهينجا فى إقليم أراكان غرب ميانمار (بورما سابقا). يغلق المذياع و هو يفادى الميكروباص الأهوج دون أن يسب سائقه أو حتى يقطب جبينه ؛ فعقله مدفون فى غياهب الإدارة و ملفات العمل و متابعة الموظفين و كيفية تحفيزهم و آلية حسابهم إلى آخره من سخافات الإدارة لاسيما إدارة البشر. يعشق قيادة كل شىء: الدراجة الهوائية، الدراجة النارية، السيارات بموديلاتها، و سيارات السباق، ويتمنى لو يسمح له سائق السوبر جت (السوبر زفت حقيقة) أن يقوده و يجرب الفتيس الرفيع الطويل و بدّالات الفرامل والبنزين و الدبرياج تلك الشبيهة بنعول الاحذية ، حتي أنه يبدو كطفل لاه عندما يقفز فى عربات الملاهى المتصادمة. أما قيادة البشر فحبهان بين الأسنان ! غاب عما حوله و غاص فى فكرة أن الإدارة اللعينة تخرج له لسانها، فهي تدفن مواهبه التي يعلم جيدًا أنها ليست فائقة أو مكتملة. يؤمن كالنساك، أن كل بصيص موهبة من تمثيل و إلقاء و كتابة، قيادة سيارات السباق، يشع منه ، يمكن أن يستحيل يوما مشكاة، شريطة أن يحقن قلبه بالإرادة و ينفى من عقله الإدارة. وشريطة أن يزرع التنظيم فى وقته و ألا يبيعه رخيصا للحاسوب و دهاليز اللسان الملولوة بالثرثرة. آفته هى شعوره بتفوقه العقلى و البصرى ، حيث يدرك عقله ما لا يدركه زملاؤه فى الشركة، تري عيناه ما لا يراه المارة فى سوق الفاكهة. حين يحدث حدثاً....أية حدث ، يبدو له محزنا، فتخترق معنوياته الأرض السابعة و يتضاءل حجم جسده البشرى فيصبح كالسنفور* فى هذا الكرتون الشهير. هو الآن الأقل ذكاءا..الأفقر جمالا....الأعوز كاريزما....إلى آخره من بغيض الصفات التي يذهب البشر إلى خلعها على أنفسهم دفعةً واحدة عندما يقابلون مكروها. أكثر من أسبوع أو أقل ثم يبدأ فى الصعود من الأرض السابعة إلى السادسة ثم إلى الخامسة وهكذا حتى يصل للسماء بعدد طبقاتها و يهبط ثانية كأنه فى لعبة على الحاسوب ، كلما أنهاها و فاز أو خسر فيها بدأ من جديد. وهكذا تمر حياة كل منا بظاهرة التضاغطات والتخلخلات المميزة لموجات الصوت و هنا اسمها موجات حياة البشر! الأجدر بالاعتبار هو أن يدرس كل بشرى نفسه و يعرف متى تتضاغط معنوياته و متى تتخلخل، فيصبح أكثر قدرة و مهارة على إدارة ذاته و وقته ...... آه رجعنا ثانية للإدارة ...... صاحبنا معه الحق كله فى بغضه لهذا الشىء المسمى "الإدارة". فلينعمنا المُنعِم بحسنها و يقينا سوءها. هكذا دعى الله و هو ينهى كتابة تقريره الأسبوعى عن موظفي القسم الذى يرأسه. * السنافر هو كارتون أميركي شهير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موجات الصوت و موجات الحياة موجات الصوت و موجات الحياة



GMT 15:22 2023 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

سأغتال القصيد

GMT 11:37 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

البشر تصبح كالخرفان في مجتمعاتنا التي يحرّم فيها التفكر

GMT 12:46 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ضفضة_مؤقتة

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 16:19 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

فلسطين بين رمضان والفصح المجيد

GMT 12:09 2023 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

مجانية الالقاب على جسر المجاملة أهدر قدسية الكلمة

GMT 11:30 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

صيحة البسوس وشهرة نساء بني تميم في العصر الجاهلية

GMT 04:18 2023 الإثنين ,06 آذار/ مارس

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon