توقيت القاهرة المحلي 10:41:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدوري والتطرف وكمال الشناوي

  مصر اليوم -

الدوري والتطرف وكمال الشناوي

القاهرة – أحمد عبدالله

تعيش مصر الآن واحدة من أكثر فتراتها سخونة ، حيث أن التطرف الأسود يطل برأسه مصاحبًا أزمات اقتصادية طاحنة، وعلى الدولة أن تستعين بـ"حزمة حلول غير تقليدية" ، إن كانت تريد صلاحًا في الأحوال وتنتعاشًا في الأوضاع ، يشعر بها الناس في الداخل ، والمجتمع الدولي في الخارج.

ونقصد بكلمة "حزمة" مجموعة متعددة ومتنوعة من الإجراءات والإستراتيجيات وليست رؤية واحدة أو حل دون غيره ، ونقصد بـ"غير تقليدية" أن تكون مغايرة لأول ماقد يطرأ علي الأذهان عند الحديث عن "مكافحة التطرف".

لا شك أن الحلول والاستعدادات المتعلقة بكل ماهو أمني بشكل صريح "مطلوبة"، ويتم وضعها في الحسبان رقم واحد وقبل كل شئ ، نعم ولكنها ليست كل شئ، في عام 2017 وبكل ماطرأ على البشر من متغيرات على الصعيد التكنولوجي والفكري والاجتماعي، فما كان يصلح سابقًا لم يعد يجدي بفعالية حاليًا.

إذن نحن نحتاج إلى مجموعة من الحلول إلى جانب الأمنية، ونحتاجها تواكب متغيرات المجتمع، وعلينا أولًا دراسة الاتجاهات التي تشكل تفكير المجتمع، وتساهم في تكوين الفرد الذي ينشأ ليصبح متطرف ، ماهي الظروف التي دفعته لذلك، وما الذي ساهم في تطوره بشكل سريع، وماذاغاب عن محيطه لو حضر لغير من مساره.

تحتاج بكل تأكيد إلى "فن جيد"، تحتاج الدولة فورًا إلى رفض كل ماهو مبتذل، تحتاج أن تعيد إلى الشاشة المصرية قيمتها ووزنها مرة أخرى، تحتاج أن تتاح الفرصة أمام أجيال موهوبة تمتلك إمكانيات حقيقية، لتعيد إلى مصر "قوتها الناعمة" مرة أخرى ، تحتاج إلى يوسف وهبي وكمال الشناوي وإسماعيل يس، نحتاج إلى أن نخرج من مستنقع أفلام البلطجة والعشوائيات، وسينما الأكشن والرومانسي المبتذل.

تحتاج مرة أخرى عبدالحليم حافظ ومحمد فوزي ومحمد عبدالوهاب، تحتاج إلى أن تقاتل من أجل ذلك ، وأن تعظم من دور قصور الثقافة ودور الأوبرا ، تحتاج إلي أن تصل بذلك إلى "عمق الصعيد"، تحتاج أن "تمنع" الموسيقي الهابطة ومطربي الفيديو كليب الفارغ وموسيقي العصابات أو المتعارف عليها بـ"المهرجانات، ليلتف الناس مرة أخرى أمام فنون تنفعهم وتهذب مشاعرهم وترقق قلوبهم.

التعليم ومناهج التعليم المتأخرة وتكدس الفصول وهروب التلاميذ وغش الامتحانات قد يكون أخطر من مائة خلية متطرفة ، علينا النهوض بالتعليم، الزحام في الشوارع، وعدم الرقابة على الأسواق، وغياب الرعاية الصحية، وتردي الخدمات المقدمة إلى المواطنين، كلها أمور ضاغطة على المواطن الذي لن يتردد أن يسلم نفسه إلى شيطان اليأس والجمود وجماعات التطرف الهدامة.

تحتاج إلى رياضة حقيقية وأن تفتح آفاق للشباب لتفريغ الطاقات، نعم الدوري المصري قد يكون له دور في مكافحة التطرف ، صعد اللاعبين الموهوبين، أنفق ببذخ على الاستعدادات الفقيرة حتى الآن في إخراج المباريات وإظهارها بالشكل اللائق ، استضف الفرق الكبرى وطور من إعلامك الرياضي ، تحتاج إلى أن تعود المسارح مرة أخرى ، وأن تتوفر الأماكن العامة أمام الناس للتنزه والاستجمام.

وقد تعتبر تلك "الحزمة" رفاهيات ، وقد تصطدم بواقع مرير لدولة تعاني اقتصاديًا من عشرات الأعوام ، ولكن دعونا نجرب إلى جانب الحلول الأمنية الهامة، عناصر أخرى متناغمة قد تشكل منظومة متكاملة تخلق بيئة طاردة ورافضة للتطرف.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدوري والتطرف وكمال الشناوي الدوري والتطرف وكمال الشناوي



GMT 03:41 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

في غزة وباليرمو.. صمود لفلسطين وليبيا ونجاح لمصر

GMT 16:55 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

"عقار جودة" وتسريب الأراضي الفلسطينية إلى المستوطنين

GMT 19:08 2018 السبت ,21 تموز / يوليو

هل الجنسية المصرية حقا للبيع؟

GMT 13:19 2018 الخميس ,31 أيار / مايو

محافظ المنيا...سيارتك تعود للخلف

GMT 21:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

كيف تغيرت خريطة الرموز على يد "الملك صلاح"

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon