توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قصور رقابي

  مصر اليوم -

قصور رقابي

بقلم - أحمد عبدالله

يضرب نواب البرلمان المصري أروع الأمثلة حاليًا في الإضطلاع بدورهم التشريعي، رغم وجود ملاحظات على نوعية المنتج القانوني النهائي الذي يؤكد مراقبون أنه ينتصر للحكومة على حساب المواطن في كثير من الأحيان، إلا أن ماكينة تشريعات البرلمان الحالي مشهود لها كما وكيفا.

يقابل ذلك غياب فادح للدور الرقابي، العشرات من المسؤولين اللذين يعبرون بوابات مجلس النواب الممثلين عن الناس، يحضرون الإجتماعات يجادلون ويناقشون ويدافعون عن وجهات نظرهم، وينجحوا في كثير من الأحيان في فرضها، ولكن أيا منهم لم يدخل المجلس خائفا، يخشى ماتكفله نصوص قانونية ودستورية من سلطات إلى نواب البرلمان.

عدد من الحوادث والأحداث التي تتطلب تفعيل فوري للأدوات البرلمانية الرادعة، والتي قد يكون نهايتها الطبيعية إقالة مسؤول او التحقيق مع وزير، ولكن الأمر لايحدث، فلازالت ماثلة في الأذهان صدامات مروعة للقطارات، نوبات غلاء فجرت موجات عاتية من الاستياء، وأخيرا أمطار أثبتت هشاشة جهاز محلي وفضحت مسؤولين كبار، لم تنتظر الاجهزة الرقابية في مصر كثيرا، سارعت فورا للتحرك وأحالت بعضهم للنيابة، ولكن أين البرلمان من ذلك.

حاليا يستضيف البرلمان ملتقى دولي له ثقل كبير، تجمع برلمانات المتوسط، بحضور إيطالي وتركي يثري مناقشات حقيقية حول قضايا عالمية، وهو بالمناسبة جزء من دور يجيده البرلمان الحالي ونوابه، فنشطاهم على مستوى الملفات الخارجية أمر مثير للإعجاب، وهو دور حقق أهداف مؤثرة لمصر على الصعيد الدولي، ولكن مصر حاليا تحدياتها الداخلية تفوق الخارجية كثيرا.

حزمة من مطالب المواطنين على مستوى مواجهة الغلاء، حوادث وكوارث واصطدام قطارات، فساد وانهيار في قطاع الخدمات العامة والتعليم والصحة، كلها محاور وملفات لن تحلها القوانين وحدها، والتي نملك منها "غابة تشريعية" بحسب وصف رئيس اللجنة التشريعية بهاء أبوشقة، ولكن تعظيم الدور الرقابي والضرب على يد الحكومة ومراقبة أداء المسؤولين سيتكفل بإحداث إنتعاشة في الأحوال يشعر بها الناس.

مساعي الأغلبية البرلمانية لتشكيل حزب قد يكون مخرج جيد لكثير من المعضلات والتشتت بين النواب، بحيث يحشد الأعضاء قواهم، ويتوحدوا على كلمة وقلب رجل، وهو أمر سيشكل ميزة نسبية تعطيهم أفضلية على الحكومة المنظمة جيدا بردودها الجاهزة، ولكن الوجه السلبي للأمر أن تيارات حزبية كبرى رافضه لجهود الإندماج والتوحد تحت راية حزب أو إثنيان أقوياء على الساحة السياسية.

على نواب البرلمان إدراك حقيقة واضحة وجلية الآن، أن المتبقي أمامهم أقل مما عاشوه تحت القبة، النواب على وشك استنفاذ ثالث أعوامهم تحت القبة خلال أسابيع، ليتبقى لهم أقل من عامين، وبمراقبة إنطباعات الناس وتقييمات المواطنين ستجد أن الاسنياء يتعاظم عن الرضا، وعلى النواب أن يبحثوا عن أسباب ذلك ويعالجوه، إن كانوا حريصين على العبور من بوابة البرلمان بدورات نيابية أخرى في السنوات المقبلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصور رقابي قصور رقابي



GMT 23:15 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

كلام سيادتكم خاطىء

GMT 11:06 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

البرلمان.. يُمثل من؟!

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 16:39 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل انواع "الأرضيات الصلبة" في الديكور المنزلي

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

نادين نجيم تتألق في حفلة Bulgari Festa في دبي

GMT 14:32 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

الآثار تصدر الجزء الأول من سلسلة الكتب عن مقابر وادي الملكات

GMT 10:34 2017 الأحد ,23 إبريل / نيسان

نيرمين الفقي تنشر صورة جريئة تكشف عن مفاتنها

GMT 15:16 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يرتدي الزي الجديد في تصفيات أمم أفريقيا

GMT 08:14 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تغزو عالم التزلج على الجليد بمجموعة فريدة

GMT 10:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قائمة نيويورك تايمز لأعلى مبيعات الكتب في الأسبوع الأخير

GMT 07:52 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة إعداد فطيرة التين باللوز المحمص

GMT 13:47 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

دار MARVINI للمجوهرات تطرح المجموعة الجديدة للمرأة الجذّابة

GMT 13:42 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

"عودة إلى الزمن الجميل" تقذف بقارئها بين أمواج الذاكرة

GMT 07:15 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

الدعاء مستجاب بعد صلاة الفجر يوم الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon