توقيت القاهرة المحلي 08:18:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

" البردي والكتان والمشمش" 3 محاصيل مهددة بالإنقراض

  مصر اليوم -

  مصر اليوم -  البردي والكتان والمشمش 3 محاصيل مهددة بالإنقراض

المحاصيل الزراعية
القاهرة - سهام أحمد

تعتبر الزراعة أحد الأركان الرئيسة لإقامة مجتمع، قادر على صناعة دولة؛ لأن الزراعة تقتضي وجود الماء، بالإضافة إلى أنها مصدر الغذاء، هما العنصران اللذان يحتاجهما الإنسان في بداياته الأولى لتكوين مجتمعه.

ورغم أن مصر يوما ما كانت "سلة غذاء" العالم، بحكم أنها بلد النيل، فإنها صارت الآن جرداء غير قادرة على تلبية مطالب أهلها؛ بسبب الكثير، والكثير من القرارات الخاطئة، والإجراءات المجحفة التي نفذتها حكومات ما قبل ثورة 25 يناير، إزاء ثروة مصر من الأرض الزراعية.

وما بين مبيدات مسرطنة، أهدرت خصوبة الرقعة الزراعية، على ضفاف النهر الخالد، وبين اعتداءات وتعديات جائرة، غضت عنها الدولة طرفها، وغلت يدها الرقابية عن معاقبة مرتكبها، أصبحت مصر أكبر مستورد لـ القمح في العالم، وانهارت الزراعة الأشهر في تاريخ المحروسة وهي القطن، وتراجع إنتاج المحاصيل واحدا تلو الآخر، إلى أن صرنا في مواجهة انقراض وشيك لعدد كبير من الزراعات مثل: البردي، والكتان، والمشمش.
بردي قرماوص في خبر كان

عرف المصريون القدماء، زراعة نبات البردي، وصنعوا منه الأوراق التي خطّوا عليها أثمن، وأهم، وأغزر حضارة عرفتها البشرية، لكن المصري الحديث لم يعبأ بكل ذلك، وتخلى عن هذا النبات المرتبط بتاريخ، ومجد الأجداد، إلى أن صارت قرية "قرماوص" بمحافظة الشرقية، التي كانت يوما ما مصدر هذا النبات، إلى العالم، غير قادرة على زراعته، وعمّت البطالة 90 % من أبنائها، الذين لم يتعلموا في حياتهم إلى زراعة، وتصدير هذا النبات المصري الأصيل.

عندما تتجول في شوارع "قرماوص"، تجد أعواد البردي الخضراء تتمايل في كل مكان؛ لتلقي في أذنيك حفيفا يحكي قصة تاريخ تليد، احتضنته أوراق هذا النبات، الشاهد على عظمة الأجداد.

عفوا فقد كان ذلك قديما، حين كان الأهالي يزرون ما يزيد عن 500 فدان من هذا النبات، الذي أتقنوا تحويله إلى ورق؛ لبيعه إلى البازارات السياحية، أما الآن فجاءت الصعوبات الاقتصادية، وسوء إدارة الثروة الزراعية، لتحط بجناحيها الفساد، والإهمال على تلك الزراعة؛ لتدمرها.

ويقول أشرف عبدالجليل، أحد المزارعين العاملين في نصاعة البردي حتى الآن، إن زراعة، وصناعة هذا المحصول، تأثرت خلال الفترة الماضية؛ بتدهور أوضاع السياحة، فقلت الطلبيات، ومع توفق دعم الدولة لهم، من جميع الوجوه؛ بات الخراب مسيطرا على كل مكان، وفقد الأهالي بقرية "قرماوص"، مصدر الرزق الوحيد لهم.

وطالب "عبدالجليل"، الدولة بالتدخل، والاهتمام بهذا المحصول العالمي، وإعادته إلى مكانته، كأحد المصادر المهمة جدا لجذب السياحة، ودعم الفلاحين بإنشاء سوق مشترك، وكذلك تنظيم رحلات سياحية إلى القرية؛ ليشاهد السائحون، طرق تصنيع البردي، وتحويله إلى ورق، على النسق الفرعوني.

غياب الكتّان يعكر مزاج المصريين

اشتهرت قرية الرملة بمحافظة القليوبية، بأنها المصدر الرئيس في القطر المصري، لزراعة نبات الكتان، واستخلاص خيوطة وبذوره ذات الفائدة الصحية العالية.

ويستخلص الصناع من بذرة الكتان، الزيت الحار، الذي يحلو للمصرين إضافته إلى وجبتهم الصباحية المفضلة، وهي الفول المدمس؛ لتناول أشهى طبق يمكن للإنسان أن يبدأ به يومه.

وبقدر ما ستسخره مصر من انقراض هذه الزراعة، اقتصاديا، بقدر ما يعكر مزاج المصريين غياب الزيت الحار عن أطباق الفول اليومية، خاصة أن جودة الزيت المستخلص من بذرة الكتان المصرية، لا مثيل لها في العالم بأسره.

ويرجع العاملون في زراعة وصناعة، هذا المحصول المهم، أسباب انقراضه؛ إلى إهمال الدولة، الذي أجبر الأيدي العاملة الماهرة، على الفرار من تحت سماء قرية الرملة، للعمل في مجالات أخرى تكون كفيلة بتحقيق الربح، الذي يوفر احتياجات العمال، وأسرهم.

وأدى عدم دعم هذه الصناعة من قبل الدولة، إلى تراجع أعداد المصانع العاملة في هذا المجال، من 40 مصنعا، في الرملة وحدها، إلى مصنع واحد فقط

في المشمش

"في المشمش"، يعبر المصريون بهذه الجملة البسيطة، عن استحالة حدوث الشيء الذي يأملونه، وبهذه العبارة أيضا، رد مزارعو هذه الفاكهة المحببة لدى المصريين، على سؤال مفاده: هل يمكن إنقاذ محصول المشمش من الانقراض؟!!

وتعد قرية العمار، بمحافظة القليوبية، أشهر الأماكن التي تزرع المشمش في مصر، ويطلق عليه "مشمش العمار".

ويتسم موسم زراعة المشمش، بقلة عدد أيامه، وبالتالي قلة المحصول الناتج عن الزراعة، وشدة الإقبال عليه؛ فإن كمياته تنفد سريعا من الأسواق، دون أن تفي باحتياجات المستهلكين.

بالإضافة لهذه الندرة الطبيعية للمشمش، فإن محصوله تعرض خلال السنوات الماضية، لانتكاسات أثرت سلبا على حجم الإنتاج، والمساحة المنزرعة بالقرية  التي تقدر بنحو ٣٥٠ فدانا فقط.

المشمش

بدأت قرية العمار زراعة المشمش في عهد محمد علي باشا، ونمت زراعته حتى وصلت شهرته للعالمية؛ بسبب طعمه وشكله المميزين.
وشهد محصول المشمش انتكاسة كبيرة، في عهد وزير الزراعة الأسبق يوسف بسبب المبيدات مسرطنة، وإجبار المزارعين على استخدامها لرش المحصول؛ مما تسبب في ذبول مساحات شاسعة من الأشجار، وتفشي أمراض كثيرة في الأشجار.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 البردي والكتان والمشمش 3 محاصيل مهددة بالإنقراض  البردي والكتان والمشمش 3 محاصيل مهددة بالإنقراض



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل

GMT 05:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تكشف عن كمية القهوة لحياة صحية مديدة

GMT 11:21 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

وزيرة الصحة المصرية تؤكد حرص مصر على دعم لبنان ومساندته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon