توقيت القاهرة المحلي 06:17:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"بول دانسنغ" رقص رياضي يكسر التابو في مصر

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - بول دانسنغ رقص رياضي يكسر التابو  في مصر

"بول دانسنغ"
القاهرة - مصر اليوم

تتمدد المشرفة على دورة التعليم منار المقدم بامتداد عمود الرقص المعدني، وتتسلق إلى فوق وتنحدر لتصنع عدة تشكيلات قبل أن تستوي فوق الكعبين العاليين الزجاجين لحذائها. ثم تتسلق مجددا إلى الأعلى وتفتح ساقيها للمحافظة على توازنها. المشاركون في الدورة يصفقون. المقدم تتدرب الآن منذ أكثر من سبع سنوات. فما بدأ لديها كهواية أصبح في الأثناء مهنة: فقبل أربع سنوات افتتحت أول استوديو للبول دانسينغ في مصر وأقدمت بذلك على خطوة وسط ضيق المجتمع المحافظ: البول دانسينغ يُعتبر لدى العديد من المصريين كرقصة قبيحة وبغيضة وبدون حياء. لكنها تعد بالنسبة إليها تعبيرا عن تحقيق الذات، ولاسيما هي رياضة محبوبة أكثر ويمارسها عدد متزايد ـ لكن في الغالب خلف أبواب مؤصدة.

الرقص الشرقي نعم ـ البول دانسينغ لا

تعد مصر بأكثر من 92 مليون من السكان بلد التناقضات: الفقر يصطدم بالثراء والإصلاح بالتيار المحافظ والتقليد بالحداثة الغربية. وعليه فإن الرقص الشرقي الذي يعتبر منذ قرون جزءا من الثقافة المصرية وليس أقل إغراء وشهوانية  من البول دانسينغ يبقى مرفوضا في المجتمع، لكن الراقصة المتبرجة لا تغيب في الغالب عن عرس مصري، ولاسيما في أعراس الطبقات البسيطة. وعلى الرغم من ذلك فإن البول دانسينغ يصدم في مصر باستياء ويتم ربطه بوسط الدعارة الذي لا يتم الحديث عنه في مصر.

منار المقدم تدرك هذه الأمور، لكنها لا تتخلى عن هذه الرياضة التي اكتشفتها هي البالغة من العمر 24 عاما عندما كانت تدرس الهندسة في بريطانيا. وبعد شهور قليلة من عودتها افتتحت استوديو في وطنها خاص بالنساء. وتقول:" في البداية كان والداي مصدومين. اذ كانا يخشيان رأي الناس".

لا تثير الانتباه ولا تستفز

في مصر يعيش الناس مكدسين في مجال حيوي ضيق. ولا أحد يقدر على الالتفاف عن المراقبة الاجتماعية. المقدم تعرف هذا الشيء. وهذا سبب أيضا في أن المشاركات في الدروس فقط هن اللاتي يعرفن ما يحصل في الاستوديو الواقع في الطابق الثاني من عمارة في حي غاردن سيتي. ويهذا السياق تقول منار:" الناس يعتقدون أنه استوديو رياضة عادي، نحن نحاول أن لا نظهر في المجتمع ولا نريد استفزاز أحد". وعلى هذا الأساس يبقى الظهور والأنشطة العلنية من المحرمات عليها وعلى تلميذاتها، وحول ذلك تقول "إن هناك قواعد ثابتة". ويُسجل إقبالٌ كبير جداً على دورات التدريب.

إزالة الحجاب ولبس مستلزمات ضيقة

وإلى جانب البول دانسينغ هي تعرض أيضا دروسا في الحركات البهلوانية. وأكثر من 2.600 امرأة انضموا منذ الافتتاح إلى استوديو الرقص على العمود ـ وعددهن في ازدياد. وفي الأثناء افتتحت منار مقرين إضافيين لا يمكن الالتحاق بهما دون الإبلاغ المسبق، لأن الأعضاء فقط هم من لهم حق الدخول، تجتذبهم من خلال الدعاية الشفوية. ويوجد بينهن طالبات ومهندسات وموظفات في مصارف وطبيبات وأمهات ـ حتى من طبقات دنيا. وغالبيتهن مصريات تتراوح اعمارهن بين 20 و 56 عاما، وكثير منهن محجبات، بل إن واحدة تضع النقاب. لكن خلال التدريب يتم التخلي عن كل شيء ويضعن ألبسة رياضية ضيقة. "فقط من خلال ذلك يمكن الإمساك بالعمود وعدم الانزلاق"، كما تقول المقدم.

راقصة بدلاً عن طبيبة

في الأثناء تقوم خمس نساء بحركات تسخين، بينهن ريحان سليمان، الطالبة في علوم الطب البالغة من العمر 22 عاما التي تتدرب منذ نحو سنتين. عائلة ريحان تعرف شغفها، وهي تتوفر على عمود رقص في بيتها. لكن ما لا تعرفه العائلة هو أن الفتاة لم تعد ترغب في مواصلة دراسة الطب، بل تريد أن تصبح راقصة. وعلى الرغم من ذلك فهي تتطلع لإنهاء دراستها تلبية لرغبة أبويها. "بفضل بول دانسينغ أصبحت أكثر ثقة بالنفس ومنضبطة أكثر. لقد اكتشفت بعض القوى التي لم أكن أعرف عنها شيئا ـ قوى خارقة. كما أنني أشعر بأنني رشيقة مثل نجمة روك"، تقول ريحان. والداها لن يتفهما هذا الأمر ولن يقبلاه.

نماذج أدوار قديمة متجذرة

يعد مجتمع مصر جد محافظ ـ حتى بعد ثورة 2011 حين أزاحت الانتفاضة الشعبية حسني مبارك عن كرسي السلطة. وشاركت النساء في تلك الاحتجاجات على أمل الحصول على حقوق أكثر والمشاركة السياسية ولاسيما نيل حرية أكبر. ولكن رغم أن النساء يتمتعن اليوم بثقة نفس أكبر، إلا أنه لا شيء تغير في مشاكلهن. ويدور نقاش عام حول حقوقهن، وهناك محاولة لعدم قصر دورهن على الزوجة، والأم وربة البيت ، لكن الطريق نحو المساواة مازال طويلا. ورغم أن 90 امرأة يشغلن مقاعد داخل البرلمان وتضم الحكومة أربع نساء ولأول مرة توجد محافظة في مصر، فإنّ صورة المرأة الضعيفة والعقلية الذكورية متجذرة في المجتمع. فالزواج القصري وختان النساء والتحرش الجنسي ماتزال ظواهر موجودة في الحياة اليومية بمصر.

لكن من حين لآخر تخرج نساء عن الدور الذي عهده لهن المجتمع مثل الراقصة على العمود منار المقدم وقريناتها اللاتي يتدربن داخل العديد من استوديوهات مصر على هذا الفن الرياضي.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بول دانسنغ رقص رياضي يكسر التابو  في مصر بول دانسنغ رقص رياضي يكسر التابو  في مصر



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 02:58 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

فيتو أميركي ضدّ عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
  مصر اليوم - فيتو أميركي ضدّ عضوية فلسطين في الأمم المتحدة

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon