توقيت القاهرة المحلي 09:29:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رفعت السعيد

  مصر اليوم -

رفعت السعيد

بقلم : د.أسامة الغزالي حرب

رحل رفعت السعيد، أحد إبرز شخصيات ورموز اليسار المصرى فى العقود الأخيرة. كان أول ما قرأت له مبكرا قبل أن ألتقى به كتابيه عن الصحافة اليسارية فى مصر، وتاريخ الحركة الإشتراكية فى مصر..، ولكن معرفتى به عن قرب كانت عندما تزاملنا فى مجلس الشورى بين 1995 و2010. كان أداؤه فى المجلس نموذجيا، يعارض بقوة وصرامة، ولكن بموضوعية وبأسلوب راق مهذب، ويؤيد بصدق ووضوح ولكن بلا تزيد أو إسراف. سمتان أساسيتان ميزتا رفعت السعيد، أولاهما أن مفتاح شخصيته الفكرية والأيديولوجية كان هو رفضه القاطع والحاسم لخلط الدين بالسياسة، ذلك هو المبدأ الحاكم الذى سيطر على كل كتابات و أنشطة رفعت السعيد. وفى الحقيقة فإن هذه «البوصلة» هى التى تفسر بالأساس مواقفه إزاء النظام السياسى فى عهوده المتعاقبة، فقد احترم و تحيز لعبد الناصر- بالرغم من أنه سجن بل وعذب فى ظل حكمه، لموقف ناصر من الإخوان وتنكيله بهم. وهو نفس سبب عدائه الشديد للسادات، فضلا عن رفض الصلح مع إسرئيل. ثم كانت عضويته فى مجلس الشورى فى عهد مبارك منبرا عبر فيه بقوة وجرأة عن آرائه تلك، فى محاضر مسجلة ومحفوظة. لذلك لم يكن غريبا أن موقف الرئيس السيسى الحاسم ضد الإخوان وإزاحتهم من المسرح السياسى المصرى، دفعت رفعت السعيد لتأييده بقوة والوقوف بجانبه. وقد زاملت رفعت السعيد فى مؤتمر الشباب بشرم الشيخ فى أكتوبر 2016 ... وكان مرة أخرى نموذجا للمعارض الوطنى الملتزم بقضايا وطنه الأساسية. أما السمة الثانية التى ميزت رفعت السعيد فكانت بلا شك دأبه الشديد على الكتابة بعد أن حصل على الدكتوراه فى التاريخ المصرى الحديث، ومؤلفاته العديدة تثرى المكتبة المصرية والعربية، فضلا عن امتلاكه ذاكرة قوية وقدرة رائعة على الحكاية و السرد المشوق.رحم الله السياسى والمناضل والمفكر رفعت السعيد! 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رفعت السعيد رفعت السعيد



GMT 03:53 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الأهرامات مقبرة «الرابرز»!!

GMT 03:51 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الشعوب «المختارة»

GMT 03:49 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

اللاجئون إلى رواندا عبر بريطانيا

GMT 03:48 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

المقاومة الشعبية والمسلحة

GMT 03:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

خطر تحت أقدامنا

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل

GMT 05:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تكشف عن كمية القهوة لحياة صحية مديدة

GMT 11:21 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

وزيرة الصحة المصرية تؤكد حرص مصر على دعم لبنان ومساندته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon