توقيت القاهرة المحلي 08:26:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ورود وقصائد وقلوب تدخل ضمن احتفالات الفراعنة بعيد الحب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ورود وقصائد وقلوب تدخل ضمن احتفالات الفراعنة بعيد الحب

القاهره - هديل يوسف

برغم مظـاهر الحداثة والتطور وتغير كثير من العادات والتقاليد، وانتشار ابتكارات الشباب في الاحتفال بعيد الحب، وفيما يتبارى العشاق لتبادل باقات الزهور وبطاقات المعايدة بعيد الحب الذي يحل في 14 شباط/فبراير من كل عام، فهناك مصريون كثر يأخذهم الشوق إلى استعادة مظاهر الحب في زمن أجدادهم الفراعنة الذين تسجل جدران معابدهم ومقابرهم صوراً لاحتفالهم بالحب والعشق في مصر القديمة. وتؤكد الباحثة المصرية دعاء مهران أنّ "المحبين والعشاق في مصر القديمة كانوا يهدون الورود والزهور لمن يحبون، وأن إهداء الزهور للمحبوب عرفه المصريون قبل آلاف السنين، حيث كان للزهور مكانه كبيرة في نفوس قدماء المصريين، وكانت زهرة اللوتس هي رمز البلاد". وأوضحت أنه "كما كان يقدمها المحبوب لمحبوبته، وتزخر مقابر مدينة الأقصر بالصور المرسومة على جدرانها لصاحب المقبرة وهو يشق طريقه في قارب وسط المياه المتلألئة بينما تمد زوجته ومحبوبته يدها لتقطف زهرة لوتس". وتشير إلى أنّ "أعواد اللوتس كانت تقدم ملفوفة حول باقات مشكّلة من نبات البردي ونباتات أخرى، كما تشكل باقات الورود اليوم أعمدة المعابد الفرعونية مزخرفةً في طراز لوتسي يحاكي باقات براعم الزهور". وتؤكد الباحثة في مركز "إيزيس" لبحوث المرأة، في مدينة الأقصر التاريخية شيرين النجار، أنّ الفراعنة جعلوا من فصل الربيع موسماً للحب والعشاق، وأن المصري القديم احتفى بمحبوبته وعشيقته وزوجته وكان يعبر عن عواطفه تجاهها في احتفالية يطلق عليها "الوليمة"، وأن مقابر الجيزة وسقارة ومقابر النبلاء غرب الأقصر حوت عشرات اللوحات التي تصوّر احتفاء المصري القديم بمحبوبته وتقديمه الزهور لزوجته ومعشوقته. وتوضح أن الفراعنة اعتمدوا على التصوير في التعبير عما يكنونه من مشاعر في داخلهم قد لا يستطيعون التعبير عنها في نصوصهم، إلى جانب وجود العشرات من قطع الـ"أوستراكا" وقطع الفخار التي سجل عليها المصري القديم مشاعر حبه ولوعته، مثل وصف أحدهم معشوقته في إحدى المخطوطات القديمة "إنها الفريدة المحبوبة التي لا نظير لها أجمل جميلات العالم، انظر تلك التي تتألق والتي تبرق بشرتها بريقاً رقيقاً، ولها عينان تملكان نظرة صافية وشفتان بنطق رقيق، هي ذات العنق الطويل والصدر المتألق. شعرها ذو لون لامع، وأصابعها تشبه كؤوس زهرة اللوتس، إنها ذات خصر نحيل، ذات مشية متسمة بالنبل عندما تضع قدميها على الأرض". ويشير عالم المصريات محمد يحيى عويضة إلى أنّ المصريين القدماء كانوا يتمتعون بعواطف جياشة ومشاعر عاطفية نبيلة، وكانت احتفالاتهم ترتبط بالظواهر الفلكية، وعلاقتها بالطبيعة، ومظاهر الحياة، وكان للاحتفالات دور مهم في حياتهم فكانت في كل العصور هناك أعياد جديدة تضاف، وأن الأعياد كانت مناسبة لديهم لإقامة أفراح عظيمة تغنّى فيها أناشيد جماعية تنشدها السيدات النبيلات المشتركات في المواكب مع أصوات القيثارات وأغاني الغرام والأناشيد المصاحبة لحركات الرقص. ويوضح عويضة أن هناك نصوصاً ترجع إلى عصور الفراعنة تسجل ما عبرت به المرأة الفرعونية لمحبوبها وزوجها مثل قول إحداهن "لا يفكر قلبي إلا في حبك، أهرع مسرعة نحوك بشعري غير المرتب، لكنني سأعد خصلات شعري وأكون جاهزة للقائك في لحظة". كما أولى الفراعنة القلب مكانة كبيرة وكانوا يعتقدون أنه مركز الحياة الجسدية والعاطفية، وعبّر قدماء المصريين عن المشاعر وحالات الروح ومميزات الأخلاق والمزاج بمصطلحات شتى تشير إلى القلب، فوصفوا السعيد بأنه رحب الفؤاد، ووصفوا المكتئب بأنه ضيق القلب، وجمع أحد علماء المصريات 350 مصطلحاً مصرياً قديماً يتحدث عن القلب ومكانته. كما تشير الباحثة الأثرية المصرية منى فتحي إلى أنه "على رغم كثرة النصوص العاطفية في الأدب المصري القديم واهتمام الفراعنة رجالاً ونساء بالتعبير عن عواطفهم تجاه المحبوب، فإن ذلك كان يتم في خجل. ويرجع تاريخ غالبية قصائد الغرام الفرعوني إلى الأسرتين التاسعة عشرة والعشرين". ونظمت قصائد الغرام لتهدى إلى المحبوب أو لتغنى في حفلات ساهرة بمصاحبة الناي والقيثارة، وكانت تلك القصائد تعبر عن عواطف جياشة تجعل "الأشجار تتكلم والطيور تشقشق".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ورود وقصائد وقلوب تدخل ضمن احتفالات الفراعنة بعيد الحب ورود وقصائد وقلوب تدخل ضمن احتفالات الفراعنة بعيد الحب



GMT 10:09 2022 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

محمد صبحي يغيب عن مؤتمر مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي

GMT 09:04 2022 الإثنين ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الأوبرا تعلن شروط مسابقة مهرجان الموسيقى العربية الـ 31

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon