توقيت القاهرة المحلي 10:41:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل هذا تواصل ؟

  مصر اليوم -

هل هذا تواصل

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

يزداد الاهتمام بدراسة ما آلت إليه حالة المجتمعات فى العصر الرقمى، بمقدار ما يؤدى انخراط أعداد متزايدة من الناس فى شبكة «الانترنت» إلى إضعاف صلاتهم الاجتماعية، فقد صار معتاداً أن تجد عدداً من الأفراد يجلسون معاً، ولكن كل واحد منهم منكب على جهاز كومبيوتر أو هاتف محمول إلى حد أنه قد ينسى أحياناً وجود آخرين معه.

يمكن أن نجد هذا المشهد فى داخل منزل سواء كان أفراد الأسرة جالسين فى الغرفة نفسها، أو كان كل منهم فى ركن منها، أو فى غرفة مجاورة. كما نجده فى المقاهى وغيرها من الأماكن العامة التى يفترض أن من يتفقون على أن يلتقوا فيها يرغبون فى تجاذب أطراف الحديث قبل كل شىء. ويثير هذا النمط السلوكى الذى صار مألوفاً، وأصبح سمة سائدة فى العالم، أسئلة مهمة عن آثاره على مستقبل المجتمع، والصورة التى سيكون عليها التفاعل بين أفراده بعد عقدين أو ثلاثة.

لم يكن متصوراً فى بداية استخدام الناس شبكة «الانترنت» فى تسعينيات القرن الماضى أنها ستُحدث هذا الأثر أصلاً، ناهيك عن أن يكون بسرعة فائقة. ويعرف المطلعون على تاريخ هذه الشبكة أن الهدف الذى سعى إليه مبتكروها فى المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية كان خلق مجال للنقاش وتبادل الآراء والأفكار بين علماء الطبيعة وخبراء المعلوماتية0 وكان المأمول بالتالى, عندما ازداد الإقبال على الشبكة، أن تُحقَّق الهدف نفسه على نطاق أوسع، وتصبح ساحة مفتوحة للحوار بين البشر فى قضايا خاصة وعامة.

غير أن التطور مضى فى اتجاه مختلف منذ ظهور المدونات فى بداية العقد الماضى. وتعزز هذا الاتجاه بقوة مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعى، التى لم تحقق تواصلاً بمقدار ما أدت إلى انفصال أو تنابذ وتبارز.

غير أن آثار «الانترنت» على سلوك الناس تتجاوز تقليص التواصل فى المجال الخاص لكل منهم، وتمتد إلى إعادة صياغة قواعد العلاقات الاقتصادية وآلياتها، والعلاقة بين المجتمع وسلطة الدولة، بل تؤثر فى اللغات أيضاً من خلال الترجمة والتصحيح الآليين، وقد يشمل أثرها لاحقاً طبيعة المعرفة كلما توسع نطاق ما يمكن أن نسميه الفهم الآلى على حساب العقل النقدى التحليلى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هذا تواصل هل هذا تواصل



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon