توقيت القاهرة المحلي 04:09:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسرائيل تكسب

  مصر اليوم -

إسرائيل تكسب

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

يحمل استئناف التصعيد فى بعض مناطق جنوب غرب سوريا, التى تم الاتفاق فى 7 يوليو الماضى على إعلان هدنة فيها اخطارا تتجاوز فشل أهم خطوة باتجاه إنقاذ أرواح السوريين, وإعطاء أمل فى التوصل إلى حل سياسى لأزمة مأساوية طال أمدها، ثمة خطر آخر لا يقل أهمية, وهو تمكين اسرائيل من مواصلة حصد المكاسب الكبيرة التى حققتها فى الفترة السابقة على هذه الهدنة عندما تمكنت من إيجاد آلية لنقل جرحى ومصابى المعارك إلى مستشفياتها لتلقى العلاج، الأمر الذى أتاح لها فرصة غير مسبوقة لكسب تعاطفهم.فقد حظيت هذه المنطقة باهتمام فائق من جانب إسرائيل منذ انفجار الحرب السورية, وحرصت على أن يكون لها حضور قوى فى التفاعلات المرتبطة بمعاركها، فهذه منطقة محورية بالنسبة إلى أمنها، ليس بسبب الحدود المشتركة فقط، ولكن نتيجة وجود وحدات من حزب الله، وجماعة «خالد بن الوليد» التابعة لتنظيم «داعش» فى الطريق بين الجنوب ودمشق.

وسعت إسرائيل إلى إعطاء حضورها فى هذه المنطقة شكلا «إنسانيا» من أجل تغيير صورتها لدى المصابين والمرضى السوريين بشكل جذري. وقد عبر أحد العائدين الذين استغرق علاجهم فترة طويلة عن هذا المعنى أخيرا، حيث بدا فى حالة انبهار وهو يتحدث إلى مراسل صحفى مشيدا بالعناية التى حظى بها، والتقدم الذى شاهده هو وزملاؤه: (لم يطلب أحد تغيير موقفنا من إسرائيل فى أثناء علاجنا هناك. عاملونا كمصابين نتلقى علاجا، وأعادونا بعد أن تأكدوا من شفائنا، وأبلغونا أنهم صاروا مطمئنين علينا).

وهذه الطريقة تبدو شديدة الفاعلية عندما يُراد تحقيق تغيير فى ثقافة مجتمع، وليس فى موقف شخص أو أشخاص. فالروايات التى يعود بها من يُعالجون فى إسرائيل تنتشر فى محيط كل منهم، ومنها إلى مناطق أخري، وتؤدى إلى إجراء مقارنات تنتهى كلها لمصلحة إسرائيل التى أضافت إلى مكاسب إستراتيجية حققتها فى السنوات الأخيرة مكسبا أهم وأكثر تأثيرا فى المستقبل. فقد كسبت قلوب بعض السوريين بطريقة يمكن ان تؤدى إلى تغيير ثقافى قد لا يقف عند حدود سوريا مادام اهتراء الوضع العربى العام مستمرا ومتزايدا. ولذا نأمل فى معالجة العوامل التى تهدد هدنة الجنوب لكى لا تحقق إسرائيل مزيدا من المكاسب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل تكسب إسرائيل تكسب



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon